قرّر صيّاد الثعالب العجوز، الذي كان يعدّ أفضل صيّاد في منطقته، أن يتقاعد، فجمع أغراضه وأدواته وقرّر الرحيل نحو جنوب البلاد، حيث يكون الطقس أكثر اعتدالاً.
وقبل الانتهاء من توضيب أغراضه للرحيل، زاره شاب وقال له: "أودّ أن أتعلم من مهاراتك في الصيد، وسأقوم بالمقابل بشراء متجرك وشراء رخصة الصيد الخاصة بك، كما سأدفع لك مقابل كل أسرار الصيد التي سأتعلّمها منك".
وافق الصيّاد العجوز على العرض الذي تقدّم به الشاب ووقّع عليه، ثم بدأ بتعليمه كل أسرار صيد الثعالب، واشترى بالمال الذي حصل عليه من الشاب منزلاً جميلاً في الجنوب، حيث الطقس الدافئ الذي لا يتطلب منه جمع الحطب لإيقاد النار للتدفئة في الشتاء.
وعندما حلّ الربيع شعر الصيّاد العجوز بالحنين لقريته السابقة، فقرّر العودة إلى هناك ورؤية صديقه الشابّ.
وعندما وصل إلى هناك، توجه قاصداً صديقه الشاب الذي منحه الكثير من الأموال لقاء الحصول على أسرار الصيد وسأله: "كيف هو موسم الصيد هذا العام؟".
فأجاب الشاب: "لم أتمكن حتى من اصطياد ثعلب واحد".
فشعر الصياد العجوز بالدهشة والاستياء وقال: "ألم تتّبع نصائحي في الصيد؟".
فأطرق الشاب إلى الأرض وقال: "بصراحة لا، لقد اعتقدت بأن طرقك في الصيد قد باتت قديمة جداً، لذلك حاولت أن أتعلّم طرقاً أفضل في صيد الثعالب".