تعريف الاكتئاب:
الاكتئاب اضطراب انفعالي يتميز بالتشاؤم الشديد جداًواليأس ويتمثل بحزن وانقباض ورغبة في البكاء ويفقد قدرته في السيطرة على نفسه.
تعتريه فترات يفقد فيها ذاكرته ويصعب عليه إدراك ماحوله فتصيبه البلادة الذهنية ويختل تفكيره مع شعور بالذنب واحتقار الذات.
نادراً ما يصيب هذا المرض من تقل سنه عن 18 سنةونسبته في النساء أعلى من الرجال.
أسباب الاكتئاب:
يرجع بعضهم أسباب الاكتئابإلى عوامل وراثية تتعلق بالاستعداد للمزاجالسوداوي وتشكل الأرضية والتربة الخصبة لظهور المرض أما أثر البيئة والحوادثالأخيرة التي تقع لمثل هذا الشخص فكأنها القشة التي تقصم ظهر البعير فالشخص المعرضللاكتئاب هو شخص يملك الاستعداد لقبول المرض.
وفيما يلي أهم الأسباب التيتقف وراء الاكتئاب :
1- العوامل والأسباب الوراثية :
تؤكد الدراسات التي أجريت علىالتوائم أهمية العوامل الوراثية. وقد قررت البحوث أن نسبة انتشار المرض بينالتوائم أحادية الإلقاح تعادل 95,7 % على حين أنها تعادل 26,3% عند التوائم ثنائيةالإلقاح و4% فقط بالنسبة لغير الأقرباء. ولكن هذا لا يدل على أن العامل الوراثي هووحده وراء المرض.
2- العوامل التكوينية :
هناك علاقة بين التكوينالجسمي وبين هذا المرض. فيبدو أن النمط المكتنز أو البدين أو صاحب البنية (الاندمورفيه Pyknic endomorph) أكثر عرضة من غيره لردود الأفعال العاطفية.
وقد سبق أن قرر "كرتشمر"ذلك "نظرية الأنماط" وإن كانت وجهة النظر التكوينية أو فكرة أنماط الجسمهذه تواجه عدداً من الصعوبات تجعلنا لا نستطيع الركون إليها تماماً.
3- العوامل الفيزيولوجية :
يربط بعضهم بين الاكتئابالذهاني وبين اضطرابات الغدد، (وبخاصة الغدد الكظرية والجنسية) ويربط بعضهم الآخركذلك بين الاكتئاب الذهاني وبين اضطرابات الجهاز العصبي (مثل زهري الجهاز العصبيوأورام الفص الجبهي).
ويرى بعضهم الآخر أن هناكعلاقة بين الحالة الذهانية وبين اضطراب نسبة المعادن في الجسم.
أثر واضح تماماً فسن اليأسيمثل فترة تغير هامة في الحياة من الناحية النفسية والجسمية.
فتقع التغيرات الهرمونيةويتميز انقطاع الطمث عند النساء فيها بومضات حرارة في الجسم وبالأرق والصداع وإنكانت الناحية النفسية ذات أثر كبير فالنساء لابد لهن في هذه المرحلة من الحياة منأن يدركن أن ذهاب شبابهن وجمالهن لم يعد أمراً محتمل الوقوع دائماً أصبح حقيقةواقعة.
والرجال لابد لهم من أنيتقبلوا تناقص رجولتهم واضمحلال قوتهم. أما أكثر الناس فيتقدم بهم العمر في هدوءودعة، فيتعرض قلة منهم لهذا النوع من الاكتئاب (كاليخوليا العجز) .
4- العوامل النفسية :
الخبرات الانفعالية الصادمةوعدم التقبل الواقعي لها، والضغوط البيئية والانفعالية في الحياة بصفة عامة وصعوبةالتوافق معها والتوتر الانفعالي والظروف المؤلمة والحوادث المحزنة والكوارثالقاسية وغير المتوقعة (موت عزيز- تصدع أسري بالطلاق- سجن متهم بريء- هزيمة أمامعدو) كل ذلك يؤدي إلى الاضطراب والتوتر الانفعالي الشديد إزاء هذه الأمور المؤلمةالتي قد تشكل سبباً في ظهور الاكتئاب.
5- التربية الخاطئة أو التربية المتزمتة :
وما فيها من اكتفاء وحرمانوفقدان العطف أو الحنان أو التفرقة في معاملة الأبناء أو التسلط والإهمال، أوالحرمان العاطفي، أو الحرمان المادي، أو الحرمان المعنوي، أو فقدان الاعتبارالاجتماعي أو فقدان الكرامة، أو فقدان الشرف أو فقدان الوظيفة الحيوية....
كل ذلك يؤدي إلى صراعاتشعورية ولا شعورية تصل بصاحبها إلى الإحباط والعجز وخيبة الأمل والكبت والقلقفيكون الاكتئاب وسيلة دفاعية عن الذات تجاه المخاطر.
6- الوحدة والعنوسة وسن القعود ( التقاعد – أو سن اليأس ) :
يواجه الفرد فيما يبدو حقاًتغيراً في الحياة. فقد حلت أجمل سنوات الحياة، ثم انقضت إلى غير رجعة.
وأحداث الماضي تستقر والماضيالذي لا يعود، والمرء إن كان يستطيع استعادتها بالتذكرة إلا أنه لا يملك أنيسترجعها أبداً في عالم الحقيقة.
وبعض الناس يرونها بمثابةالنقطة التي لا يعودون يواجهون عندها مولدهم وإنما ينبغي لهم عندها أن يواجهواموتهم وفناءهم في آخر الأمر.
والنساء والرجال كلاهما لابدله من أن يعتاد ضياع الأصدقاء بسبب الموت كلما تقدم بهم العمر.
أما أكثر الناس فيتقدم بهمالعمر كما قلنا في هدوء ودعة، وأما أقلهم فيتعرض لاكتئاب سن اليأس (ماليخولياالعجز).
والظاهر أن أكثر الناس تعرضاًللإصابة هم أصحاب الشخصيات الجامدة المتزمتة التي تتطلب الكمال وهم من أصحابالضمير المتشدد والميول الاجتماعية الضيقة
إن أمثال هؤلاء الأفراد تعوزهمالمرونة الكافية اللازمة للتعامل مع ما يواجه المرء من خيبة الرجاء المتزايدة، أولاكتساب اتجاه جديد نحو الحياة. فهم يظلون على حالهم بحيث لا تسمح الأنا العلياعندهم بأي انحراف أو تفاوت.
كما أن كثيراً منهم يكونون قدعاشوا في انعدام للأمن والطمأنينة وعدم توافق حتى في أجمل سنوات حياتهم.
إذا كانت الغريزة الجنسيةتشكل عاملاً نفسياً أو فيزيزلوجياً في ظهور الاكتئاب في سن العجز أو سن اليأس بسببفقدان الهرمونات الجنسية، ونقص الكفاية الجنسية بسبب سن اليأس أو الشيخوخة.
فإن الأمور الجنسية كسلوك قامبه الفرد أدى به إلى القلق الخلقي والصراع النفسي بسبب اتهام الذات والشعور بالذنبوالإثم وارتكاب الخطايا والرغبة الشديدة في عقاب الذات لمشاعر الإثم والخطيئة التيتفاقمت وتجاوزت كل الحدود قد يؤدي به إلى الاكتئاب وربما إلى العدوان إذا اتخذالانسحاب شكلاً خارجياً أو إلى الانتحار إذا اتجه انسحاب النفس نحو الذات، وكأنالاكتئاب هنا بمثابة الكفارة والتكفير عن الآثام.
والانتحار ذلك التصرف اليائسالأخير يبدو في نظر المريض بمثابة الحل الوحيد لتعاسته وعذابه الذي لا ينتهي.
أعراض الاكتئاب :
من الممكن ملاحظة أعراضالاكتئاب بما يلي :
1- الانقباض واليأس والقنوط وهبوط الروح المعنوية، والحزن العميق والبكاءدونما سبب يظهر، مع التشاؤم والتبرم بأوضاع الحياة والنظرة السوداء لها.
2- بطء التفكير والاستجابة والحركة ثم الانطواء والانسحاب والوحدة، والانعزالوالصمت، والسكون والشرود والذهول فنجد المريض عاجزاً عن القيام بأي وجه من وجوهالنشاط العادية ولقد قيل: إنه إذا كان الفرد لا يستطيع أن يصافح الناس وهو مطبقيديه، فلا يستطيع أن يعاملهم وهو مقبض وجهه.
3- عدم الاهتمام واللامبالاة بالبيئة ومن حوله، وقصور الدوافع والميولوالإهمال العام في الأسرة والعمل حتى المظهر الشخصي وفقدان الثقة بالنفس والشعوربالنقص.
4- الشعور بانعدام الجدوى وعدم القيمة واحتقاره للذات والشعور بالآثاموالخطايا والذنوب وطلب العقاب والتكفير عن الآثام ومحاولة الانتحار.
5- الشعور بالضيق وانقباض النفس وفقدان الشهية للطعام ونقص الوزن والإمساك.
6- الصداع والتعب، وضمور الهمة، وضعف النشاط العام.
7- الأرق وقلة النوم وإذا نام فإنه يستيقظ مبكراً.
8- توهم المرض والانشغال على الصحة والاعتقاد بأن مرضه عضال وميؤوس منه.
9- نقص الشهوة الجنسية والضعف الجنسي (العنانة في الذكور) والبرود الجنسيواضطراب العادة الشهرية (عند النساء).
10- بعض الهلوسات والهذاءات. وهذه الهذاءات تمثل مشاعر الإثم والخطيئة وهذاءاتانعدام الجدوى والتفكير بالانتحار.
أنواع الاكتئاب :
1- الاكتئاب العصابيNeurotic Depression
وهو اكتئاب مخفف ينجم عنالقلق والشعور بالذنب والكبت، والفرق بينه وبين الاكتئاب السوي فرق في الدرجة فقطحيث أن كلاً منهما يقع للفرد بسبب حادثة مؤلمة أو واقعة غير سارة كفقدان الفردلعمله أو ماله أو لفقدان عزيز.
فإذا كان صحيحاً أن الاكتئابالسوي حالة من الحزن والحداد يستعيد بها الإنسان اتزانه بعد فترة معقولة فإنالاكتئاب العصابي حالة من الحزن والحداد أشد في وقعها وتأثيرها كما أنها تمتدلفترة زمنية أطول بكثير من فترات الحداد والحزن العادية مع شعور المريض بأن كل شيءقد ضاع إلى الأبد وأن المستقبل لا وجود له وهو على يقين من أن الحياة لن تعود إلىما كانت عليه أبداً.فهو حزين مغتم على الدوام.
إلا أنه يستجيب للتشجيعوالطمأنينة والتخفيف من حزنه وآلامه الذي يقدم إليه من قبل الآخرين.
2- الاكتئاب الذهانيPsychotic Depression
وهو اكتئاب لا يكون استجابة لحادثةمحزنة يمكن تحديدها أو التعرف عليها بالفعل فهو يحدث دون أن تقع حادثة مباشرة أوقريبة ويمتد الاكتئاب ويطول إلى فترات أطول بكثير من فترات الاكتئاب العصابي.
ويحس المريض بهبوط في النشاطالحيوي والحركي ومن الخصائص الرئيسية للاكتئاب الذهاني: القنوط المسيطر والبطءالشديد في العمليات الجسمية والعقلية.
على أن هذه الخصائص يصاحبهافي أكثر الأحيان طائفة متنوعة من الأعراض من قبيل فقدان الشهية، والأرق، والبكاءالمتكرر، وتوهم المرض، وأوهام اتهام النفس وتوهم الاضطهاد ومشاعر الإثم والخطيئةوالهلوسة وهذاءات انعدام الجدوى التي قد تصل بالمريض إلى الانتحار.
وهو على ثلاثة مستويات منالشدة( ) :
الاكتئاب البسيط Simple Depression
وهو أبسط صور الاكتئاب، وفيهيشعر المصاب ببطء نشاطه الذهني والجسمي والحركي كما يبدو عليه الحزن والتقطيبوكثرة الشكوى من سوء حظه، وقد يصف نفسه بأنه فاشل، أو انه حالة ميؤوس منها لذا فهولا يشارك في أي نشاط لاعتقاده أنه غير جدير بالحياة.
وتبدو على وجهه بلادة فيالعينين، كما يبدو وكأنه أكبر من عمره، وإذا سألته فإجاباته تكون مختصرة بكلمةواحدة وبصوت منخفض، وكأنه غير مهتم بشيء.
الاكتئاب الحاد Acute Depression
وهو أشد صور الاكتئاب حدة،ويتصف المريض بالعزلة الشديدة عن المجتمع، كما أنه يرفض الاختلاط بالآخرين، كماأنه لا يجيب على ما يوجه إليه من كلام إلا بصعوبة وجهد.
ومن الأعراض البارزة في هذهالحالات بالذات أن المريض يتهم نفسه بأبشع الجرائم والآثام ويعتقد أنه قد ارتكب منالآثام ما لا يمكن التكفير عنه، وكأنه هو السبب فيما حدث للناس من نكبات، وقد يدعيأنه يجر المصائب على الآخرين ويطلب العقاب لنفسه بأن يودع السجن، وكثيراً ما نجدهينادي "يا إلهي ارخمني".
وقد يترافق توهم المرض فيبطنه وأمعائه وتبرز أوهام الإثم والخطيئة التي تدور في خلده وأوهام الفقروالمعاناة، ويفقد الشعور بالواقع وتبدو عليه بعض الهلوسات السمعية، وهو يدرك أنهمريض وأن تعاسته هي نوع من العقاب على ما ارتكب من آثام وخطايا.
ويطلب المريض العلاج لأنقدراته الذهنية وذاكرته تبقى كما هي.
وهناك احتمال كبير أن يرتكبالمصاب العدوان أو الانتحار ذلك التصرف اليائس الأخير يبدو في نظر المريض بمثابةالحل الوحيد لعذابه الذي لا ينتهي.
اكتئاب سن القعود Involutional Depressive
ويسمى بالاكتئاب الارتدادي،وهو اكتئاب يحدث للمرء في النصف الثاني من عمره بسبب التقدم في السن وما يصحب ذلكمن ضعف في الحيوية، وتختلف بداية هذا السن عند الرجال والنساء، فهي عند المرأة من 40-50تقريباً.
وعند الرجل في سن 50-60 أيعند سن القعود.
فمن الناحية الفيزيولوجيةتظهر في هذه الفترة أعراض الخمول في غدد الإفرازات الداخلية، وبعض التأخر في القوىالعقلية والجسمية.
ويشعر المريض بالشك والقلقوالهم والهذاء، وأفكار الوهم، والتوتر العاطفي والهواجس السوداوية، وغالباً مايرفض المريض الطعام ويعتدي على من يقترب منه.
ويعتقد بعضهم أن الهرموناتالجنسية ونقص الكفاية الجنسية هي سبب رئيسي في هذه الحالة ويسمى أحياناً: سوداء سنالقعود .
والنساء أكثر من الرجال عرضةلهذا النوع من المرض والنسبة تصل إلى حوالي 3/1 كما أن الذهان قد يبدأ أولاً- منقبل ظهور أعراضه- في صورة القلق والقابلية للتهيج، وعدم الاستقرار، وسرعة التعب،والأرق، ثم لا تلبث المريضة أن تظهر عندها حالة ذهان مزدهرة تتضمن الاكتئاب الشديدمع الاهتياج.
وتتحدث المريضة عن اليأسالعميق. وتذرع الغرفة شاكية متألمة من حياتها الشقية. وهي قدتعتصر يديها وتبكي بصور مسموع، وتشدشعرها، وتمزق ملابسها، وهي تشعر بالألم المتصل في غمرة القنوط.
ويركز كثير من المريضاتأفكارهن حول أخطاء قديمة حقيقية أو وهمية يشعرن أنهن سيحاكمن عليها إلى الأبد.
واتهام الذات هذا قد يتعلقبأخطاء ارتكبت "لقد عشت حياة جنسية شقية" أو بأفعال لم تقع "كانينبغي أن أساعد أولادي أكثر مما فعلت" كذلك نجد أن الهذاءات المتعلقة بتوهمالمرض كثيرة الشيوع.
فالمريضة قد تعبر عن اعتقادهابأن أمعاءها قد انسدت، أو بأن كبدها قد تحجر، أو بأن فمها قد ضمر وذبل، أو بأنقلبها يتمزق ويتفتت، وقد يظهر هذاءات الانعدام والفناء فتعتقد المريضة أن زوجهاوأولادها لا وجود لهم، أو بأن العالم زال وانقضى، وأنه لم يعد هناك طعام.
ثم إن مشاعر الإثم تثيراعتقاداً هذائياً بأن أشد صور العقاب على وشك أن تقع، وفي بعض الأحيان قد تتصورالمريضة العقاب في صور دنيوية غير روحية كأن تترك وحدها في البرية لتموت جوعاً، أوقد تتصوره في أسلوب خيالي كأن تترك وحدها في البرية لتموت جوعاً، أو قد تتصوره فيأسلوب خيالي كأن تطهى في قدر من الذهب فوق النار.
إن مرضى سن القعود (ماليخولياالعجز) يحتفظون باتجاهاتهم الزمانية والمكانية ونحو الأشخاص وقد يدركون حاجتهم إلىالعلاج( ).
3- الاكتئاب الموقفي ( التفاعلي ) Reactive Depression
وهو عبارة عن رد فعل قويلصدمة عنيفة مؤثرة وغالباً ما تكون نتيجة للكوارث أو الحروب أو الشدائد المروعة،وهو قصير المدى لا يبقى طويلاً ومن الممكن شفاؤه، ولا يعود المرض إلى المصاب إلابظهور وضع مشابه أو خبرة مماثلة للوضع أو الموقف الأصلي الذي سبب له الاكتئابوعندها يسمى الاكتئاب في هذه الحالة الثانية باسم الاكتئاب الشرطي Conditionel Depression .
4- الذهول الاكتئابيDepressive Stupor :
وتسمى الغشية الاكتئابية وهيأشد أنواع الاكتئاب خطورة. وهي حالة نكوص بالفرد إلى مرحلة طفولية بدائية يلزمفيها الفراش ولا يتحدث أبداً ولا يشارك في شيء ولا يتحرك بل هو لا يأكل ولا يشربإلا أن يطعمه أحد ويغسله ويدفعه إلى التبول والتبرز وهو يقاوم الحركة.
وهكذا يكون المريض مكتئباًإلى حد مطبق لا أمل من ورائه. فالحزن يلفه إلى درجة عميقة حتى أنه يمتنع معها عنالكلام والأكل ولابد من مساعدته حتى لا تتدهور حالته الصحية وقد حدث في بعضالحالات أن نقص وزن المريض نقصاناً بلغ حوالي ثلاثة وثلاثين كيلوغراماً.
كذلك يكون الاكتئابي في هذاالنوع عاجزاً بصفة دائمة عن أن يستجيب للأفكار أو عن أن يفكر وتتكاثر الهلاوس لديهحتى يتمنى الموت للخلاص من عذاب الضمير ومن الشر والإثم الذي يعانيه، كما أنه قديكشف عن الهذاءات في بعض الأحيان. وقد يصاب بتبلد في الشعور.
5- الاكتئاب المزمنChronic Depression :
وهو حالة اكتئاب دائمة وليستعارضة.
علاج الاكتئاب :
العلاج النفسي أمر يتعذريستحيل استخدامه مع المريض شديد الاضطراب في حالات الاكتئاب الحاد ويفضل علاجهداخل المستشفى وبخاصة إذا كانت هناك محاولات خطر الانتحار ولكن العلماء ابتكرواطرق علاجية منها :
1- العلاج الطبي :
حيث وجد اليوم ما يسمى بـ "مضاداتالاكتئابAntidepressants" وهي تشمل :
النارديل Nardil .
التوفرانيل Tofranil .
التريبتيزول Tryptizol .
وهذه العقاقير يجب أن تعطىبوصفة خاصة وقد أتت بنتائج طيبة في مرض الاكتئاب ومن مضاعفات هذه العقاقير ما يلي :
- جفاف الفم والإمساك وصعوبة في التبول، وازدياد التعرق وانخفاض ضغط الدموسرعة النبض والخفقان والدوخة.
وفي حال وجود هذه المضاعفاتلابد من الاستشارة الطبية لمعالجتها أيضاً . أو بالنسبة للأعراض المصاحبة للاكتئابكالأرق وفقدان الشهية ونقص الوزن والإجهاد فيعطى أيضاً بعض الأدوية الملائمة لذلك.
وكذلك يعطى المريض بعضالمسكنات لتخفيف حدة القلق ومنبهات الجهاز العصبي كمشتقات امفيتامين Amphetamine والمنشطات والمنبهات لزيادة الدافع النفسيالحركي.
2- العلاج بالعمل والترويحOccupational Therapy :
ويعد من أهم أنواع العلاجالذي تقدمه مستشفيات الأمراض العقلية لمرضاها وفيه يعطى المريض أعمالاً حددت وخططتفي عناية، ويقضي المريض وقته فيها.
وفي العمل يتركز انتباهالمريض عن طريق اهتمامه بما يعمل، كما يبلغ شعوراً بالثقة بالنفس كلما أنجز عملاًمتقناً.
إن هذا الانهماك والانغماس فيالعمل من الأرجح أن يبعد المريض عن أوهامه وأفكاره السوداوية.
ولقد وجدنا في مستشفى الطائف "شهار"من خلال زياراتنا مع طلاب قسم علم النفس عدداً من المعامل التي يقوم فيها المرضىببعض الحرف- السجاد- النجارة- القش- الأشغال اليدوية- التفصيل- الخياطة- التطريز- الكنفا-وأشغال الإبرة...... كما عرض إنتاج المرضى في معرض يشاهده زوار المستشفى ويفخر بهالمرضى ويعتزون بأعمالهم الفنية.
3- العلاج الترفيهيRecreational Therapy :
وذلك بنشر جو من المرحوالتفاؤل فإدخال الراديو، والتلفزيون، والسينما ذات الأفلام الموجهة، والعزف علىبعض الآلات الموسيقية من قبل بعض المرضى كل ذلك يشعر المريض أنه في جو طبيعي يمنعهعلى الأقل من الاجترار الفكري والعودة إلى مرضه.
كما أننا لا ننسى دور الكتب والمجلاتوالصحف وإيجاد بعض الألعاب المسلية ككرة الطاولة والسلة والقدم والشبكة وغير ذلك.
4- العلاج الديني :
يلعب الإيمان بالله دوراًكبيراً في إنقاذ حياة كثير من المرضى الضائعين التائهين في متاهات الحياةوالغارقين في غياهب المشكلات النفسية.
فالعودة بهؤلاء المرضى إلىالله عن طريق التوجيه الديني اللبق المبسط وتعليم المريض الاستغفار والتوبةوتذكيره بخالق كل شيء والصلة بالله عن طريق الصلاة والدعاء كل ذلك يساعد المريضعلى ترك دنياه الخاصة، والعودة به إلى الإحساس بالمسؤولية والرغبة في التوافقوالعمل على أن يتخلص من أساليب السلوك المرضية واستبدالها بأساليب سوية ترضى عنهاالنفس ويرضى عنها الله تعالى خالقها وما ينتظر هذه النفس المؤمنة من استحسان وقبولورضوان وثواب كل ذلك يساعده على الخلاص من كربته وحزنه العميق ويخفف من مشاعرالإثم والخطيئة التي تحيق به من جانب وتسيطر عليه في اكتئاب متواصل فيجد في طريقالإيمان والتوبة والاستغفار مخرجاً ينفذ منه إلى الخلاص بدلاً من مخارج الانسحابوالانتحار.
5- العلاج النفسي :
الذي يتجه إلى تزويد المريضبالتأييد وبث الطمأنينة والإيحاء الموجه، وإتاحة الفرصة له بأن يكتسب تبصراًبحالته وتقديراً أكثر واقعية لنفسه ومناقشة ما يشعر به من خيبة الأمل والمرارةلاكتساب نظرة جديدة إلى الحياة وما فيها من متعة ورضا.
إن فهم المريض للعواملوالأسباب التي أدت إلى مرضه وحل الصراعات الناجمة عنها وتخليص المريض من الشعوربالذنب والإثم والخطيئة وعدم الجدوى.
وإتاحة الفرص أمامه بأبوابعريضة بإبراز المواقف الإيجابية في شخصيته والمساندة العاطفية والتشجيع وإعادةالثقة في النفس وشحنه بتعزيز روح الأمل والتفاؤل وقدرته على تغيير عاداته وتغييرأساليبه التي يحملها وتكوين اتجاهات جديد في نظرته لنفسه وفي نظرته لأمور الحياةمما يساعد على تحسين صحته النفسية والتخفيف من حدة أعراض الاكتئاب لديه.
6- العلاج بالصدمات الكهربائية Electro Convulsive Therapy :
أما العلاج بالصدماتالكهربائية فقد كان من بين الاكتشافات الحقة الأولى في علاج الاكتئاب .
وقد كانت نسبة الاستجابة فيحالات الاكتئاب تتراوح بين 70-90% بعد برنامج علاجي يتألف من ثماني صدمات إلى عشرةتعطى للمريض بمعدل صدمة كل يومين( ) .
أما الآن فقد أصبح العلاجبالصدمات (E.C.T ) أقلشيوعاً بعد اكتشاف العقاقير المضادة للاكتئاب كما ذكرنا، وخصوصاً بسبب ما يتضمنالعلاج بالصدمات من مضاعفات : كتمزق العضلات، والكسور، واضطراب الذاكرة وفقدانهاالمؤقت واضطراب الاتجاهات الزمانية والمكانية.
وللتغلب على هذه المضاعفاتفإن الصدمة الكهربائية تعطى الآن بعد حقن المريض بمخدر "بنتوتال Pentothal" 25 ملليغرام، مذابة في 10 سم3 ماء مقطر فيالوريد، وأحد العقاقير التي تحدث استرخاء في العضلات مثل سكولين Scoline 10 ملليغرام.