في كل بقعة من بقاع هذا العالم لنا فلسطين محتلة، فلا تكاد تخلو منطقة في العالم من تواجد دولة أو دويلة إسلامية تعاني من ويلات المستعمر واستبداده، ويتعدى الأمر من كونه احتلال عسكري إلى احتلال ثقافي بل وديني، ففي الصين طلبت السلطات في منطقة "شينجيانغ" النائية في غرب البلاد من المحامين المسلمين التعهُّد بعدم السماح بارتداء النقاب وإطلاق اللحى الطويلة في أسرهم.
وهذا الأمر الذي يدل على استهداف صريح للإسلام من خلال التضييق على معتنقيه، عبر إجراءات تعسفية، وقرارات تبتعد عن أبسط قواعد الحرية التي تتغنى بها دول الحريات، ولو أنه حدث في دول من دول العالم الإسلامي بشأن لا أقول أقلية كبيرة، بل أفراد معدودين، لقامت حكومات العالم تشجب وتندد، بل ربما تحرك لأجل هذا الأمر جيوش، من أجل تحقيق الحرية- زعماً-.
فذكر الموقع الإلكتروني لإدارة الشؤون القضائية لـ"شينجيانغ" أنه يتعيَّن على المحامين في مدينة "توربان" جنوب شرقي "أورومتشي" عاصمة "شينجيانغ" التوقيع على تعهُّد بشجب "التطرف"، وعدم المشاركة في "أنشطة دينية غير مشروعة".
وهو الأمر الذي اعتبر من قبل المراقبين أحدث خطوة تستهدف أقلية "اليوغور" المسلمة في المنطقة بأسلوب تعامل غير منصف، ينضم إلى سلسلة الانتهاكات التي تمارسها الحكومة الصينية تجاه الأقلية المسلمة.
وقال البيان الصادر بهذا الخصوص: "يجب أن يتعهد المحامون بألا ترتدي نساء الأسرة والأقارب النقاب أو الحجاب أو يشاركن في أنشطة دينية غير مشروعة، وألا يطلق أقاربهم الرجال لحاهم".
وأضاف البيان: "يجب على المحامين بوصفهم "قوة رئيسة" مسئولة عن حماية الاستقرار الاجتماعي أن يقوموا بدور في مكافحة "التطرف".
وأشار البيان إلى أن: "75 محامياً وستة من طلاب القانون وقَّعوا على هذا التعهد حتى الآن".
فهذه الخطوة يراد منها الإتيان على كل المظاهر الإسلامية المميزة لمسلمي "اليوغور"، في حين لا نرى مثل هذه الإجراءات مع باقي الأقليات التي تعج بها الدول الصينية، لكنه الكره الشديد للإسلام ولكل ما هو إسلامي.
فقد لاحظت "شينجيانغ" تزايد المظاهر الإسلامية بين أبناء أقلية "اليوغور"، مما أزعج سدنة الدكتاتورية فيها، ودعاها إلى الإسراع باستصدار هذا البيان، ودعوة عدد من المحامين إلى التوقيع عليه.
واليوغور أو (الشعب المتحد أو المتضامن) هم شعب مسلم يتحدث اللغة التركية يعيش منذ مئات السنين في تركستان الشرقية، ففي عام 1933م تمكنوا من إقامة جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية، ولكن بعد تولى الشيوعيين مقاليد الحكم في الصين سرعان ما تحطمت هذه الدولة على يد الجيش الشعبي، ثم سميت المنطقة بإقليم شينغيانغ (أي الأراضي التي تم غزوها من جديد)، وكان ذلك عام 1949م.
وبعد أن كانوا يمثلون 92 في المائة من السكان أصبحوا يمثلون حاليا 46 في المائة، أي بينما كانوا 18 مليون نسمة نقص عددهم إلى 8 ملايين فقط، فلله المشتكى من ظلم الصينيين وبطشهم، ومن صمت المسلمين وحكامهم.