إن رب العالمين هو مظهر الجمال في هذا الوجود: من جمال الوردة وهي نبتة، إلى جمال الطبيعة وهي جماد، إلى جمال حسان الوجوه من بني آدم: إناثاً وذكوراً .. فكل هذه من مظاهر الجمال الإلهية، ورب العالمين هو المصور في ظلمات الأرحام.. وأما جماله الذي يترشح منه كل هذا الجمال، فهو ذلك الجمال الذي لم يطلع عليه إلا أولياء الله في جوف الليل وفي أدعية سحرهم، حيث تجلى لهم بشيء من هذا الجمال، فجعلهم يعيشون هذا الهيمان وهذا الألم، الذي نجده في كل شعرائهم وناثريهم، من لوعة الفراق الإلهي.. ومن هنا، نقول: بأن الذين تستهويهم عشق الفانيات من النساء وغيره، ليسألوا ربهم أن يريهم شيئاً خفيفاً من ذلك الجمال الذي يتجلي لأهل الجنة، فيشغلهم عن الحور والقصور.