صباح الرسام
ما دمنا نعيش ايام فاجعة الطف الاليمة نذكر للامام الحسين عليه السلام موقف واحد من المواقف التي لا تعد ولاتحصى وسبب ذكرنا هذا الموقف رغم ابتعاده عن فاجعة الطف ليعرف الاخرين الفرق بين الائمة عليهم السلام وخصومهم وهذه القصة تبرهن مدى خسة ونذالة معاوية ويزيد حتى مع عماله ليطلع عليها من لايعلم بها وخصوصا اصحاب العقول المتحجرة الوهابية النواصب الذين يجعلون معاوية ويزيد في منزلة مقدسة ويعتبرونهم خلفاء واولياء امر المسلمين .
موقف الامام الحسين ع في القصة المشهورة قصة عبدالله ابن سلام وزوجته أرينب بنت اسحاق التي هم بها يزيد ولما علم بذلك معاوية المعروف بالحيلة والمكر والدهاء ارسل بطلب عبدالله ابن سلام الذي كان بمنزلة رفيعة من معاوية ولما قدم عليه قال له اريد ان اجعلك بمنزلة ارفع وكان معاوية قد امتدحه امام رسوله كثيرا ، ثم قال اريد ان ازوجه ابنتي وعرض الامر على عبدالله بن سلام ففرح بذلك وكان معاوية قد علم ابنته بان تطلب من عبدالله بن سلام ان يكون شرط الموافقة طلاق زوجته أُ ُرينب وعندما ارسل الى معاوية ليخطبوها اليه قال لهم اني جعلت لابنتي رأيا فيجب ان تستشيروها بهذا الامر وعندما سألوها عن رأيها قالت انه متزوج ويجب عليه ان يطلق زوجته فوافق بالحال وانتشر الخبر في الامصار وتعجب الناس من تفريط عبدالله بزوجته المعروفة بالحسن والجمال والعفة والشرف ، وبعد ان طلق زوجته انقلب عليه معاوية فعرف انها مكيدة فخسر زوجته وخسر بنت معاوية وخسر منصبه وظل تائها في الطرقات لم يملك شيئا وعرف انها كانت خدعة من معاوية وندم على طلاق زوجته التي كان يحبها وتحبه حبا شديدا .

وبعد طلاقها ارسل معاوية أبو الدرداء وابو هريرة ليخطبها لابنه يزيد وكانت مشيئة الله ان يمرا على الامام الحسين ع فبعد السلام والترحيب سألهم عن سبب مجيئهم للمدينة فقال اتيتنا لنخطب أرينب ليزيد فقال لهما الحسين ع اعرضا عليها اني اريد ان اخطبها فاعرضا عليها الاثنين وتختار فوكلت امرها لابو الدرداء واقسمت عليه ايهما افضل فقال الحسين سيد شباب اهل الجنة وسبط النبي ص وظل يذكر افضلية الحسين ع فاختارت الامام الحسين ع .
ولما اخبرا الامام الحسين ع ساق لها مهرا عظيما ولما علم معاوية بزواج الحسين من ارينب وبخ أبو الدرداء وابو هريرة ونكل بهما ، ولما علم عبد الله بزواج الامام الحسين ع من أرينب ذهب اليه وبعد السلام عليه قال لي امانة عند أرينب فلما راجعها الحسين ع قالت صدق والله هي عندي ولم المسها ، فخرج الحسين ع وقال ادخل على ارينب لتبرأ امامك من امانتك فدخل واخذ امانته وعندما دخل واعطته الامانة لم يمتلك نفسه فاجهش بالبكاء وبكت معه أرينب فكان بكاء الاثنين بكاءا شديدا بسبب البلاء الذي حل بهما وفارقهما ولما شاهد الامام بكائهما قال اللهم اشهد اني طلقتها ثلاثا ولم اتزوجها لحسنها وجمالها ومالها وانما لاردها لزوجها ولم ياخذ المهر الذي ساقه لأرينب .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين .