بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد و عجل فرجهم يا الله
قَالَ الْبَاقِرُ ( عليه السَّلام: " فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ.مقتل عبد الله الرضيع المعروف بـ(عليالأصغر) (عليه السلام)...
عبد الله الرضيعالمعروف بـ(عليالأصغر) عليه السلام إبن الإمام الحسين (عليهما السلام)إسمه ونسبه : عبدالله بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام(أمّهالرباب بنت القيس الكلبية . قصة شهادته ( عليه السلام(.
عاد الإمامالحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم يوم عاشوراء وهو منحني الظهر ، وإذا بعقيلة بنيهاشم زينب الكبرى ( عليها السلام ) استقبلَتهُ بِعبدِ الله الرضيع ( عليه السلام ) قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفَّ حليب أُمِّه ، فاذهب به إلىالقوم ، لعَلَّهُم يسقوه قليلاً من الماء.( فخرج الإمام الحسين ( عليه السلام( إليهم ، وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا الجناح ، وإذا توجه إلى الخطاب كانيركب الناقة . ولكن في هذه المَرَّة خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع ( عليهالسلام ) ، وكان يظلله من حرارة الشمس . فصاح : أيها الناس ، فَاشْرَأَبَّتْالأعناق نحوه ، فقال ( عليه السلام أيُّها الناس ، إن كان ذنب للكبار فماذنب الصغار.
فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ، ومنهم منقال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية. عندها التفتعُمَر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي ( لعنهم الله ) وقال له : يا حرملة ، إقطعنزاع القوم. يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ،وصرت أنتظر أين أرميه.
فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ،وهي تلمع على عضد أبيه الحسين ( عليه السلام ) كأنها إبريق فِضَّة . فعندهارميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيعمغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنقأباه الحسين ( عليه السلام ) ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، فَيَالَهَا منمصيبة عظيمة . وعندئذٍ وضع الحسين ( عليه السلام ) يده تحت نَحرِ الرضيع حتىامتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلا: اللَّهم لا يَكُن عليك أَهْوَنُ مِنفَصِيلِ نَاقةِ صَالح ، فعندها لم تقع قطرة واحدة من تلك الدماء المباركة إلى الأرض، ثم عاد به الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم. فاستقبلَتهُ سُكينة وقالت : أَبَة يا حسين ، لعلَّك سقيتَ عبدَ الله ماءً وأتيتنا بالبقية؟قال ( عليهالسلام ) : بُنَي سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريد إلى الوريد .
رُوِيَ أنَّهُ لما فُجع الحسين ( عليه السَّلام ) بأهل بيته و ولده ولم يبق غيره و غير النساء و الذراري نادى ـ أي الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) ـ : " هَلْ مِنْ ذَابٍّ يَذُبُّ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ ؟
هَلْ مِنْ مُوَحِّدٍيَخَافُ اللَّهَ فِينَا ؟
هَلْ مِنْ مُغِيثٍ يَرْجُو اللَّهَ فِي إِغَاثَتِنَا؟
وَ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ النِّسَاءِ بِالْعَوِيلِ.
فَتَقَدَّمَ ( عليهالسَّلام ) إِلَى بَابِ الْخَيْمَةِ ، فَقَالَ : " نَاوِلُونِي عَلِيّاً ، ابْنِيَالطِّفْلَ حَتَّى أُوَدِّعَهُ " فَنَاوَلُوهُ الصَّبِيَّ.
و قال المفيد دعاابنه عبد الله .قالوا : فجعل يقبله و هو يقول : " وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِإِذَا كَانَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَى خَصْمَهُمْ" .و الصبي في حجره إذرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه في حجر الحسين ، فتلقى الحسين دمه حتى امتلأتكفه ، ثم رمى به إلى السماء .و قال السيد: ثم قال : " هَوَّنَ عَلَيَّ مَانَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ اللَّهِ" .
لقد تذكر حرملة (عليه اللعنه) أنه حينما إستهدف عبدالله الرضيع بنبله المسموم ذي ثلاث شعب فذبحه من الوريد الى الوريد وهو على يدي أبيه سيد الشهداء وسبط الرسول ، حفر والده الإمام الحسين (ع) بغلاف سيفه قبرا صغيرا خلف الخيمة ودفن جثمانه الصغير، فذهب إلى محل الدفن وحفر القبر وإستخرج جثة عبدالله الرضيع (ع) وقطع رأسه بخنجره وأتى به إلى تلك القبيلة الفاقدة للرأس، فعلقوا رأس عبدالله عليه السلام فوق الرمح، ولأن الرأس كان صغيرا، والرمح أكبر منه، ولم يقف على الرمح، ربطوه بالحبال إلى أن إنتصب على الرمح، و أمه الرباب تنظر إليه.. وهكذا رفع وقطع نزاع القوم، كما رفعه من قبل حينما طلب الإمام له ماءا، فحصلت بلبلة وهمهمة بين القوم، ولكنه قطع ذلك النزاع، بسهم ذو ثلاث شعب ذبحه من الوريد إلى الوريد
قال الشاعر:
لا ضـيـر فــي قـتل …الـرجال وإنما قتل الرضيع به الضمير يضام
طـلب الـحسين الماء يسقي طفله فـإستقبلته مـن الـعداة …سـهام
وفي ليلة الحادي عشر أمسوا آل الرسول وبنات الزهراء البتول ليلتهم، والحماة صرعى على وجه الأرض مجزرون، كالأضاحي، وأمسوا ليلتهم وهم بأيدي عدو ليس في قلبه رحمة، بحيث إذا بكت طفلة من أطفال الحسين)ع) أسكتوها بكعب الرمح، وبالسياط التي تتلوى على متنها، وهي تستغيث وتنادي: وا محمداه، ولا محمد لي اليوم، وا علياه ولا علي لي اليوم، وا حسيناه ولا حسين لي اليوم، وا عباساه ولا عباس لي اليوم.
وفي تلك الليلة افتقدت الحوراء زينب الرباب زوجة الحسين، فأخذت تبحث عنها بين النساء فلم تجدها، فنزلت إلى ساحة المعركة لعلها تجدها عند جسد الحسين (ع) فلما صارت قريبة من الجسد سمعت أنينا، وحنينا وقائلة تقول: بني عبد الله! صدري أوجعني، وثدياي درّا. فعرفت زينب أنها الرباب قالت: رباب: ما الذي جاء بك إلى هنا؟ قالت: يا بنت رسول الله انه لما أباح لنا القوم الماء در للبن في صدري فجئت لأرضع ولدي.
نسالكم الدعاء و حسن العاقبة