بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ استخدامَ الهيرُويين، لفترة طوية, يُغيِّرُ من كيفيَّة تنشيط الجينات في الدِّماغ, ممَّا يُؤدِّي إلى تغيُّراتٍ في الوظيفة الدِّماغية.
تفحَّص باحِثون أدمغةَ مُدمني هيرُويين قضوا نحبهم؛ وركَّزوا على منطقة في الدِّماغ تُدعى الجسم المُخطَّط, تُمارس دوراً رئيسيّاً في الإدمان على المُخدِّرات. وجد الباحِثون تغيُّرات هامَّة في كيفيَّة استخدام الحمض النووي الوراثي (الدَّنا DNA) في أدمغة المُدمنين؛ وأنَّ درجة التغيُّر توافقت مع عدد سنوات الإدمان على الهيرويين.
كما وجد الباحِثون أيضاً أدلَّةً على أنَّ الجُرعات الزائدة من الهيرويين سبَّبت تغيُّرات في الدِّماغ, غير التي تنتج عن الإدمان, ممَّا يُشيرُ إلى أنَّ أنواعَ السلوك التي تُؤدِّي إلى تناول جرعات زائدة لها أساس عصبيّ يختلف عن أساس أنواع السلوك الذي يُؤدِّي إلى الإدمان لفترات طويلة.
لاحظ الباحِثون تغيُّراتٍ في وظيفة الدِّماغ نتيجة عمليَّة تُدعى عِلمُ التخلُّق؛ أي إنَّ أحداثاً بيئيَّة تُعدِّلُ من شكل ورُزَم الحمض النووي الوراثي, بدون تغيير بنية الحمض النووي الوراثيّ نفسه.
قال الباحِثون إنَّه، بدلاً من ذلك, يُصبح تركيبُ الحمض النووي أكثر انفتاحاً أو انغلاقاً, ممّا يسمح لبعض الجينات أن تتفعَّل بشكل أكثر أو أقلّ عادةً. ويُغيِّرُ هذا من البروتينات المُنتََجة؛ ولذلك, يُمكن أن تتغيَّر وظيفة الدِّماغ.
قالت المُعدَّةُ الرئيسيَّة للدراسة ياسمين هورد, من كلية إيكان للطبّ في ماونت سيناي في نيويورك: "تسعى دراستنا إلى إلقاء المزيد من الضوء على جانب هام من المعرفة حول الإدمان على الهيرويين, لأنّناَ لا نستطيع عادةً دراسةَ أدمغة المُدمنين بشكلٍ مُباشر".
"تُقدِّم الدراسةُ معلوماتٍ هامَّةً حول الكيفيَّة التي تتغيَّر فيها أدمغةُ البشر في استجابةٍ منها لاستخدام الهيرويين لفتراتٍ طويلة؛ وتُساعد على إيجاد طرق لعلاج هذا المرض الخطير".
تقول مُنظَّمةُ الصحَّة العالميَّة إنَّ هناك ما يقرُب من 9.5 مليون مدمن على الهيرويين في مختلف أنحاء العالم, ممَّا يضعهم في مواجهة زيادة في خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 في المائة, مُقارنةً مع غير المُدمنين.
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الاثنين 11 تشرين الثاني/نوفمبر