¤ قصة حب¤
ليست القضيه متى سيأتي،،
القضيه هل يبقى حين يأتي؟
الفصل الأول:
إلتقته وهي في الثلاثين من عمرها
في وقت ظنت أنها فقدت القدره على الحب والحلم والأمل
وأشياء أخرى تحتاج إليها المرأه في منتصف العمر
وبعد أن ذاقت من الأشياء أمرها
وبعد أن حملتها الظروف من الألم فوق طاقتها
وبعد أن أتسعت الفجوه بينها وبين الفرح
وأصبحت السعاده من مستحيلات حياتها
الفصل الثاني:
عندها جاء هو
بقلبه الكبير
وببحور حنانه الباحثه عن أنثى تكون نصف قلبه الآخر
أقترب منها كالأحلام الهادئه
عشقها بصدق فرسان الحكايات القديمه
وطرق بابها في أشد مراحل عمرها ظلمه ليمنحها باقه من النور
لم يكن آخر أطواق النجاة بالنسبه إليها
بل كان الشاطيء والقبطان والسفينه
الفصل الثالث:
غيرها تماما
نسفها داخليا وخارجيا
لون كل المساحات السوداء في داخلها
فتعلقت به تعلق الأم بطفلها
وتعلق الأنثى بفارسها
وتعلق الإنسان بوطنه
وشعرت معه بأمان لم تشعر به طيلة سنواتها
الفصل الرابع:
أقترب من أعماقها أكثر
ملأ إحساسها كالدم بجسدها
ملأ حياتها كالهواء في رأتيها
كانت تنام على وعوده
وتستيقظ على صوته
تمادت معه بأحلامها
منحت نفسها حق الحلم كسواها
حلمت بأطفال بعدد نجوم السماء
وبقدره إلهيه تهديه أياها
وبليله من العمر تجمعهما في جنه فوق الأرض تعيش فيها معه
الفصل الخامس:
كان رجلا رومانسيا شفافا
بادلها أحلامها بنقاء
لم تكن بالنسبه إليه حكايه يسعى إلى إنهاء دوره فيها
ولم يكتبها رقما في أجندته
ولم يسجلها موعدا قابلا للإنتهاء
كانت أشياء أخرى
أحساسا مختلفا
وإمرأه لا يمكن تصور حياته من دونها
الفصل السادس:
إعتادت على وجوده في حياتها
تماما كما إعتاد هو على وجودها في عالمه
كان إحساسها طاهرا نقيا
لم تدنسه مواعيد الغرام
ولم تلوثه اللقاءات المحرمه
كان يصونها كعرضه
وكانت تحفظه كعينيها
الفصل السابع:
سألها يوما : ماذا لو خنتك؟
قالت : سأقتلك.
قال : وماذا لو مت؟
قالت : ستقتلني.
عندها أدرك أنها إمرأه ترفض الحياة من دونه وبغير وجوده
فتمسك بحياته أكثر
وتمنى أن يعيش إلى الأبد كي يجنبها ألم فقدانه وفجيعة رحيله
الفصل الثامن:
منذ أن عرفته وهي تعشق المساء جدا
ففي المساء يأتي صوته حاملا لها فرح العالم كله
ويعيدها رنين هاتفها إلى الحياة التي بفارقها حين تفارقه ويفارقها
وما أن ترفع السماعه حتى يبادرها متسائلا:
من تحبين أكثر؟ أنا؟ أم أنا؟
فتجيبه بطفولة إمرأه عاشقه:
أحبك أنت أكثر من أنت.
ثم يتجولان معا في عالم من الأحلام الجميله
الفصل التاسع:
وهذا المساء إنتظرت صوته كالعاده
ومرت الدقائق وتليها الساعات
شيء ما في قلبها بدأ يشتعل
شيء ما تتجاهل صوته لكنه يلح
شيء ما يصرخ فيها أنه لن يعود
وشيء ما يوقض في داخلها كل شكوك وظنون الأنثى في لحظة الإنتظار
ترى هل نسى؟
ترى هل خان؟
هل رحل؟
ومع أول إشعاع نور للصباح
حادثها أحدهم ليخبرها بضرورة وجودها في المستشفى لأن أحدهم يصر على رؤيتها قبل دخوله غرفة العمليات
الفصل العاشر:
وهناك إلتقته
باسما في وجهها كعادته برغم الألم قال لها:
"سامحيني أعلم أن رحيلي سيسرق منك كل شيء ،، وأعلم كيف ستكون لياليك من بعدي
وأعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك
وأعلم أنه لا شيء سيملأ الفراغ خلفي
وأعلم كم ستقتلك البقايا
وأعلم كم ستكسرك الذكرى
وأعلم تحت أي مقاصل العذاب ستنامين
وفي أي مشانق العذاب والإنتظار ستتعلقين
وأعلم كم ستبكين وكيف ستبكين
وأعلم أني قد خذلتك
وأعلم أنك ستغفرين
الفصل الحادي عشر:
ومضى إلى مصير تجهله
كانت رائحة الوداع تملأ حديثه
لكنها تعلقت بآخر قشه للأمل
وإنتظرت
إنتظرت
إنتظرت
وكانت تردد بينها وبين نفسها
ماذا لو أنه رحل؟
ماذا سيكون لون حياتها؟
بل ماذا سيتبقى من حياتها؟
لم تحتمل ثقل سؤالها. فجلست على الأرض.
ما عادت قدماها تقويان على حملها
إستندت إلى الجدار في إنتظار حكم الحياة عليها
الفصل الثاني عشر:
ومن بعيد لمحته يأتي
يتقدم نحوها
إنه الطبيب الذي أجرى له العمليه
تمنت أن يقف مكانه
أن لا يتقدم أكثر
أن لا يفتح فمه بنبأ رحيله
دقات قلبها تزداد ،، أنفاسها تتصاعد
ترى هل رحل؟
أغمضت عينيها
ووضعت يديها على أذنيها
لا تريد أن تسمع
لا تملك القدره على أن تسمع نبأ كهذا النبأ
الفصل الثالث عشر:
لا أحد يعلم كم من الوقت مر قبل أن يصلها الطبيب
ربما لحظات ،، ربما سنوات ،،
لكنه أخيرا وصل
وقف أمامها باسما قائلا:
كتب له عمر جديد يا سيدتي
نجحت العمليه وسيعيش
وإنتظر أن ينطق منها صوت الفرح
لكنها صمتت
لم تنطق
ولن تنطق أبدا
لقد رحلت ،، قتلها الإنتظار والخوف والترقب
الفصل الرابع عشر:
عفوا إنها إمرأه وصلت بتعلقها به إلى درجة رفض الحياة في غيابه
هل توجد مثل هذه المرأه الآن؟
هل يوجد مثل هذا الرجل الآن؟
وأخيرا يا ترى
من قتل من؟