المقال كتب في شهر رمظان من عام 2013
و نحن في صلاة التراويح في الركعة الثالثة ( الوتر ) فبعد ركوع الإمام ووقوفه من الركوع رفع يديه داعيا الله بأن يتقبل صيامنا وقيامنا و أن يغفرلنا ذنوبنا و يجعلنا آمنين في أوطاننا ، و كلما دعا الله إلا و أحسست برجفة في بدني و أنا أعي مكانة الشهر الفضيل عند المؤمنين و ماله من أجر و ثواب ، ولكن هناك دعاء ظل الإمام يقوله مرارا و تكرارا في كل يوم ( اللهم زلزل الأرض تحت الكفار ، اللهم قاتل الفجرة الكفار ) و السؤال المطروح : هل نحن في حاجة لهذا الدعاء في كل مرة ، إذا كان الكفار قد كانوا أعداء لله فقد زلزل الله قلوبهم قبل أراضيهم ، ثم ونحن في حاجة ماسة إلى تغيير جذري في جميع المنظومات سواء الفكرية والتربوية والسياسية و الثقافية و الرياضية و غيرها ، كان حري بالإمام ( وهو من مؤسسات صناعة الوعي -المسجد-) أن يقول داعيا الله عز و جل " اللهم اجعل من المسلمين مفكرين و علماء يكرسوا حياتهم لخدمة الدين و الوطن و الإنسانية جمعاء ، اجعل منهم من يهتم بالوضع السياسي و الثقافي و الرياضي ، ومن يضع خطط التنمية و اتباع مناهج التعليم الحديثة ، وعندها يكون الأمر مختلفا في مفاصل القرار العالمي ، لأننا كأمة مطالبين بأن نكون أمة الشهادة و أمة الشهادة حري بها أن تُشهد الخلق على التبليغ ، فلا تكن أمة المشاهدة أو المتفرج عليها أو أمة البهلوان التي تضحك منها باقي الأمم ، ما أريد قوله هو أن يعي الأئمة مدى خطورة الوضع في بلاد المسلمين فيكون خطابهم يرن في العقول المفكرة لا في استحظار مشاهد تجعل من المسلم حبيس حاله البائسة كـ" زلزل الأرض على الكفار " فاللهم اجعل الأرض خصبة لكي يصل اللإسلام إلى جميع البشر من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب
بقلم / عامر غزير