عراقيون غاضبون يهاجمون شركة نفط
هاجم العشرات من العمال ورجال القبائل الشيعة معسكرا لشركة نفطية تعمل في حقل الرميلة الضخم بجنوب العراق، وحطموا المكاتب بعد أن اتهموا مستشارا أمنيا أجنبيا بإهانة معتقداتهم الدينية، في حين وجه رئيس الوزراء نوري المالكي بطرد المسؤول الأجنبي.
وقال مسؤولون وعمال بموقع الحفر التابع لشركة النفط الأميركية 'شلمبرجيه' في حقل الرميلة بمدينة البصرة (جنوب) إن المشكلة بدأت حينما طلب مستشار أمني يحمل الجنسية البريطانية من العمال العراقيين إنزال علم ورايات تصور شخصية الإمام الحسين، الذي يحيي العراقيون الشيعة حاليا ذكرى مقتله التي وقعت قبل أكثر من ألف عام.
وأضاف العمال والمسؤولون أنه حينما رفض العمال إزالة الرايات ذهب المستشار ليفعل ذلك بنفسه، ومزق راية تصور الإمام الحسين، مما أسفر عن نشوب مشادات مع العمال، أخرج فيها المستشار الأمني مسدسه وأطلق عدة طلقات فأصاب عاملا بجراح، ثم جاء عشرات الأشخاص من قرية مجاورة للانضمام إلى العمال في اجتياح المعسكر.
ووفق مسؤولين وشهود عيان فإن المحتجين حطموا المكاتب، وضربوا المستشار الأمني ضربا مبرحا، وظهر بصورة التقطها عامل بمسرح الأحداث رجل ينزف الدم من وجهه قيل إنه المستشار.
وقال مسؤولون أمنيون إن الرجل نُقل لمستشفى الفيحاء مصابا بجروح خطيرة، بينما تدخلت قوات من الجيش والشرطة لاستعادة النظام وطرد المحتجين من الموقع، وتحفظت على المستشار الأجنبي.
وبينما أكد مسؤولون بشركة نفط الجنوب التي تديرها الدولة أن الإنتاج بحقل الرميلة لم يتأثر بالحادث، قال مسؤولين نفطيون إن شركة 'شلمبرجيه' أوقفت عملياتها ردا على حادث الرميلة وفي حقول أخرى بمحافظة البصرة.
وفي الوقت الذي قالت فيه السفارة البريطانية ببغداد إنها على علم بالتعرض لأحد مواطنيها و'تتابع القضية' وجه المالكي بطرد المستشار الأجنبي بحقل الرميلة، لكنه دعا المواطنين إلى عدم التعرض إلى الشركة.
وكانت شركة 'بيكر هيوز' الأميركية اضطرت قبل أيام لتعليق أعمالها بالعراق بسبب حادث مماثل، حينما قام عامل مصري يعمل لصالح الشركة بإزالة رايات تحيي ذكرى الإمام الحسين، من سيارة كان يريد استخدامها، وهي الحادثة التي أثارت احتجاجات أجبرت السلطات على القيام باعتقاله بتهمة إهانة الدين وقررت ترحيله إلى بلاده.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة مارتن كريجهيد في بيان 'سنوقف أنشطتنا في العراق بينما نجري تحقيقا بشأن هذا الحادث وحتى تستقر بيئة العمل'.