بسم الله الرحمن الرحيم

اللــــــــــــهم صلــي وســلم على محمد وآل محــمـد




من ابواب الحوائج المعروفة والمشهورة وهو من الصادقين ايضاً هو السيد المظلوم القاسم بن الامام موسى بن جعفر ابنه مباشرة يعني اخ الامام الرضا(ع).

القاسم ابن الامام موسى بن جعفر قبره في منطقة تسمى بالهاشمية ضواحي المدحتية بين

الحلة والديوانية في العراق وقبره مزار مشهور ومبنى وقبة عالية ويأمه اصحاب الحوائج تقرباً وتشفعاً به الى الله سبحانه وتعالى في قضاء حوائجهم.

ذكر السيد بن طاووس اعلى الله مقامه في كتابه مصباح الزائد على ان زيارته لا تقل ثواباً عن زيارة ابي الفضل لعباس او علي الاكبر(ع). وذهب العلامة القرشي حفظه الله الى اكثر من ذلك وذكر في كتابه حياة الامام موسى بن جعفر احاديثاً مفادها ان زيارته تضاهي زيارة الحسين(ع) او اخيه الامام الرضا(ع) بمعنى ان له مقام كبير عند اهل البيت(ع)

في بعض الروايات وردا الامام الكاظم كان يحبه كثيراً وقد قال: "لو كانت الامامة بيدي لجعلتها فيه" طبعاً هنا ننتزع من هذا امراً مهماً وهي ان الامامة وتعيين الامام هو بيد الله سبحانه وتعالى يختار للناس ائمتهم بحيث ان الامام الكاظم يقول لو كانت الامامة بيدي لجعلتها فيه.

القاسم بن الامام موسى بن جعفر قضيته او مأساته مثيرة جداً وجوانبها مثيرة وهو من ضحايا الحملة المسعورة التي قادها العباسيون في استئصال اهل البيت، ومواجهة العباسيين لاهل البيت اشد خطورة من مواجهة بني أمية لان بني أمية كانوا في حرب مع الائمة أما آل العباس ارادوا استئصال الامامة من جذورها والقضاء على الامامة وتنصيب انفسهم بأنهم هم الائمة وهم ورثة الرسول لذلك أبادوهم قتلاً وسماً وغيلة كأن رسول الله ليس لهم أب، نتيجة هذه الحملة المسعورة والقسوة والملاحقة والقتل والبطش نجد مشاهد العلويين، وابناء الائمة متفرقة في مختلف اقطار الارض، في الاودية، في الجبال، في ايران، في افغانستان، في مناطق كبيرة في العراق، في أرمينيا، في كشمير وفي زوايا متعددة في الهند، كلها نفهم في خلالها قسوة المطاردة والملاحقة التي تلاحق ذرية الرسول أبناء الائمة(ع).

في هذا الاطار هرب القاسم بحثاً عن مكان يأمن فيه على حياته. غيّر أثوابه وخرج على شكل هيأة مزارع من اجل أن يبعد الشبهه عنه فكان يتمشى على ضفاف ترعة من ترع نهر الفرات ولشدة قلقه وحذره كان يراد أن كل من في الوجود هم اعداء للرسول لكنه واجه مفاجأة حيث مرّ بحي سكني من احياء العرب فشاهد طفلتين تقول احداهما للاخرى " لا وحق الامير صاحب بيعة الغدير " , هذه الكلمة أثلجت صدر القاسم وبدأ عنده فهم جديد لسكان هذه المنطقة، فسأل الطفلة بحذر: بنية من هذا الذي تقسيمين به؟

قالت: اما تعرفه؟ ذاك هو الضارب بالسيفين، الطاعن بالرمحين مولاي ابوالحسن والحسين صاحب بيعة الغدير الامام الامير، امير المؤمنين، واذا بالقاسم(ع) أحس بدفء معنوي واستراحة نفسة، قال لها: بنية هل لك ان ترشيديني الى كبير هذا الحي؟ قالت: نعم ان ابي كبيرهم!

فسار القاسم وكانت تمشي خلفه لان العادة عند العرب ان المرأة تسير خلف الرجل والى أن أوصلته الى المضيف يعني بيت ابيها نزل ضيفاً عندهم وابتهج به صاحب البيت و كلما يسأله عن اسمه لا يجيبه احتياطاً وحذراً، وبعد ايام قال لصاحب البيت اني أريد أن أبحث عن عمل، عرض عليه أعمالاً من جملتها، قال: يا بني تسقي المياه قال: بلى، فأستحسن ذلك منه وكان يأتي يومياً الى ضفة النهر ويملأ كيزان المياة وكن النساء يتحدثن عن عفته وعبادته فعرض عليه ذلك الرجل كبير الحي الزواج من ابنته فقبل لكن كلما أراد أن يعرف اسمه رفض، زوجه ابنته وكانت تتحدث عن عبادته لابيها ولاهلها الى أن رزق منها طفلة ومع ذلك كان يعرف بالغريب، الطفلة كانت تخرج وتلعب مع الفتيات ترجع باكية لأابيها وتقول: يا أبه لم لا تخبرهم بأسمك؟ فكان يضمها لصدره ويقول لم يا بنيه ؟ تقول: تلك ابنة فلان وتلك ابنة فلان وأنا أدعى بأبنة الغريب، فكان يضمها الى صدره وهو يقول: بنيه أنت فلذة من كبد رسول الله.

مرض القاسم مرضاً شديداً فأحضر عمه وأخذ يوصيه بوصاياه قال: اذا أنا مت فأدفني في حجرتي هذه وأجعل على قبري علماً اخضراً، هذه الكلمة استفزته وقال: آن الاوان لأن تخبرني من أنت؟

فقال: يا عم اذا كنت تسأل عن حسبي ونسبي، أنا القاسم ابن موسى بن جعفر فجعل يضرب رأسه وهو يقول وا حيائي من أبيك الامام موسى بن جعفر !

فأوصاه بالنسبة الى ابنته، اذا صار موسم الحج تحج أنت وزوجتي وتأخذ طفلتي معك وتصل الى المدينة انشاءالله ورسم له الموقع لمنزل أهله وقال ان في تلك الدار أمي فأنزل ابنتي فستدرج وتعرف طريقها.

توفي هناك مظلوماً غريباً ونفذ الوصية عمه وبنى على قبره قبه وعلماً اخضر، وسافر كما أوصاه الى الحج وأخذ الطفلة معه وكانت طوال الليل وطوال الطريق تأن وتحن وتتذكر أباها فوصل بها الى الحج ومن هناك الى المدينة وجاء الى أن وصل الى باب دار عالية، سأل: لمن هذه الدار؟ قالوا: هذه دار تخص اولاد وذراري رسول الله ولكن ما فيها الاّ أرامل وما فيها رجال، فطرق الباب وفتحت الباب فأنزل الطفلة فأخذت تدرج فأجتمعن النساء حولها فجاءت أمه وجعلت تتطلع الى شمائلها وعلمت من خلال شمائلها وأصبح بعد ذلك قبر القاسم مزاراً يحكي معاناة هذا السيد المظلوم وظهرت في قبره الكثير من الكرامات دونها بعض الكتاب في مؤلف مختصر وفي هذا الاطار هناك قصيدة جميلة للخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي وكانت له حاجة وقضيت ببركة السيد المظلوم القاسم بن الامام موسى بن جعفر والقصيدة طويلة:

يا سعد دع ذكر الاولى قد اغضبوا

احمد في عترته لما مضى


الى ان يقول:



فيا بنفسي وبأهلي أفتدي

سليل موسى وأخ المولا الرضا

القاسم الندب الذي في وجهه

سنا النبي والوصي قد أضا

ذاك الذي فيه وفي آبائه

جميع حاجات البرايا تقتضى

لم انسه في كل حي خائفاً

لم ير الا شانئاً ومبغضاً

حتى قضى ما بين قوم

ما دروا انه ابن فاطم والمرتضى