من تأمَّلَ قليلاً في سيرة صاحب النهضة الحسينية المباركة و درس أهداف و نتائج نهضته الميمونة لأدرك أن الحسين (عليه السَّلام) لم يمت في كربلاء يوم عاشوراء بل وُلد الإسلام في ذلك اليوم من جديد بعد أن كاد يموت و يعفى أثره.
نعم لقد احيى الامام الحسين (عليه السَّلام) الإسلام في يوم عاشوراء و حصَّنه تحصيناً منيعاً بحيث يبقى و يزدهر حتى يتصل بدولة القائم من آل محمد (عليهم السَّلام) العالمية، هذا من جانب و من جانب آخر فلقد خلد الحسين (عليه السَّلام) نفسه بحياة الإسلام، فالحسين باقٍ ما بقي الإسلام، و الإسلام باقٍ ما بقي الحسين، فالاسلام محمدي الوجود و حسيني البقاء.
و ذلك لأننا نجد أن الأهداف المعلنة من قِبل الإمام حسين (عليه السَّلام) قُبَيل نهضته قد تحققت تماماً، فالإسلام باقٍ و الأذان باقٍ و الصلاة باقٍ، و ذِكرُ النبي (صلى الله عليه و آله) و ذِكرُ أهل بيته (عليهم السَّلام) باقٍ، و في المقابل لم يبق لبني أمية أي ذكر، إلا اللعنة و التاريخ السيء المظلم