يزداد عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم، ولا تنجح سوى نسبة 25% من بينهم في تنظيم مستوى ضغطها، لكن ثمة علاجات حديثة منها تشمل ظهور أدوية تعمل على إحباط هرمون "رينان" Renin الذي تفرز الكلى غالبيّة كميّته ويتسبّب بارتفاع ضغط الدم، إذ يعمل على تحفيز إفراز هرمون آخر في الجسم يسمّى "أنجيوتنسن 2" الذي يحفّز بدوره الجهاز العصبي ويقبض الشرايين.
وثمة تطوّر، ما يزال قيد الدراسة، هو عبارة عن آلة تثبّت التروية العصبية لشريان الكلى، ما يساعد على خفض ضغط الدم، كما يتمّ اختبار لقاح جديد مضاد لارتفاع ضغط الدم.
لعلّ أبرز الأشخاص عرضةً للإصابة هم من يمتلكون تاريخاً عائلياً مع هذا الداء، كما توضح الدكتورة ماجدة داعوق الاختصاصية في أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم في حديثها مع مجلة "سيدتي"، أو يعانون من السمنة المفرطة أو يدخّنون أو يعانون من أمراض الكلى أو السكري، كما أن الطبقات التي ترزح تحت ضغوط اجتماعية وعمليّة مفرطة هم عرضة أكثر من غيرهم لارتفاع ضغط الدم، وخصوصاً الفقراء ومزاولي المهن الدقيقة للغاية.
وتعاني نسبة 90% من المصابين بارتفاع ضغط الدم من ضغط الدم الأولي أو ما يسمّى بـ "ضغط الأعصاب"، فيما يقف سبب آخر خلف إصابة نسبة العشرة بالمائة المتبقّية، فإذا ما عولج لدى الفئة الأخيرة يمكن الشفاء كليّاً من ارتفاع ضغط الدم. وتشمل هذه الأسباب: داء الكلى المزمن الذي ما يزال عصيّاً على العلاج وانسداد شريان الكلى الذي يعالج بوضع "رسور" لتوسعته والأدوية المعالجة لآلام المفاصل وتناول حبوب منع الحمل. كما ثمة أسباب متعلّقة بالغدد الصمّاء كالنقص في "البوتاسيوم" من الجسم أو الإصابة ببعض أمراض الغدّة الدرقية.. وبالطبع إن ارتباط الإصابة بالعامل الوراثي شديد.
تبدأ الوقاية منذ سنّ صغيرة، وتعتبر واجباً من قبل الأهل تجاه أولادهم، إذ يجدر بهم تعويدهم على عدم إضافة الملح إلى المأكولات وتعزيز مذاق الطعام ذي الملح القليل حتى لا يستسيغونه كثيراً في ما بعد. وهذه المهمة تقع على عاتق الأم في الدرجة الأولى والتي تضطلع بمهمّة أخرى، في هذا المجال، تتمثّل في دفع أولادها للابتعاد عن الوجبات السريعة الغنيّة بالملح والدهون والتي تقود إلى الوزن الزائد.
للوقاية من "القاتل الصامت" ينصحك الأطباء بالابتعاد عن:
- التدخين بأشكاله كافّة، وخصوصاً النارجيلة لأن الدراسات تثبت أن ضغط الدم يرتفع بنسبة 30 ملم/زئبق بعد تدخينها.
- الإفراط في تناول المنبّهات، وخصوصاً الشاي والقهوة.
- تناول الكحول.
- السمنة المفرطة.
كما ينصح باتّباع التالي:
- ممارسة الرياضة بانتظام، وخصوصاً المشي والسباحة، مع البعد عن الرياضات العنيفة كرفع الأثقال.
- اتّباع نظام غذائي صحّي يحتوي على الخضر والفاكهة والسمك، ويخلو من الدهون.
حمية عقلانية
حددت دراسة تشيكية حديثة طرقاً فعالة جديدة لتخفيض ضغط الدم المرتفع بغير الأدوية من خلال قيام المريض بتحسين أسلوب حياته واتباع حمية عقلانية والحد من تناول الدهون الحيوانية والمحافظة على وزن مناسب والمشي لمدة 45 دقيقة خمس مرات أسبوعياً.
وأوضح البروفيسور التشيكي ريخارد تشيشكا من مركز الوقاية من الأمراض القلبية في المشفى الجامعي ببراغ أن أهمية أسلوب الحياة وتأثيره الكبير على نشوء الأمراض قد جعل بعض الدول تعمد إلى تأسيس فرع طبي مستقل في جامعاتها بشأن أسلوب الحياة الصحي، مشيراً إلى أن عدم اتباع أسلوب صحي يلعب دوراً هاماً في حدوث ارتفاع ضغط الدم.
واعتبر تشيشكا أن كل من لديه في العائلة حالات إصابة بأمراض قلبية يتطلب منه التفكير مليا بوضعه لأنه يمكن أن يتعرض لإشكالات صحية جدية لاحقاً وضرورة قيامه بالرياضات المستمرة مثل المشي أو ركوب الدراجة الهوائية أو التمرين بالحديد والاهتمام بالقيام بالجهد العضلي مدة نصف ساعة على الأقل يومياً أي أكثر من 150 دقيقة أسبوعياً.
وشدد على ضرورة الالتزام بقواعد الطعام الصحي وتناول الكثير من الخضار والفواكه ومنتجات الحبوب ومشتقات الحليب منخفضة الدسم مع مراعاة أن يكون وزن الجسم مناسباً لأن زيادة الوزن لها تأثير مهم على ارتفاع ضغط الدم.
وأكد البروفيسور التشيكي أنه يتوجب على الناس البدينين العمل وبشكل تدريجي وليس دراماتيكي على تخفيض أوزانهم أما التخفيض المثالي فيكون بتخفيض وزن الجسم بنسبة 10% خلال نصف عام.
النساء الأكثر تعرضا
تختلف عوامل الخطر لارتفاع ضغط الدم عند النساء عن تلك التي تسبب ارتفاع الضغط عند الرجال، ومن الأخطاء الشائعة عند المرأة بشكل خاص الخوف من المرض أو اكتشاف أنها مصابة بمرض معين، وهذا يجعلها تتأخر في الذهاب إلى طبيب الأسرة حتى مع شعورها بأعراض مرضية غير معتادة، مما يؤخر تشخيص المرض وعلاجه مبكرا.
وتنصح جمعية القلب الأميركية، بمعرفة النوابض المسببة لمخاطر ارتفاع ضغط الدم عند النساء، وزيارة الطبيب عند الشعور بأي منها وهي:
ـ تناول حبوب منع الحمل.
ـ الحمل.
ـ افترة انقطاع الطمث.
ـ ازيادة الوزن وقلة الحركة.
ـ اوجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم.
ـ تناول أدوية تخفيف الوزن.
وتشير الجمعية إلى إن الاكتشاف المبكر لارتفاع ضغط الدم وتحديد عامل الخطر الكامن وراء الإصابة به يعطي فرصة أفضل للسيطرة المبكرة وعدم التعرض للمضاعفات المرضيّة الخطيرة.
حاربيه بالغذاء
إذا كنتِ يا عزيزتي من ذوات الضغط العالي يقدمِ لكِ الدكتور محمد مصطفى السيد، أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلي جامعة المنوفية سابقاً ، نظام غذائي خالٍ من الحرمان ويمكنك من محاربة ضغط الدم المرتفع .
إياكِ والدهون المشبعة : ينصحك أيضاً أستاذ التغذية ، بتجنب الدهون المشبعة وهي الدهون الصلبة مثل الدهن الحيواني والسمن البلدي والذبد الأصفر والسمن النباتي، يمكنك استبدالها بالدهون غير المشبعة وهي الزيوت وأفضلها زيت الزيتون، ثم السمسم والزيت الحار (زيت بذرة الكتان) ، الذرة ، الصويا ، عباد الشمس ، ويطمئنك د.محمد مصطفى بأن زيت زيت "التموين المخلوط" مناسب جزئياً ولا يوجد منه ضرر ، فالكمية التي يحتاجها الإنسان من الدهون يجب أن يكون ثلثها دهون مشبعة والباقي غير مشبعة.
مشيراً إلى أن احتياج الشخص البالغ الذي يمارس مجهود 45 جرام من الدهون يوميا، يأخذها مباشرة أو من الأطعمة كالحوم ، الجبن ، البذور الزيتية مثل السوداني والمكسرات خصوصا الجوز واللوز .
الصوديوم : ينصحك د. محمد مصطفى بتقليل الصوديوم المتناول والموجود في ملح الطعام، لذا يجب أن نبتعد على السم الأبيض أو نقلل منه قدر الإمكان وهو الملح والسكر ، فالملح يحتوي على الصوديم المؤدي لزيادة ضغط الدم ، والسكر يزيد من الوزن وبالتالي يرتفع الضغط ، ويكون من الرائع لصحة الإنسان ونشاطه إذا قلل من الصوديوم وزاد من تناول البوتاسيوم وهو موجود في الموز وهو هام جداً لجميع الفئات العمرية .
الأطعمة الحريفة: يحذرك أستاذ التغذية من تناول الأطعمة الحريفة خاصة إذا كنتِ تعانين تصلب الشرايين ( ارتفاع الكوليسترول) ، حيث تؤدي الأطعمة الحريفة إلى نشاط الدورة الدموية وبالتالي يجري الدم بسرعة فيصاب الإنسان بارتفاع الضغط .
تناولي المشروبات المهدئة : لأن ارتفاع ضغط الدم قد يكون عصبي ناتج عن التوتر والعصبية ، ينصحك د. محمد مصطفى بشرب الكركديه البارد لأن الساخن ينشط الدورة الدموية مؤقتاً ، بالإضافة إلى المشروبات المهدئة الأخرى مثل الكراوية واليانسون والنعناع ، والدوم . يمكنك أيضاً تناول التين الشوكي لأنه يقلل من نسبة الكوليسترول في الدم وبالتالي يقلل من تصلب الشرايين ويؤدي إلى خفض الضغط .
انتظمي في الرياضة : يجب أن تداومي على ممارسة الرياضة ، وأفضل الرياضات التي يرشحها لكِ أستاذ التغذية هي المشي لأنها تقلل السمنة وبالتالي يقل الضغط. كما ينصحك بالبعد عن الضغوط النفسية لأنها أحد أسباب ارتفاع ضغط الدم .
وينصح د. محمد مصطفى كل حامل باستشارة الطبيب وعدم تناول أي أدوية إلا تحت إشراف طبي ، مع ضرورة الكشف الدوري شهرياً للتعرف على مستويات الضغط والسكر في الدم فالوقاية أهم من العلاج ، بالإضافة إلى إتباع النصائح الغذائية السابقة ، مع ضرورة إتباع نظام غذائي مناسب لمرحلة الحمل تحت إشراف طبيب تغذية حتى يرشدها إلى الأطعمة اللازمة للمرحلة .
قائمة أسبوعية
وتعتبر النظم الغذائية الصحية الخط الأول للدفاع لدرء ارتفاع ضغط الدم، وهي تمثل علاجاً أولياً ممتازاً عندما يأخذ ضغط الدم في الارتفاع نحو منطقة حدوث المرض، كما أنها شريك مثالي للأدوية.
ولسوء الحظ، لم يكن من السهل ترجمة الاستراتيجيات الغذائية التي تم اختبارها في الدراسات الإكلينيكية وتحويلها إلى نظم غذائية يمكن اتباعها يومياً. ولكن الطبيبين فرانك ام. ساكس وهنّا كامبوس العاملين في قسم التغذية في كلية هارفارد للصحة العمومية قاما بهذه المهمة.
وقد عرضا جملة من النصائح المدعمة بالأدلة والبراهين حول النظم الغذائية لحالة ضغط الدم المرتفع، إضافة إلى تقديمهما قائمة بالأغذية التي يجب شراؤها أسبوعياً.
- تناولي كميات أكثر من الدجاج، والسمك، والمكسرات، والبقول، وكميات أقل من اللحوم.
- اختاري الحليب ومنتجات الألبان قليلة أو منزوعة الدسم بدلاً من الكاملة الدسم.
- تحولي إلى تناول الفواكه والخضراوات بدلاً من الوجبات الخفيفة المالحة أو الحلوة، أو الحلويات.
- اختاري الخبز والمعكرونة والأغذية الأخرى الغنية بالكربوهيدرات المصنوعة من الحبوب الكاملة بدلاً من تلك المصنوعة من الطحين الدقيق الأبيض.
- تناولي الفاكهة بدلاً من عصير الفاكهة.
- استعملي الدهون غير المشبعة مثل زيوت: الزيتون، والكانولا، وفول الصويا، والفول السوداني، والذرة، وعباد الشمس، بدلا من الزبد، وزيت جوز الهند، أو زيت النخيل.
- اعتمدي على المنتجات الغذائية الطازجة أو المجمدة بدلاً من المعلبة والمعالجة صناعياً.
- اختاري الأغذية التي تحتوي على القليل من الصوديوم قدر الإمكان: استعملي الأعشاب، والبهارات، والخل، وأية مضافات أخرى للطعم، بدلاً من الملح.
- لا تهملي وجبات الطعام، حاول أن تتناول ثلث السعرات الحرارية اليومية في وجبة الإفطار.
- إن كنت بحاجة إلى مساعدة، فعليك تدوين كل ما تتناوله يوما بعد يوم لمدة أسبوع، لكي تعرضها على اختصاصي في التغذية.
- إن كنت من الأشخاص الذين يحبون التعامل مع الغذاء، فإن بمقدورك أن تضعي قوائم بالأطعمة المساعدة على خفض ضغط الدم المرتفع.