المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد البغدادي
محمد خليل يعمل سائق بسيارة أجرة وهو من اهالي منطقة الدورة جنوبي بغداد، يروي قصة خالته قائلا.. في تمام الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الجمعة الموافق 25/ 10 /2013 طرق باب منزلنا بطريقة غريبة فخرجت وإذا باحد الجيران يخبرني ان شيئآ غريبآ يحدث في بيت خالتكم.
ذهبت مسرعآ لمعرفة الموضوع فطرقت باب منزل خالتي مرارآ وتكرارآ من دون جدوى فأضطررت إلى كسر الباب والدخول وذهلت من الموقف عندما رأيت خالتي وهي في نهاية الثلاثينيات من عمرها مرمية على الأرض وأطفالها الثلاثة في حال يرثى لها يرتعشون ويتقيأون ووجدت رب الأسرة صامتآ سألته ما الذي حدث فلم يجبني إلا بكلمات بسيطة تسممنا بعد العشاء، تفحصت خالتي لكن للأسف كانت قد فارقت الحياة.
حملت الأطفال وتوجهت بهم مسرعآ إلى مستشفى اليرموك وكان معي رب الأسرة إلا انه بقي صامتآ هادئآ رفضت المستشفى أستلام الأطفال بحجة ان وضعهم الصحي خطير جدآ والمستشفى صاحبة الأختصاص هي مستشفى الطفل بمنطقة الاسكان غربي بغداد، وقبلت باستلام زوج خالتي فقط فاتصلت على اخواني وخوالي وبعد وصولنا إلى مستشفى الطفل مباشرة أدخلو الأطفال إلى غرفة العناية المركزة.
بعد فحصهم تبين أنهم يعانون من حالة تسمم حاد جدآ فرجعت إلى منطقة الدورة وتحديدآ إلى بيت خالتي وبعد هدوء وتركيز رأيت اثار كدمات قوية في رأس خالتي وعلى رقبتها وأعلى صدرها ووجدت ايضآ كمية كبيرة من مخلفات السكائر فرجعت إلى مستشفى اليرموك وهنا كانت الصدمة الأولى حيث قال الطبيب المعالج إن هذا الشخص معافى 100% ولا وجود لعوارض التسمم ابدآ لكنه متعرض لرض بيده اليمنى سألته مالذي حدث مرة أخرى اجابني نفس الجواب الأول ( تسممنا بعد العشاء ) تركته وذهبت لمستشفى الطفل لمتابعة حال الأطفال والشكوك كانت تحوم حول رب الأسرة بأنه قد أرتكب فعلآ خفيآ إلا انني كنت غير متأكد عند وصولي للمستشفى وهنا قد تجاوزت الساعة الثالثة عصرآ.
لله الحمد كان الأبن الكبير الذي يبلغ من العمر سبع سنوات بدأ يتعافى قليلآ وكان بإمكانه التحدث فسألته مالذي جرى لكنه كان مترددآ بالكلام وبعد الإلحاح عليه قال.. ان امي وابي تشاجرا كالمعتاد لكن الموضوع تطور ووصل إلى حد الضرب وبحسب قول الطفل ان الأب انهال على الأم بالضرب بيده وبعامود خشبي ووعاء نحاسي واخرها طرحها ارضآ وخنقها.
رجعت مسرعآ إلى مستشفى اليرموك وأبلغت الشرطة المتواجدين في المستشفى قبل ان يكتب الطبيب له امرآ بالخروج وبعد التحقيق الأولي معه تبين ان رب الأسرة والذي يعمل عامل بناء مدمنا على المسكرات بأنواعها من مشاريب وحبوب، أضافة إلى انه متعدد في العلاقات النسائية.
كان رب الاسرة مقصرآ جدآ بحق عائلته لأن كل ما يستحصل عليه يذهب لأهوائه الشخصية وبعد التحقيق المعمق وعند مجابهته بالدلائل قال أن زوجته في ذلك اليوم وعند رجوعه قالت له ان البيت خالي من الطعام والشراب والأطفال يتضورون جوعآ وأنت منغمس بالشهوات فنشب الخلاف حتى وصل إلى ذروته وقام بضربها حتى الموت في غرفة النوم وحتى يبعد الشبهات قام بعمل حساء (الشوربة ) للأطفال ووضع فيها (محلول مبيد الحشرات ) وأجبرهم على تناوله ليبعد الشبهات عنه وبقي يتفرج عليهم وهم يرتعشون من شدة الألم وهو يتناول السكائر فقط.
النتيجة مؤلمة جدآ فربة البيت توفت والأب في السجن ينتظر نتيجة فعلته والأطفال في المستشفى بين الحياة والموت واقل الخسائر التي سيخرج بها هذه الاطفال وبحسب كلام الأطباء المختصين الشلل او التخلف العقلي بسبب تناولهم كمية كبيرة من السم القاتل.
وهنا يحق لي ان اسأل العدالة في العراق، ماهو ذنب خالتي المسكينة وماهو ذنب اولاد خالتي الاطفال الابرياء وهل سيأخذ القضاء حقهم؟.