عد السفير العراقي بواشنطن، اليوم الجمعة، أن يهود العراق هم جزء من الشعب و"ليس هناك ما يمنع من رجوعهم"، مبينا أن العراق الجديد لم يعد دولة بوليسية ويمكن أن يأوي إليه أي شخص، وفيما أبدى استعداد البلاد لمناقشة صفقة إقراض طويلة الأمد لمحتويات الأرشيف اليهودي إلى أمريكا، شدد على ضرورة أن يعود الأرشيف اليهودي إلى مالكه الأصلي العراق الذي سيعتني به لحساسيته وأهميته الدينية للطائفة اليهودية.
ونقلت صحيفة (Forward Daily) اليهودية عن لقمان فيلي على هامش معرض مقتنيات الأرشيف اليهودي في مبنى الأرشيف الوطني بواشنطن قوله، إن "العراق الجديد يمكن أن يأوي إليه أي شخص"، مشيرا إلى أن "الطائفة اليهودية مرحب بها لتشارك في إعادة إعمار البلاد".
وتابع فيلي أن "يهود العراق هم جزء من الشعب وليس هناك ما يمنع من رجوعهم للعراق، ليقوموا بدور مهم في عملية التنمية"، لافتا إلى أن "الأرشيف اليهودي وجد في قبو لبناية تابعة لأمن صدام، هذا يعني أن العراق كان دولة بوليسية في زمنه، ونحن الأن لم نعد دولة بوليسية".
وتابع فيلي أن "مقتنيات الأرشيف اليهودي هي ملك للعراق"، لافتا إلى أن "العراق مستعد لمناقشة قضية صفقة إقراض محتويات الأرشيف التي سيجريها وفد حكومي عراقي مع السلطات الأمريكية قريبا، إلا أنها ستؤخر من إرجاع محتويات الأرشيف مرة أخرى إلى بغداد".
وبين فيلي "ليس لدينا مشكلة في هذا الموضوع، لكن ما سنتفاوض عليه الأن هو أن مقتنيات هذا الأرشيف يجب أن ترجع في النهاية إلى موطنها الأصلي العراق".
وتابع فيلي أن "مصير محتويات الأرشيف المعروضة للزوار الأن قد حشدت مجاميع النشطاء اليهود في واشنطن، وكذلك أعضاء في الكونغرس الأمريكي مطالبين بإبقاء المحتويات في الولايات المتحدة، برغم الاتفاقية الموقعة في 2003، والتي توصي بإعادة جميع محتويات الأرشيف إلى العراق حال الانتهاء من عملية الترميم وفترة عرض المحتويات".
واضاف فيلي أن "هؤلاء النشطاء أكدوا على أن محتويات الأرشيف اليهودي كان قد صادرها صدام بشكل غير قانوني، وبأنها يجب أن تعود إلى أصحابها الأصليين، لكن أصحابها غير موجودين الان، لافتا الى النشطاء اليهود يطالبون بإبقاء الأرشيف في الولايات المتحدة لأن أعضاء الجالية اليهودية العراقية لن يتمكنوا من الذهاب للعراق من أجل الوصول إليه".
ولفت فيلي "استجابة لهذه المجادلات نحن نقدر من أين تم الحصول على هذا الأرشيف، لكن عليكم أن تقدروا أيضا بأن هناك اتفاقية رسمية وقانونية موقعة تم الاتفاق عليها مع سلطة التحالف في العام 2003، تقر بأن ملكية الأرشيف تعود للحكومة العراقية".
وأكد فيلي أن "الحكومة العراقية ستولي رعاية خاصة للأرشيف عند عودته، وكذلك لحساسيته وأهميته الدينية للطائفة اليهودية، فنحن نقدر ذلك بشكل كامل، ونحن كمسلمين لنا نظرة مماثلة تجاه القران والكتب السماوية الأخرى".
من جانبه قال مدير مكتب الشؤون العراقية في الخارجية الأمريكية أنتوني غودفري، إن "الوزارة تتابع الأن خطة إرجاع الأرشيف للعراق، استنادا إلى اتفاقية عام 2003، والتي لولاها لما كان هناك وجود لهذا الإرشيف".
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن "خططا قد وضعت لضمان توفير رعاية للأرشيف بعد إرجاعه لبغداد، إذ يقوم خبيران عراقيان الأن باجتياز دورة تدريبية في الأرشيف الوطني في واشنطن، لضمان عدم حدوث أي ضرر على مواده عند رجوعها إلى العراق".
وقالت الصحيفة اليهودية أنه "لم يتضح الى الان متى سيصل وفد الأرشيف الوطني العراقي إلى واشنطن للتباحث أو فيما إذا سيطرح عليهم طلب رسمي أمريكي بتوقيع اتفاقية إقراض طويلة الأجل لمحتويات الأرشيف اليهودي.
وكانت لجنة السياحة والأثار في مجلس النواب العراقي طالبت، في (الثاني من تشرين الثاني 2013)، الحكومة العراقية "باسترجاع الأرشيف اليهودي" من الولايات المتحدة الأميركية، ودعت الحكومة إلى رفع الدعاوي ضد الدول المسؤولة عن "العبث بالمواقع الأثرية وسرقة الآثار العراقية"، وكشفت أن هناك "معلومات تشير إلى نقل الأرشيف إلى إسرائيل".
وكان سيناتور أمريكي يهودي طالب، في (26 تشرين الأول 2013)، وزارة الخارجية الأمريكية "بعدم إعادة الأرشيف اليهودي إلى العراق"، وبين أن العراق "لا يوجد فيه يهود لضمان بقاء الأرشيف بمتناول أيديهم"، داعيا إياها إلى "إيجاد بلد أخر غير العراق لحفظ وثائق ومقتنيات الأرشيف فيه".
وطالبت الجمعيات اليهودية بأميركا، في (12 تشرين الأول 2013)، الحكومة الأمريكية "بعدم إرجاع مقتنيات الأرشيف اليهودي العراقي إلى بغداد"، وبينت أن يهود المهجر "هم الأحق بامتلاك الأرشيف"، وفي حين أشارت إلى أن "الحكومة العراقية نهبت الأرشيف من أبناء الطائفة اليهودية في العراق"، أكدت أن الأرشيف "سيتعرض للضرر أو للتلف" في حال إرجاعه.
وكانت مصادر أمريكية أكدت، في (14 آب 2013)، أن "إعادة" محتويات الأرشيف اليهودي إلى العراق ستتم بعد "الانتهاء من أعمال الصيانة عليه"، وبينت أن أعمال الصيانة لـ "2,700 كتاب ومخطوط وصلت إلى نسبة إنجاز 60%"، وفي حين لفتت إلى أن اغلب الكتب القديمة "تعرضت للتعفن بسبب الحرارة والرطوبة"، كشفت عن وجود "مخطط لفتح معرض للوثائق في تشرين الأول الحالي".
ودعت وزارة السياحة والآثار، في (31 اذار2013)، وزارة الخارجية العراقية إلى مفاتحة الولايات المتحدة الأمريكية بكتب رسمية لإعادة الأرشيف اليهودي العراقي بشكل كامل بموجب اتفاق بين الطرفين موقع في عام 2005"، متهما الولايات المتحدة الأمريكية بـ"عدم الإيفاء بالتزاماتها تجاه هذا الملف".
يذكر أنه تم العثور على وثائق وملفات الأرشيف اليهودي من قبل الجيش الأمريكي في (السادس من أيار 2003) في سرداب احد مقرات أجهزة الأمن التابعة لنظام الرئيس السابق صدام حسين، التي تعرضت للقصف وغمرتها المياه.