قصيدة فاجعة كربلاء للشاعر معروف عبد المجيد
فاجعة عاشوراءطغى الحزن سيلا فغطى الحمى
ودمع المحبين أمسى دما
يعود المحرم في كل عام
فنبكي عليك لحد العمى
فأنت المجدل فوق الرمال
وأنت القتيل ، قتيل الظمأ
وماء الفرات صداق اللتي
تفوق بمن أنجبت مريما
نعب الدموع فلا نرتوي
وقد أغلقوا دوننا زمزما
فديتك يا أعظم الأعظمين
ومن أصعد المرتقى هاشما
تفضلت فخرا على العالمين
بأصل وجذع وفرع سما
فأنت الحسين وسبط الرسول
به حزت محتدك الأكرما
أبوك علي وصي النبي
وأمك من سميت فاطما
هما الأعليان ، هما الفاطمان
وخير البرية طرا . . هما
مدحتك شعرا ، فتاه القريض
بمدحك ، ثم ارتقى سلما
إلى المجد يا أمجد الأمجدين
وبز الكواكب والأنجما
وأزهرت المفردات اللواتي
صحون ، وكن مدى نوما
فواحدة قد غدت وردة
وأخرى غدت جنبها برعما
ولكن دمعي بذكر المصاب
تحدر كالغيث لما همى
فناح قصيدي كمثل الثكالى
وقافيتي أصبحت مأتما . . !
طلبت النصير ، فأعدمته
سوى قلة باركتها السما
وما كنت فظا ولا مستبدا
ولا كنت وغدا ولا واغماتذود عن الدين رغم الحتوف
وتقصم ظهرا أتى قاصما
تغلغلت في صفهم مفردا
فمن لم تنله أتى مرغما
وضنوا عليك بماء الفرات
فجرعتهم مثله علقما
ومن بايعوك بدون وفاء
أضاعوا السواعد والمعصما
وجلت كليث تخوض المنون
تصد المكابر والغاشما
ومن ؟ ! إنها فئة قد بغت
تضم المنافق والآثما
وتحوي الطليق سليل الطليق
ربيب الثعابين ، والأرقما
وتطوي الجناح على حاقد
وطالب ثأر أتى ناقما
يروم الأريكة والصولجان
ويبغي الخلافة ، لكنما . . !
إذا نالها فاسق حقبة
فلن تستقيم له دائما
تؤول الأمور لأصحابها
ويسقط غاصبها نادما
حججت إليك بكرب البلاء
وكنت بحزن الدنى مفعما
حثثت إليك الخطى من بعيد
وزرتك أبغي بها مغنما
وجثت خلال الرواق الشريف
وقد ثار روعي ، وخوفي نما
ونبضي تعالى ، يدق ارتهابا
وخطوي يحاول أن يقدما
فلما انتهيت لباب الضريح
وقفت بأعتابه واجما
أسائل نفسي : أهذا الحسين
ومن في البلايا به يحتمى ؟ !
وحين تأكدت مما أراه
وأني لست به حالما
طلبت الدخول ، فآذنتني
وأنت تراقبني باسما
رميت وجودي بحضن الضريح
ورحت أعانقه لاثما
ومرغت خدي بخز الجنان
أباشر ملمسه الناعما
ورحت أنوح ، وأشكو طويلا
لما بي ، وما بي ، وما بي ، وما . . ! !
ويمناك تمسح قلبا عصيا
وتلقي على كربتي بلسما
وثغرك يلثم بالشهد عيني
فيطفئ جمرا بها ضارما
ونورك يغشى كيانا أضاء
وقد كان من قبلها مظلما
وحبك يزهر بين الضلوع
ويهدي الربيع لها موسما
وساد المكان سكون عميق
وناطق حالي غدا أعجما . . !
دهشت وقد حزت هذا المقام
ونلت الشفاعة والمنسما
فحسبي هذا العطاء العظيم
أعود به سالما غانما . . !
ذكرتك ، والطف ، والعاديات
وسبعين حرا بقوا معلما
وعشر ليال تبيت خميصا
وغيرك بات بها متخما
ورأسك يثوي أمام الزنيم
يباهي ، وينكت منه الفما
ووازنت عصري ، فألفيته
لئيما كعصرك ، بل ألأما . . !
فهذا " يزيد " ، وحزب الرعاع
أقروه مولى لهم حاكما
و " شمر " يناوشنا بالسهام
ويسبي الحليلة والمحرما
ويمنعنا عن أداء الصلاة
ويقتل في الكعبة المحرما
وفي كل يوم حسين شهيد
تهز ظليمته العالما
فتأتي السياسة في زيفها
وتخفي الجريمة والمجرما
هو الملك ملك عضوض عقيم
فما أعضض الملك ، ما أعقما . . ! !
مللنا السجون وشد الوثاق
وضرب الرقاب وسفك الدما
وتقنا لبارقة من ضياء
تنير لنا ليلنا المظلما
ومعجزة من يد لا تكل
تفك السلاسل والأدهما
وتسقط شتى عروش الطغاة
وهما على صدرنا جاثما
تسر الأعز ، وتشقي الأذل
وتترك في خطمه ميسما
تلفت حولي فلم ألق إلا
حسينا ومنهجه الأقوما
ليهدم لذات أهل القصور
ويبني من الدين ما هدما
وهنا القصيدة بالصوت ( فيديو )