هؤلاء شيعة الحسين

لم يخل زمان من تعرض شيعة أهل البيت عليهم السلام، للخطر والتحدي والملاحقة والقتل والتشريد، وما ذلك إلا لأن الأعداء يرون فيهم السائرين على نهج الأئمة الأطهار، في رفض الظلم والفساد والإنحراف، فخطهم هو الإصلاح والتغيير على أساس الإسلام، وهو نشر العدل والحق في المجتمع، فتلك هي رسالة الحسين التي تمثل الاسلام الأصيل.
إن أعداء أهل البيت يتعاملون مع منظر جموع الشيعة وهم يحيون مراسم عاشوراء، على أنهم ينطلقون في بيعة متجددة لإمامهم يعاهدونه المضي على دربه والتمسك بنهجه واستكمال مسيرته، وهذا هو الذي يؤرق الأعداء فيلجأون الى كل الوسائل لتعطيل جماهير الشيعة عن هذه البيعة المتجددة. وعليه فان التحدي الحقيقي هو في الموقف الواعي للشيعي الذي يعيش الحسين عليه السلام حركة ممتدة، ومضموناً حاضراً، وليس مجرد خطوات ودموع وهتافات.
وعاشوراء هي وقفة المراجعة والإنطلاق في نفس الوقت.. نراجع أنفسنا لنجيب على سؤال محدد: " أين نحن من الحسين؟"، فنعود اليه بكل مشاعرنا وإرادتنا وتوجهاتنا، لنكون أنصاره وحملة رايته والمبلغين لتعاليمه، والمتجهين نحو هدفه.. وننطلق من عاشوراء باتجاه العمل الميداني المؤثر في العقيدة والفكر وفي السلوك والممارسة. وهكذا يكون إحياء المراسم، دورة مستمرة ومتسعة، تتجاوز الإحتفاء التقليدي المحدود بأيام معدودة، لتصل الى فعل يومي يغطي هذه السنة وما بعدها على حسب ما يمنّ الله علينا من عيش في هذه الدنيا.
يريدنا الإمام الحسين عليه السلام، أن نكون شيعته بالمضمون والمحتوى والحقيقة، لكي نكون أنصاره على أعدائه، ولا حاجة للحسين بالكم العددي مهما بلغت أرقامه وضخامته، إنه يريد الأنصار الذين يحملون مبادئه في معركته المستمرة، فهم وحدهم أهلاً بهتاف: "هيهات منا الذلة"، فلتكن صرخاتنا مستندة الى الوعي والإرادة على التغيير، لتكون متتمة لخط الحسين مباركة بدعواته وسلامه، عليه أفضل الصلاة والسلام.