هناك قاعدة تقول ليس كل ما يضرنا غير مفيد ، وليس كل ما يخدمنا هو مفيد تماما ، وهذا ما يؤكد قول هتلر لحكمة كان يرددها كثيرا حين يقول ( كلنا مثل القمر لنا جانب مظلم ) ونقول نحن كل احتلال لنا فيه جانب مضيء ، وها هو الاحتلال الأميركي الذي نصب الحزبان الإسلاميان ( حزب الدعوة الإسلامي والحزب الإسلامي العراقي ) وهما حزبان لمذهبان مختلفان وها هو الاحتلال الذي كشف لنا ( مشكورا ) فوائد جمة عن ( قذارة ) الحزبين كنا لا نتوقعها مطلقا حتى لو سمعناها من لسان كبار قادة هاتين الحزبين .
فبعد أن تسيد حزب الدعوة دفة الحكم وخلال هذه السنوات العجاف وصلنا إلى قناعة لا بد أن نذكرها مهما كانت مرة وهي أن الأحزاب الإسلامية ماهي إلا أحزاب ( نصب واحتيال ) متذرعة بالدين كذبا وبسيرة الصحابة وأهل البيت زورا ولا تجمع بين طياتها إلا من كان منبوذا مكروها فاشلا راسبا نصابا كذابا محتالا ، وإلا لو أرادنا أن نقنع أنفسنا ببريق كلامهم طيلة هذا العقد من الزمن لا نجد إلا اسقاطا لكل الفضائل بالتصرفات وصعودا لكل الفضائل قولا فحسب .
ربما ونحن لا نعلم أن هدف المحتل (الصليبي) هو اسقاط الأحزاب الإسلامية بطريقة ( التجربة الملموسة ) كما حصل مع الإخوان المسلمين في مصر حين تم تزوير الانتخابات لصالح الإخوان وبمساعدة أميركية ثم بعد عام تم اسقاط الإخوان أيضا بمساعدة أميركية وفي هذه الحالة علينا أن نعترف أن هناك غاية في ( صعود الإخوان زورا ) و(انزال الإخوان بالقوة) وهنا علينا أن نربط تصرفات أميركا مع الحزبين الإسلاميين ( الدعوة والحزب الإسلامي ) في العراق وكما هو في مصر ولكن بسيناريو يختلف عن سيناريو مصر ولكن بنفس النتائج للشعبين المصري والعراقي ، فسمعة هاتين الحزبين اصبحت في الحضيض في غرب وشمال العراق بالنسبة للإسلامي ووسط وجنوب العراق بالنسبة للدعوة .
وبالفعل من يريد أن يسأل عن مدى احترام الحزب الإسلامي في حواضن المحافظات السنية سوف يسمع كلام لا يسر السامع ولا يفرح الصديق ، ونفس الشيء بالنسبة لحزب الدعوة في جنوب العراق بعد أن كان الحزب الأول في حسابات أهل الجنوب من ناحية التضحيات والولاء للمرجعيات والسير بخط أهل البيت كما يصرحون ، أما الأن فأصبح الحزبان مجرد ( خيمة لكل مرتزق ومسلك كل مجرم ومرتع لكل لص ) وهذا الكلام جاء من خلال التجربة وليس من خلال وصف كاتب علماني يمقت الأحزاب الإسلامية كما يعتقد البعض .
في جنوب العراق أصبح حزب الدعوة أكثر كرها بالنسبة للعراقيين وحتى أصبح من كان يكره حزب البعث سابقا لأي سبب بات يترحم على البعث ونفس المعادلة نجدها في وسط وشمال العراق ، فالحزب الإسلامي اصبح أتعس في نظرهم من ظلم أي فئة أخرى وأصبح يطلق على رجالات الحزب الإسلامي بالمجرمين واللصوص علنا في كل الأماكن العامة وفعلا بدأ المنتمي لهذه الأحزاب يخجل أن يصرح علنا لأنه يتوقع في أي لحظة سؤال من عامة الناس على استهتار الحزبين وتصرفاتهم المشينة التي لا يمر يوم إلا وفضيحة هنا وهناك ( هنا في الغرب والشمال وهناك في الوسط والجنوب ) وهذا دليل وصول الحزبين إلى مرحلة الانكماش والموت حسب نظرية فلاسفة التاريخ ( اشبنكلر وتوينبي وأبن خلدون ) عندما يصفون دورة الحضارة بعمر الإنسان ( طفولة ، رجولة ، كهولة ثم موت ) وفعلا ماتت هذه الأحزاب من وجدان العراقيين والمتعاطفين معهم سابقا والكل بدأ ينتظر الشهر الرابع من العام المقبل ليرى تشييع الأحزاب الإسلامية بعد أن يرمي كل عراقي ( الف حجرة ) خلف هذه الأحزاب التي جاءت بالموت والسرقة واللصوصية لتحقيق غايات لأشخاص يعتبرون في حسابات الإنسان السوي مجرد أشباح بلا قيمة تستحق الذكر .