الشاعرة والكاتبه أمنة عبد العزيزتقف متأملة..حالمة... تتيه في حلمها الشفيف عله يأتي، أنه من يقلقها من يقض مضجعها من يحرك كوامن سكونها وهواجسها...لاتعبأ بالأشياء من حولها طا لما هي في سكرات الحلم حلمها هي وحلم القادم الفارس البعيد الذي تنتظر منه أن يمنحها المطر ليبل شفاهها المتيبسة من شدة الأنتظار والترقب. عطشها لايشبه عطش الأخرين أنها تفتح فمها بوسع حجمه وكم تمنت أن يتسع لتلتقط المزيد من حبات السماء قبل سقوطها الى الأرض لتسبح وتسبح روحها بفرح طفولي وتأخذه بنشوة تشبه الصياد الذي يحظى بغزالته وحتى طعم القطرات يمتزج بلذة لاتدرك تفسيرها فهي مخلوطة بطعم الماء والعسل، ربما هو اللغز الذي يجعلها تنتظر هذا الانتظار المزمن، ربما هي الحياه لكنها لم تفلح بأدراك ذلك السر الذي جعلها تفتح ذراعيها على أخرهما ولكن كيف للمطر أن يستقر بين ذراعين مفتوحتين ..؟؟؟هل يمكن أن يستقر الماء في غربال أم أن البلل يكفي للأرتواء..؟؟؟ العطش والأرتواء هما من يشعلان النار في روحها المتوهجة دوما في طريق الأنتظار .. ورغم هذه النار الوهاجة فالذي يعنيها هنا هو كيف تحضن نسمات زخاته الباردة والباردة جدا قبل أن تدنسها الشكوك المقيتة هكذا تشتهي دوما أن تكون مبتلة بقطرات مطره ..هذه هي انثيالات أمنة عبد العزيز كما عبرت عنها في قصيدتها
أمنة عبد العزيز
اديبه وشاعره وكاتبه وناقده عراقيه
تعترف بحرية المرأة وتحررها
...:أذا مافصلنا المرأة عن الحب لن يكون هناك شعر
الشعر يدغدغ خبايا المرأة ويعاكس فيها روح الأنثى وصور الجمال
يسكن روحي الجنون الأيجابي الذي يبحث عن سالبه لكي يولد طاقة لاتفضي الأ للعقل والحقيقة
كيف يمكن أن أعيش وسط هذا الكم من صور المرثيات دون عشق
( المطر يأتي معك)ولأجل أن نعتلي سموات بوحها حاولنا الولوج الى عالمها عل ماأصابها من بلل يصيبنا رغم أننا لاندرك مسالك الطريق مثلما هي ألا أن الرغبة في التحدي والظمـأ لمعرفة هذا السر في لذة هذا المطر خاطرنا بالخطى نبغي سبر غور أمرأة صفتها الجمالية هي الأنثى الكاملة... لذلك قبلنا الانتظار حتى ينتهي المطر مطرها هي وأسعفنا حالنا بمشاطرة توهانها.....
آمنة عبد العزيز : الانطفاء و الاشتعال والذوبان والانجماد والموت والميلاد والضياء والظلام، الحب، الكره،الظمأ الارتواء، الخوف الشجاعة الى آخر هذه التضادات في الحياة.انا اكتب الشعر تصويرا للواعج النفس الانسانية بآلامها وآمالها بصراحة ومن غير تزيين ولما كانت علاقة التضاد هي سر حياة الانسان فأنها تبقى محفزا ومصدرا للنصوص التي كتبت مع كل ما يؤجج الدوافع عندي لتكتمل الصورة المتساوية الملامح في شعري..
مقطع من قصيده لها
لقاء بعطر ( الشبوي )
غاب مع صبح خجل
ظل الشوق دربه بين مقلتينا
ليل بغداد الحزين
خجل من تلاقينا
كنت أرتضي الأنتظار
عند حاجز مكبل بصرخة طفل
لو تأجج الشوق
ليشعل ليل مدينتي
كنت أتلمس أجزائي
كي أصدق أن
المكان والزمان
يجمعنا ..
أنا .. أنت
قصة عشق في لحظة مسروقة
كان بيننا حواجز محتل
وأصوات طائرات
وزمجرة ( سرفات ) دبابة
لم تهزم همساتنا
ما أقسى الأحتلال
ما ألعــنه ما أبغضه
تمنيت أن أشهر
كل اسلحة الحب
في وجه ذ لك الجندي
وألقي بخدي فوق أكتافك
وأجعل من قهقهة ضحكاتي
دوي أنفجار أنساني
وأسفح من رضابنا
ينابيع لا تبقي ضامئين
أخذت كأ س عصيرك
دون أن تدري
وأرتشفت عطرك
هل تذكر ؟
ونحن نداعب أشجار ( الفيكس)
تمنيت لو المكان مقتطع
من الزمان
تحيطه غابة من حراس
نبلاء
وتتوجني ملكة الليل
والعطر
كنت مترددا في طلب
أخفته نظراتك
لن أقول عنك متخاذل !
لن أفضح ترددك
كان القلق يضج بك
موشى بالتمني
حتى ثيابك
وأزرار معطفك ( الأنكليزي)
تمنى أن يكون عراقيا
تمنيت أن تبقي لي
شعرة من فجرك
على كتفك الأيسر
نامت بصمت
شارع بربيع لقائنا
وشارع بمغيب سفرك
ربما كانت حواجز الأسمنت
شاهدا !
وذلك الجندي
المتحقق من هويتنا
أرخى بعيونه المستفزة
عن شجاعة عاشقين
غريب أن نسرق الحب
في مدينة الحب
غريب أن نسابق الخوف
كي نلحق بالفرح
غريب أن نبحث عن شوارع
أختفت خلف الخوف
غريب أن لا تأتي
بغير موعد
غريبة أن ألتقيتك
تحت وطأة الأحتلال
يشرئب صوتي عاليا
لتولد حمامات
في ذات المكان
ونطلق صغارها
في فضاء قادم
يحمل لقاء آخر
لا تغيب عنه عيناك
تغيب عنه كتل الصمت
وحواجز العتمة
ومحتل جاثم
وطائرات ( الأباتشي )
عندها أقول
انت من حررني .