يبدو أننا مجتمع من الكاذبين فيوجد بعض التقديرات العلمية الحديثة التي توضح أننا نكذب على الآخرين في المتوسط مرة أو مرتين يومياً وأن حوالي تفاعلنا بمقدار 30-38 % مع كل ما يحيط بنا يدخل في دائرة الكذب . لماذا نلجأ للكذب ؟ يجاوب لنا على هذا السؤال الدكتور "جيل سالتز " - الطبيب النفسي بمستشفى نيويورك للمسنين- موضحاً أن الكذب يبدأ في مرحلة مبكرة من حياة الإنسان من عمر (4-5 سنوات) ويكون في الغالب كذب غير مضر يستهدف به الطفل أن يكتسب الوعي واستخدام مفردات اللغة المختلفة ، ثم يتطور الأمر بعد ذلك للكذب كوسيلة للحصول على الأشياء أو تحقيق مكاسب شخصية أو البقاء بعدي عن المشاكل، أو لحماية مشاعر الآخرين فيما نقول عليه " أكاذيب بيضاء" . ويوجد بيننا أيضا المرضى بالكذب الذي يجدون نفسهم دائما مجبورين على الكذب مهما كانت الظروف ، لذلك فالكذب موجود بيننا لا محالة (فلا تكذب – لأننا كلنا نكذب حتى لو تحت حساب الكذبات البيضاء ) علامات الكذب : وأصبح من الضروري معرفة علامات الشخص الذي يكذب عليك ، وبالفعل يوجد سبع علامات كلاسيكية للشخص الذي يكذب تستطيع اكتشافها بنفسك وهي : 1-لا اتصال بالعين (No Eye Contact) : عادة الشخص الذي يكذب يتجنب أن ينظر إلى عينك أثناء الحديث أو على الأقل في جزء من الحديث، عادة الحوار الطبيعي لا يقلعن نصف وقته يوجد به اتصال بالأعين فإذا قل عن هذا فسيكون هذا الحوار مشبوه، ويوجد أشخاص يوجد صعوبة لعمل اتصال بالعين معهم حتى لو كانوا يكذبون وذلك لأنهم ببساطة يريدوا أن يقنعوك أنهم لا يكذبون. 2-تغيير الصوت : التغيير في اللهجة أو النبرة أو الكثير من التلعثم (إممم ، آآه ) أو تطهير الحلق بالسعال وما شابه يشير إلى الكذب وخصوصا إذا تكرر بشكل ملفت . 3-لغة جسد غير عادية : إذا قام الشخص بالنقر بقدميه كثيرا أو التململ بيديه كثيرًا أو رفع ذراعيه أو وضع يديه باتجاه وجهه لامساً أنفه أو ذقنه أو بمعنى آخر حركات متوترة وغير مريحة قد تكون دليلاً على قول الكذب وكذلك لاحظ احمرار الوجه أو شحوبه مع زيادة حركة ومض جفون العين . 4-شيئا ما يبدو مريبا : استخدام عدد من الجمل المتعارضة أو التي لا تبدو على حق تماماً عادة تركيبة هذه الجمل أنها جزء من كذبة . 5-الدفاع بشكل مفرط : عندما يكون الشخص يكذب يكون مدافع بشكل مفرط ويرفض الإجابة عن أي أسئلة ويرفض بشكل عنيف ويمكن أن يتهمك بالكذب، وهذا يعني أن لديه ما يخفيه . 6-تغيير الموضوع بسهولة: إذا كان الشخص يتحدث بكذبة وقمت بتغيير الموضوع فإنه يتجاوب معك بتغيير الموضوع فورًا، في حين إذا كان شخص يتحدث بالحقيقة سيسألك فورا لما غيرت الموضوع أنا أريد العودة إلى الموضوع الأول مرة أخرى ؟ 7-النكتة أو السخرية : في كثير من الأحوال يقوم الشخص المذنب بمحاولة تغيير الموضوع باستخدام التهكم والفكاهة . بالطبع لا يمكن أن نجزم على أي شخص بأنه يقول الحقيقة أو الكذب ولكن يجب أن نثق في غريزتنا الخاصة وفي حالة عدم التأكد يمكن الاستدلال باستخدام بعض الأدلة السابقة لتأكيد أو نفي تلك الظنون، وبدلا من ترقب تصرف معين للامساك بكاذب فالأفضل هو مراقبة سلوكه الطبيعي وحين تغير تلك السلوكيات فجأة فمن المرجح هنا أن ما يقوله كذب !