بسم الله الرحمن الرحيم

عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عليه السلام) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة(عليه السلام)(1).

عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما(عليه السلام)(2).

عن حذيفة قال: رأينا في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تباشير السرور، فقلنا: يا رسول الله، لقد رأينا اليوم في وجهك تباشير السرور، فقال: (عليه السلام)ومالي لا أُسرّ وقد أتاني جبريل فبشّرني أنّ حسناً وحسيناً سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما أفضل منهما(عليه السلام)(3).

عن جابر بن عبد الله قال: من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن عليّ فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوله(4).

عن جابر، أنه قال - وقد دخل الحسين المسجد - : (عليه السلام)من أحبَّ أن يَنظُرَ إلى سيِّدِ شباب ِ أهل الجنّة، فلينظر إلى هذا(عليه السلام) سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(5).

عن علي (عليه السلام) قال: (صلى الله عليه وآله وسلم)شكوت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حسد الناس إيّاي، فقال: يا عليّ، إنّ أول أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا. قال عليّ: قلت: يا رسول الله، فأين شيعتنا؟ قال: (صلى الله عليه وآله وسلم)شيعتكم من ورائكم(عليه السلام)(6).

عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لمّا أُسري بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً بالذهب لا إله إلاّ الله، مـحمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أَمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على مبغضيهم لعنة الله، مهما ذكر الله(عليهم السلام)(7).

قال رســول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)بي أنذرتم، ثم بعلي بن أبي طالب اهتديتم، وقرأ > إنما أنت منذر ولكل قوم هاد<(8)

وبالحسن أُعطيتم الإحسان، وبالحسين تسعدون، وبه تشقون، ألا وإنّ الحسين باب من أبواب الجنة من عانده حرّم الله عليه رائحة الجنة(عليه السلام)(9).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)لمّا استقرّ أهل الجنة قالت الجنة: يا ربّ أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أُزينك بالحسن والحسين؛ قال: فماست الجنة ميساً(10)

كما تميس العروس في خدرها(عليهم السلام)(11).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)هلم يا بلال وناد في الناس واجمعهم لي في المسجد، فلما اجتمعوا قام على قدميه، وخطب الناس بخطبة أبلغ فيها، حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ومستحقّه، ثم قال: يا معشر المسلمين، هل أدلُّكم على خير الناس جدَّاً وجدَّة؟(عليه السلام) قلنا: بلى يا رسول الله. قال: (عليه السلام)الحسن والحسين جدّهما رسول الله خاتم المرسلين، وجدّتهما خديجةُ بنت خُوَيلد سيدة نساء أهل الجنة. ألا أدُلُّكم على خير الناس أباً وأُمّاً؟(عليه السلام) قالوا: بلى يا رسول الله. قـال (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)الحسن والحسين أبوهما علي بن أبي طالب، وأُمُّهما فاطمة بنت خديجة وهي سيدة نساء العالمين. هل أدلُّكم على خير الناس عمَّاً وعمةً؟(عليه السلام) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (عليه السلام)الحسن والحسين عمّهما جعفر بن أبي طالب، وعمتهما أُمُّ هانئ بنت أبي طالب. أيها الناس عل أدلُّكم على خير الناس خالاً وخالةً؟(عليه السلام) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (عليه السلام)الحسن والحسين خالهما القاسم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخالتهما زينب بنت رسول الله(عليه السلام) ثمّ قال: (عليه السلام)اللهمّ إنّك تعلمُ أنَّ الحسن والحسين في الجنة، وجدهما في الجنة، وجدتهما في الجنة، وأباهما في الجنة، وأُمهما في الجنة، وخالهما في الجنة، وخالتهما في الجنة، وعمّهما في الجنة، وعمتهما في الجنة، ومن يحبهما في الجنة، ومن يبغضهما في النار(عليهم السلام)(12).


هذه الأحاديث تدلّ على مكانة الحسين (عليه السلام) عند الله تعالى وعند رسوله لشموله بالعناية الإلهيّة الخاصّة، وأنها رسالة إلى العالم ليقتدوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مـحبّته وعلاقته بولده الحسين (عليه السلام)؛ لأنه يحمل رسالة جده (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّ نهج الحسين (عليه السلام) هو نهج جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالمحبة له في الواقع هو حفظ الرسالة من الانحراف، وأكثر من ذلك جعل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مساواة النظر إليه هو نفس النظر إلى ولد الحسين (عليه السلام).
لقد ترك الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الأمانة الإلهيّة السماويّة في أعناقنا من خلال وصاياه، ولكن سرعان ما انقلبت الأُمّة على سبط النبوّة والإمامة، وأرادوا الحطّ من شأن الحسين (عليه السلام) في واقعة الطفّ ومـخالفة المشيئة الإلهيّة، > ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون <(13).


________________________________________
1- سنن الترمذي: ج 5 ص 656 ح3768؛ مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 18 ص 138 ح 11594 - المسند: 3 /62، ص 301 - 11777 - المسند: 3 / 82؛ ص 161 ح 11618 -؛ المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 166، كتاب معرفة الصحابة؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 391؛ الفصول المهمة: ص 152؛ كنز العمال: ج 12 ص 112 ح 34246 ؛ الصواعق المحرقة: ص 191؛ تاريخ بغداد: ج 2 ص 184 وص 185، ج 4 ص 207 وج 6 ص 372 و ج 9 ص 232؛ ينابيع المودة: ص 262؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 130 ح 3423؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 403 رقم: 270؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 376، هامش الإصابة؛ السنن الكبرى: ج 5 ص 50 ح 8169 /9؛ المعجم الأوسط: ج 3 ص 2211؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 92؛ ذخائر العقبى: ص 225؛ أسد الغابة: ج 2 ص 15؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2578؛ فرائد السمطين: ج 2 ص 98 ح 409.
2- المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 167، كتاب معرفة الصحابة؛ كنز العمال: ج 2 ص 112 ح 34247 وص 115 ح 34259 -؛ الصواعق المحرقة: ص 191؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 133 ح 3429.
3- كنز العمال: ج 2 ص 107 ح 34017 وص 113 ح 34249 وص 102 ح 34192؛ تاريخ بغداد: ج 10 ص 231؛ ينابيع المودة: ص 195؛ حلية الأولياء: ج 4 ص 190، وفيه: (صلى الله عليه وآله وسلم)وإنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة؛ السنن الكبرى: ج 5 ص 95 ح 8365 / 1؛ كفاية الطالب: ص 380؛ ذخائر العقبى: ص 224.
4- مـجمع الزوائد: ج 9 ص 190؛ ميزان الاعتدال: ج 2 ص 40 رقم: 2737 -؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 147؛ ينابيع المودة: ص 262؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 137 ح 34166؛ ذخائر العقبى: ص 225؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2583، نور الأبصار: ص 220.
5- سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 403 رقم: 270.
6- تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 169 ح 3508؛ كنز العمال: ج 12 ص 98 ح 34166 وص 104 ح 34205؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 109.
7- كفاية الطالب: ص 381؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 108.
8- سورة الرعد: الآية 7.
9- مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 145.
10- الميس: التبختر،ماس يميس ميساً: تبختر واختال، لسان العرب: ج 6 ص 224 (صلى الله عليه وآله وسلم)ميس أي: إنَّ الجنّة تبخترت وافتخرت بتزيّنها بالحسن والحسين .
11- تاريخ بغداد: ج 2 ص 238؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 103.
12- ذخائر العقبى: ص226؛ كفاية الطالب: ص378؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج1 ص 112.
13- سورة التوبة: الآية 32.





شيعة ونبقى شيعة