التطبير مفيد للنفس والبدن، أما للنفس فيشهد لذلك علماء النفس والسايكلوجي بأنه يمثل حالة استذكار للألم فيدفع النفس إلى التمثّل بالقيم المصاحبة له والاسترشاد بسيرة صاحب الألم وهو القائد والرمز، أي الحسين بن علي عليهما الصلاة والسلام. وأما للبدن فيشهد لذلك الأطباء بأنه نوع من أنواع الحجامة التي تُخرج الدم الفاسد من الدماغ وتنقي خلاياه وتتسبب في تجديد الدورة الدموية ولذلك ثبت طبيا أن الذين يطبّرون يكونون أقل عرضة للإصابة بالسكتة أو الجلطة الدماغية من غيرهم. فمن أين يتخرّص هؤلاء بالقول أن فيه إضرارا؟! ثم إنه على فرض ثبوت أن في التطبير إضرارا فإن مطلق الضرر غير المؤدي للهلاك لا دليل على حرمة التعرّض له.

فالتطبير بنفسه مستحب، فإذا اقترن أداؤه بالمواساة لسيد الشهداء (عليه السلام) زاد استحبابه وكان خيرا على خير، وهو مفيد طبّياً وهذا ثابت عند الأطباء، فالذين يواظبون على أداء هذه الشعيرة المقدّسة يكونون أقل من غيرهم عُرضة للإصابة بالجلطة الدماغية، بل إننا نعرف بعض الذين نجوا منها بفضل التطبير. وهو أيضا يوطّن النفس على الشجاعة والبطولة وتحمّل الأهوال، فيكون نوعا من التدريب العسكري، وقد استخدمته الجيوش العثمانية في ما مضى لتقوية قلوب أفرادها“.