كثيرٌ منا يؤمن بمقولة "تفائلوا بالخير تجدوه '" , فقد يعتقد البعض أنهم سعداء من خلال كلامهم المنمق والذي يتسم بالايجابية اكثر عنه من السلبية, يدعون السعادة وربما يظهرونها عند تواجدهم مع الآخرين ولكن من الداخل, هم أشخاص يملأ التشاؤم عقولهم ويملأ الفراغ قلوبهم،
فقد خلصت دراسات حديثة إلى أن الأشخاص السعداء يحظون بفرصة أطول للعيش بعكس الأشخاص الذين يعانون من نزلات الحزن والإكتئاب بشكلٍ مستمرٍ.
مفهوم العولمة الذي أدى الى انفتاح الشعوب والثقافات على بعضها البعض قد أثر بشكلٍ ما أو بآخر على مقدار سعادة الكثيرين،
فلا نستطيع أن نخفي أن نسبةً كبيرةً من الاشخاص تتأثر نفسياتهم بشكلٍ سلبيٍ بمجرد تفكيرهم بما ينقصهم بالمقارنة مع الغير،
فالحرية على سبيل المثال التي يحلم بها أطفال فلسطين وغيرهم من أطفال الشعوب المحتلة, أثرت على طريقة تفكيرهم وسلوكهم في المجتمع,
حيث توصل الباحثون إلى لجوء نسبةٍ كبيرةٍ من الأطفال إلى العنف والفظاظة في التعامل مع الآخرين, واتسامهم باللامبالة, بالإضافة إلى تحجر عقولهم لأنها نمت منذ البداية مع رغبةٍ قويةٍ بالبقاء والحرية التي حالتا دون تحقيق الأمر الذي دفعهم إلى التفكير بطرق سلبية, أقرب إلى العنف عند التعاطي مع اي فرد أو قضية, مما أثر في نفسياتهم وجعلهم يولدون مساحةً كبيرةً للبؤس والأحزان.
لذلك... لم لا نغير ما بأنفسنا قبل أن نسعى لتغيير الآخرين, لم لا نملأ قلوبنا بالإيمان ونسخّر جميع طاقتنا للتفكير بطرق ايجابية؟! , لم لا نصنع سعادتنا بأنفسنا بدلاً من تضييع الوقت في البحث عنها بين الحين والآخر، لم لا نقابل المنكر بالمعروف ونقابل التشاؤم بالتفاؤل ؟!
ألا تعتقدون أيها القراء أنه بيننا وبين السعادة خيطٌ رفيعٌ محاطٌ بسحابةٍ سوداء تملؤها الأفكار السلبية والأحداث المأساوية التي سبق وعشناها في الماضي؟!
دعونا نبتعد عن كل ما يمكن أن يشغل تفكيرنا بطريقة سلبية, دعونا نهمل ما يظنّه الآخرون, دعونا نتجاهل التفاصيل التي ستغرقنا بدوامةٍ جديدةٍ من الهموم, دعونا نتجاوز تحليل كل صغيرة وكبيرة, فالوقت والجهد الذي استغرقه الأشخاص في تحليل الألماس أدى إلى صدمتهم عندما وجدوا أصله فحماً!
أما الماضي... فقد تكون له جماليات وذكريات, و لكن هذا لا يعني أن تحكم جماليته ضرورات الحاضر لذلك على كل فرد منا أن يركز على نقاط القوة في نفسه, ويسعى جاهداً لتسخير جميع طاقاته الإيجابية لتحقيق أهدافه ورغباته,
فعندها فقط سنكتشف معنىً آخر للسعادة و سندعمها بزبدة النجاح، فليس طويل العمر من عاش سنيناً أكثر من غيره, ولكنه الشخص الذي عاش حياته سعيداً ...
لذلك إضحك عزيزي القارئ لتضحك لك الدنيا من جميع أبوابها .