ماذا اعددنا لعاشوراء الحسين (عليه السلام)
إن ذكرى تخليد الأفراد في أي مجتمع من المجتمعات هي من المقامات العالية والمنزلة الكبيرة في حياة الشعوب والأمم فما بالك بشهداء كربلا شهداء ألطف التي سالت دمائهم وبذلوا أرواحهم دون الحسين (عليه السلام) الذي مثلها ابن حبيب الله (صلى الله وعليه وآله) فالحسين (عليه السلام) هو رمز لشعب من الشعوب نالت من المكانة ما تجعل الحياة ذاتهاهي من يسعى لها للأفضل لبني البشر فبذل الروح من اجل هذا المستقبل فيه إحقاق الحق على الباطل من خلال مسعى قيمي واتجاه فكري وراية حق واضحة ليكون رأس حربة على الظلم والظالمين لم يهادن أو يجبن آو يهرب وهو القائل: «ألا ترون أن الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه»
إن يوم عاشوراء الحسين (عليه السلام) من يؤمن به ويسعى لخدمته بالمال والنفس فهوعقيدة لمبدأ لما يكون عليه من ارتفاع صوت الحق ساريا لحياة مليئة بالمتناقضات وهو رمز يجمع بين المضطهدين والمحرومين والضعفاء من بني البشر، لهذا فان تخليدها تحي لدى الأفراد روح الشجاعة والحماسة والقوة والتجديد وعمق العقيدة لمبدأ الشهادة والتضحية للعقيدة والإيمان به.
فماذا اعددنا لهذا كله؟؟
ماذا اعددنا لعاشوراء الحسين (عليه السلام) كمبدأ وقيم نحتذي به مع مرور الأيام والسنين نسعى من خلاله للتمسك بكم من المعايير تًخلد سلوكيات لدى كل فرد يمثل فيها طريق حياته ينتهج من خلالها كم من المبادئ والاتجاهات تعزز شخصيته في مواجهات متناقضة.
فقضية الإمام الحسين (عليه السلام) تحمل الكثير من المضامين والمعاني تعزز للإنسان قيم وترفع من إصراره على مواجهة الظلم والاستبداد لسلوكيات مختلفة على مر الأيام من خلال التأكيد عليها في مناسبات عاشوراء ولعل أبرزها قيم التعامل في المجتمع الواحد في مجال العمل ومؤسساته وداخل الأسرة وحقوقها، بين الإخوان، العلاقات الزوجية ومشاكلها. وخارجها على مستوى النطاق الاجتماعي مثل التبرع بالدم العمل التطوعي كفالة الأيتام التعاون الاجتماعي بين المؤسسات الأهلية والحكومية لرفعة المجتمع وخدماته وكلها منعطفات سلوكية يمارسها الأفراد نتاج التأكيد عليها في مناسبات عاشوراء تخدم المجتمع بأطيافه المتعددة.
وربما لا يعلم الكثيرون وان جهلوا معناها أن هذه المراسم لعاشوراء وبتصوره أنها تتعلق بتاريخ له من الكرامة أعمق وأكثر من ان يكون لها تاريخ لا يستطيع أحد أن يحدد له قيمة ليس كونه معنى لقضية تحمل أبعاد عليا لبني البشر فإقامة العزاء والكلمات والأناشيد الحماسية المؤثرة التي ينادى بها في العزاء إنما هي داعمة لقوة الإيمان وصلابته العميقة وتعمل على الدافعية للارتباط بهذا النهج الإيماني.
أن النهضة الحسينية أعطت الكثير من الدافعية لقيم يستطيع أن يتواجه فيها مع ميزان ومتغيرات الأشخاص في مجتمعهم من انقلاب الكثير من الصور في حياتهم والذي يعتبر أن هذه المراسم ليس لها معنى تاريخي فقط وإنما هي نظرة لمقياس عمل للحياة الإنسانية تزيد من رفعة هذه الشعيرة لمرتبه تسمو بنا عاليا ينتهجها الأفراد لمسار حياة تدفعهم نحو طريق المخلدينِ.
إذا ماذ اأعددنا لهذا الخلود!!
هل اعددنا كم من الملابس السوداء والوشاحات والمعلقات والأماكن والساحات والهبات وكم من تابعاتها من غياب بعض الطلبة كمظهر تعاوني مع الجميع فقط!! في بيئة تعتمد على المظهر دون التعمق لمعنى قضية وسيادة قيمها الخالدة!! هل أعددنا لهذا الخلود كم من الأماكن والتجهيزات العابرة لإقامة هذه المراسم العاشورائية؟
أم اعددنا قوة فاعلة تتجلى صورها في العمل النظامي والعهد للإمام (عليه السلام) أن تكون هناك عمل إنساني يستفيد منها الإنسان في حياته تعزز لدية روح العمل والقوة في المبدأ والاتجاه والقيم ذات المنهج الإيماني القويم، بمعنى ان يكون المبدأ في عمل سلوكي قائم على الجدية في الاستمرار.
إن ما يجب علينا أن نعده لأنفسنا لنرتقي نحو الخلود قبل أي شيء هو: -
1. التهيؤ والاستعداد النفسي لهذه الذكرى الأليمة في زمن المتغيرات التي طغت على كل شيء، علينا ان نعرف لم نستعد لها؟ ولم علينا أن نعي أهمية حضورنا لهذه المجالس وعدم تركها بالجلوس في البيوت أمام التلفاز لمشاهدة المحاضرات وكفايتنا بذلك؟ ولماذا نبكي؟ ولماذا تنزل دموعنا؟. فهل لدينا الوعي الكامل لهذا كله!!!.
2. القدوة التي نأخذها من النبي محمد (صلى الله وعليه وآله) فحينما كان في بيت مولاتنا الزهراء (عليهم السلام) ورأى الحسين (عليه السلام) يبكي قال لها «ألا تعلمي أن بكائه يؤذيني»
3. الاتحاد والتآزرفي الموقف الواحد عالميا مع قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ومظلوميته
4. الارتباط العاطفي والعمل به قال ابن شبيب دخلت على الإمام الرضا (عليه السلام)
«في أول يوم من محرم الحرام فقال لي (عليه السلام): «يا بن شبيب!.. أصائم أنت»؟.. فقلت: لا، فقال (عليه السلام): «إنَّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (عليه السلام) ربه عزَّ وجلَّ فقال: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ﴾ فاستجاب الله له دعائه، وأمر الملائكة فنادت زكريا (عليه السلام) وهو قائم يصلي في المحراب: ﴿ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى ﴾
فمن صام هذا اليوم الأول من محرم، ثمَّ دعا الله - عزَّ وجلَّ - استجاب الله له كما استجاب لزكريا (عليه السلام).
هذا الموضوع منقول لأني وجت فيه الكثير الكثير من الفائدة والموعظه الحسنه