على مقلتيك ارتشفت النجوم وعانقت آمالي الآيبة وسابقت حتى جناح الخيال بروحي إلى روحك الواثبة أطلت فكانت سناً ذائباً بعينيك في بسمة ذائبة * أأنت التي رددتها مناي أناشيد تحت ضياء القمر تغني بها في ليالي الربيع فتحلم أزهاره بالمطر ويمضي صداها يهز الضياء ويغفو على الزورق المنتظر * خذي الكأس بلي صداك العميق بما ارتج في قاعها من شراب خذي الكأس لا جف ذاك الرحيق و إلا صدى هامس في القرار ألا ليتني ما سقيت التراب * خذي الكأس إني زرعت الكروم على قبر ذاك الهوى الخاسر فأعراقها تستعيد الشراب وتشتفه من يد العاصر خذي الكأس اني نسيت الزمان فما في حياتي سوى حاضر * وكان انتظار لهذا الهوى جلوسي على الشاطيء المقفر وإرسال طرفي يجوب العباب ويرتد عن أفقه الأسمر إلى أن أهل الشراع الضحوك وقالت لك الأمنيات : أنظري * أأنكرت حتى هواك اللجوج وقلبي وأشواقك العارمة وضللت في وهدة الكبرياء صداها .. فيا لك من ظالمة تجنيت حتى حسبت النعاس ذبولا على الزهرة النائمة * أتنسين تحت التماع النجوم خطانا وأنفاسنا الواجفة وكيف احتضنا صدى في القلوب تغني به القبلة الراجفة صدى لج احتراق الشفاة وما زال في غيهب العاطفة * ورانت على الأعين الوامقات ظلال من القبلة النائية تنادي بها رغبة في الشفاة ويمنعها الشك .. والواشية فترتج عن ضغطة في اليدين جكعنا بها الدهر في ثانية * شقيقة روحي ألا تذكرين نداء سيبقى يجوب السنين وهمس من الأنجم الحالمات يهز التماعاتها بالرنين تسلل من فجوة في الستار إليك وقال ألا تذكرين * تعالي فما زال في مقلتي سنا ماج فيه اتقاد الفؤاد كما لاح في الجدول المطمئن خيال اللظى والنجوم البعاد فلا تزعمي أن هذا جليد
ولا تزعمي أن هذا رماد؟
اتبعيني فالضحى رانت به الذكرى على شط بعيد حالم الأغوار بالنجم الوحيد وشراع يتوارى واتبعيني همسة في الزرقة الوسنى وظل من جناح يضمحل في بقايا ناعسات من سكون في بقايا من سكون في سكون ! ** هذه الأغوار يغشاها خيال هذه الأغوار لا يسبرها إلا ملال تعكس الأمواج في شبه انطفاء لونه المهجور في الشط الكئيب في صباح ومساء وأساطير سكارى ... في دروب في دروب أطفأ الماضي مداها وطواها فاتبعيني .. إتبعيني ** اتبعيني ... ها هي الشطآن يعلوها ذهول ناصل الألوان كالحلم القديم عادت الذكرى به ساج كأشباح نجوم نسي الصبح سناها والأفول في سهاد ناعس بين جفون في وجوم الشاطئ الخالي كعينيك انتظار وظلال تصبغ الريح وليل ونهار صفحة زرقاء تجلو في برود وابتسام غامض ظل الزمان للفراغ المتعب البالي على الشط الوحيد اتبعيني في غد يأتي سوانا عاشقان في غد حتى وإن لم تتبعني يعكس الموج على الشط الحزين والفراغ المتعب المخنوق أشباح السنين ** أمس جاء الموعد الخاوي وراحا يطرق الباب على الماضي على اليأس عليا كنت وحدي .. أرقب الساعة تقتات الصباحا وهي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليا أمس.. في الأمس الذي لا تذكرينه ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا وتناءت في ارتخاء وتوان غمغمات مجهدات وأغاني وتلاشت تتبع الضوء الضئيلا أقبلي الآن ففي الأمس الذي لا تذكرينه ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا .