مدينه بصيه
بصية هي ناحية تقع جنوبي العراق ، قرأنا عنها في كتاب : ألق الصحراء .. وقافية الشعراء ، لمؤلفه أحمد حمدان الجشعمي . وهو من الكتب المحفوظة في خزائن دار الكتب والوثائق الوطنية . ومما جاء بالكتاب لايوجد ثمة رأي قاطع حول سبب تسمية بصية بهذا الاسم فقد كانت بصية قبل أن تكون مخفراً للشرطة سنة 1927 بئر ماء قديم ومحطة لقوافل القبائل العربية القادمة من نجد الى مدن العراق الجنوبية بقصد التبضع او الاكتيال . فقيل إن بصية وبصوه ابنتا شيخ احدى القبائل العربية التي كانت تقطن تلك الارض وقييل على الارجح ان تسميتها جاءت لأن ماءها ينضح بين الرمل من مسافات بعيدة . وبصية التي تقع شرق قضاء السلمان بمسافة 200 كم . وهي ناحية تابعة للقضاء وتقع على وادي رملي بعمق 6 ـ 7 م وتليه طبقة حجرية تحجب تسرب المياه الى طبقات الارض السفلى . نشأت قرية بصية بادئ الأمر بعد بناء الحصن العسكري فيها سنة 1927 حيث اغلب الشرطة الهجانه فيها قاموا ببناء بيوت لهم من الطين ( اللبن ) بين المخفر والوادي . تقع ناحية بصية في جنوبي العراق وتتبع ادارة محافظة السماوة ويحد بصية من الشرق قضاء الزبير ومن الشمال قضاء الناصرية وسوق الشيوخ اما محافظة السماوة والخضر فيحدانها من جهة الشمال الغربي ويحدها من الغرب قضاء السلمان وتحد ناحية بصية من الجنوب حدود العراق الدولية مع السعودية ومن الجنوب الشرقي الكويت . اما عن مساحة ناحية بصية فانها تمثل 5’47 % من مساحة محافظة السماوة وتمثل 6 ’5 % من المساحة الاجمالية للعراق الذي تبلغ مساحته 435052 كم2 . وبما إن بصية تقع بين مدن العراق الجنوبية وبين المدن النجدية فإن لهذا الموقع الأثر التجاري المهم حيث كانت تمر بها طرق القوافل والمتبضعين من قبائل نجد في الماضي مستفيدين من الاسواق المنتشرة في جنوب العراق مثل اسواق الخميسية والناصرية والزبير وسوق الشيوخ اضافة الى انتشار التهريب لكلا الطرفين في السابق ووجود مراع جيدة في باديتها استقطب الكثير من رعاة الابل والاغنام اضافة الى وفرة ابار المياه القديمة وللمطردور فعال في الصحارى على الاحياء حيوانية كانت ام نباتية ، إذ إن نزوله معناه ظهور طاقات الصحراء الكامنة لفائدة من فيها بصورة مباشرة وغيرمباشرة اما طبيعة امطار بصية فتكون على نوعين اما اعصارية والتي تحدث في الغالب او تصاعدية رعدية وهذه تحصل في الغالب في فترة الاعتدال الربيعي والاعتدال الخريفي . ان مصادر المياه في هذه الناحية تعتمد بالدرجة الاساس على المياه الجوفيه وذلك لانعدام المياه السطحية وقلة مياه الامطار لاسيما إنها تتمتع بمناخ صحراوي جاف . إن وجود السكان في الناحية مرهون بوجود مثل هذا المصدر من المياه اذ كانت الناحية عبارة عن محطة لمرور القوافل التجارية بين نجد ومدن العراق الجنوبية وكما اسلفنا وإن هذه الابار استخدمت للأغراض البشرية والحيوانية مماجعلها مركزاً لجذب السكان فضلاً عن ذلك فإن المياه الجوفية تكون ذات درجة حرارة مائلة للثبات نسبيا ويكون الماء خاليا من المياه المعدنية والاملاح مماجعله صالحاً للاستهلاك البشري وينتشر في بادية بصية الكثير من العيون والينابيع مثل عين حمود وعين صيد وعين عساف وجليب سعدون ( البئر ) وعين صعيوي . كان العرب قبيل ظهور الاسلام قد قطعوا شوطا متقدما في الميدان الفكري والثقافي والاقتصادي وبما ان منطقة الدراسة هي حلقة الوصل بين مدن الجزيرة العربية وبلاد الرافدين فقد سكنت في بادية بصية قبائل عربية كثيرة ممتهنة حرفة الرعي التي ربما تكون هي الاكثر شيوعا ذلك الزمن وقد سكنت قبائل بنو تميم في منطقة ( شقرا ) والمعروفه باسم وادي الغضا او وادي بني تميم كما سكن بنو شيبان في أبي الغار. ولقد تجول الكثير من شعراء العرب في بادية بصية ومنهم الاعشى والنابغة الذبياني وهند ابنة النعمان والداهية اكثم بن الصيفي ومالك ابن الريب التميمي وصفية بنت هاني والحجيجة بنت ثعلبة ومنصور بن عمرو وعمرو بن ثعلبة وجاب هذه البادية الحارث بن العباد وقيس ابن مسعود والنعمان ابن المنذر وهاني ابن مسعود الشيباني وكثرا من اعلام العرب ورجالاتها . وسكن بادية بصية قبل الاسلام قبائل ربيعة وبكربن وائل وبنو تميم ومنهم بنو عجل وبنو لخم وبنو تغلب وسيبان اما عن حياتها الاجتماعية فإنها تعيش نظاماً اجتماعياً خاصاً بها عيشة ابتدائية في صحراء قاحلة مترامية الاطراف قليلة المياه محرومة من وسائل المدينة . ولما كانت عشائر البادية منحدرة من قبائل عربية ومنتمية الى اصولها العريقة في القدم فهي الآن ماتزال محتفظة بكل صفات العربي الاول من شجاعة وكرم ووفاء وصدق وقرى الضيف وحب للحرية واحترام للنساء . وعن قرى هذه الناحية جاء في الكتاب : اما اهم قرى ناحية بصية فهي قرية ابو غار وسميت بهذا الاسم نسبة الى وجود غار الشريم فيه ويقطن فيها قبائل ال رفيع وفيها سوق تجاري وفي ابي غار بئر ارتوازي والكثير من العيون والآبار السطحية العذبة وفيها منخفضات ارضية هائلة تحيط بها التلال واشجار السدر العملاقة وأهم الصروح فيها قصر سعدون باشا شيخ المنتفك التي لازالت اطلاله شاخصة . وقيل ان ابو غار هي منازل بني شيبان قبل الاسلام وبعده قيل انه الموضع الذي حدثت فيه معركة ذي قار اما القرية الباخرى فهي عادن وهي عبارة عن سوق تجاري كبير وتوجد فيه ثلاثة ابار ارتوازية مخصصة للنفع العام وتقطن هذه القرية قبائل المشاعلة والعويلين والتوبة والفرطوس والغليظ وقرية الركايا هي قرية زراعية منتجة للحبوب والمحاصيل الاخرى وقد سميت بهذا الاسم لأن فيها مجموعة كبيرة من الركايا ( الرجية ) ومعناها البئر الذي لاينضب ماؤه وتقطن في هذه القرية قبائل الزياد وفيها ابار قديمة ربما يعود تأريخها للهلاليين الذين كانوا يسكنون على مقربة من تكيد ، اذ توجد بعض قبورالهلاليين الضخمة في منطقة تخاديد غرب تكيد وهذه الآبار عذبة المياه ومنها بئر تكيد ودودان ودويران ورويحان وقد أعيد حفرالآبار من قبل قبائل الظفير في عام 1940 . أما اهم المواضع والمواقع في بادية بصية منطقة حجر ومنطقة الدبدبة ومنطقة الرمل . وذكر الكتاب عن ألعاب بصية الشعبية مايأتي : وتشتهر بصية شأنها بذلك شان مدن العراق بألعاب شعبية يقوم بممارستها الصبيان والبنات وقد احتلت لعبة ( العربت ) قديما المرتبة الاولى للالعاب الرجالية في الناحية ولعبة العربت عبارة عن كرة مصنوعة من قطعة قماش يلف بداخلها الصوف او الوبر ثم تخاط على شكل كروي ينقسم فيها الشباب الى فريقين يتكون كل فريق من خمسة الى سبعة افراد ويحمل كل واحد ومنهم عصا المعقوفة تستخدم لضرب الكرة ويرنو كل لاعب الى حد ما بلعبتي الكولف والهوكي العالميتين علماً إن الفريقين يلعبون على هدف واحد والفريق الذي يسجل اولاً يعد هو الفائز في المباراة وتشتهر في ناحية بصية العديد من الألعاب الأخرى واشهرها لعبة الجعاب وجين جرس وطقطق حجر ابية ام عجيم شبا الالوان حمية عظيم اللاح داير ماداير خريزة كما يقيم البدو في وقت الاعراس والختان والمحافل والاعياد افراحاً اشتهرت عندهم باسم الدحا والسامري والعرضة يقيمها الشباب وهم يصطفون صفين يتوسط احد الصفين الشاعر المسنى عندهم الكاروكة ويبدا القصيدة عادة في الصف الذي فيه الشاعر ويردد الصف الآخر ماقاله الصف الاول وهكذا ، وربما رافقت القصيد بعض الدبكات المنسقة مقرونة بضرب الدفوف والمثلاث وهذا الرقص من السامري يسمى عندهم النكازي .
منقول