و نحن في صلاة التراويح في الركعة الثالثة ( الوتر ) فبعد ركوع الإمام ووقوفه من الركوع رفع يديه داعيا الله بأن يتقبل صيامنا وقيامنا و أن يغفر لنا ذنوبنا و يجعلنا آمنين في أوطاننا ، و كلما دعا الله إلا و أحسست برجفة في بدني و انا أعي مكانة الشهر الفضيل عند المؤمنين و ماله من أجر و ثواب ، ولكن هناك دعاء ظل الإمام يقوله مرارا و تكرارا في كل يوم ( اللهم زلزل الأرض تحت الكفار ، اللهم قاتل الفجرة الكفار ) و السؤال المطروح : هل نحن في حاجة لهذا الدعاء في كل مرة ، إذا كان الكفار قد كانوا اعداء لله فقد زلزل الله قلوبهم قبل أرضهم ، ثم ونحن في حاجة ماسة إلى تغيير جذري في جميع المنظومات سواء الفكرية و التربوية و السياسية و الثقافية و الرياضية و غيرها ، كان حري بالإمام أن يقول داعيا الله عز و جل " اللهم اجعل من المسلمين مفكرين و علماء يكرسوا حياتهم لخدمة الدين و الوطن و الإنسانية جمعاء ، اجعل منهم من يهتم بالوضع السياسي و الثقافي و الرياضي ، ومن يضع خطط التنمية و اتباع مناهج التعليم الحديثة ، وعندها يكون الأمر مختلفا في مفاصل القرار العالمي ، لأننا كأمة مطالبين بأن نكون امة الشهادة و أمة الشهادة كان حري بها ان تشهد الخلق على التبليغ ، فلا تكن أمة المشاهدة أو المتفرج عليها أو أمة البهلوان التي تضحك منها باقي الامم ، ما أريد قوله ان يعي الأئمة مدى خطورة الوضع في بلاد المسلمين فيكون خطابهم يرن في العقول المفكرة لا في استحضار مشاهد تجعل من المسلم حبيس حاله البائسة ك" زلزل الأرض تحت أرض الكفار " فاللهم اجعل الأرض خصبة لكي يصل اللإسلام إلى جميع البشر من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب
عامر غزير ( رمضان 1434هـ)