جودوا على أهل علم فإن *** أهله قوم ذوو شهمِ
جودوا فإن لهم البشرى *** حشوها عفة وجود الكرمِ
ليسوا بالقاصــة رويـدا *** أليسوا نور الأُنف و القيمِ
فما لنا نرتشف الجهالة *** ولنا ما لنا من سحر المعلمِ
أَخَالُهُ قائما على مسرح *** الخُلقِِ ممثلا كطائر مترنمِ
يبسط يداه على قحــط *** فتمطر أنامله غيث الهِممِ
يجوب الفيافي ساقيـا *** يشفي العليل كالبلسـمِ
تضيق نفسي فتروق *** آه لحلوة الصِبا كل موسـمِ
فيلسوف أنت أم حكيم *** وهل من فلسفتك غير الحكمِ
تغضب، فتمرح فتنحل *** لصبيانك جُنَة من النقــمِ
أحس بمهجة حين أرى *** صرحا شامخا شيد من عدم
صرحـا بناه على الأفئدة *** فانحنت له عقول الأمـمِ
هلموا يا معشرا لفكرة *** إن غابت نما ساعد الصنم
هلموا لفكرة علم العمل *** فقد تصفد لها جبين القلم
بالعلم نبني جسور محبة *** نرقى ونتدرع عن كل مظلم
فاحمل المشعل يا فتى *** وكن كما كانوا فذا ذا مقدم
ولتسر في درب مهدت *** بعزم إذا مـا كنـت ذا شمم
و لا تضن عليك بصحبة *** تقيك دبـيب النـار في الفحم
بقلم : عامر غزير