{{اللهٌمًُ صٌٍلِ ع محٌُمًُدٍُِ وع آِل محٌُمًَد ٍوعًُجٍُل فرٌجٍ قآٌئم آلٍ محٌمُِد}}
((مناجاة ضريح الحسين(عليه السلام) القديم))
بمناسبة استبدال ضريحالإمام الحسين{ علية السلآم }.. مناجاة حزينة رائعة على لسان الضريح القديم لقبر الإمام الحسين {علية السلآم } الذي أُزيل و استبدل بجديد!
سبعون عاماً و نيفٌ.. كنتُ في روضة الفردوس، أُحيط بأضلاعي الستّة قدس الأقداس، لستُ أدري أضممتُه أم أجارني؟ فهذا من خفايا الحبّ والولاء، وأسرار شهود الحضرة والخفاء!
تتمسّح بي أكفّ، تتلمّس جيباً تخرج منه بيضاء من غير سوء، وأتلقّى شفاهاً تطبع القُبَل وتلثمني عشقاً ولهفة، ثم تتقلّب عليّ الوجوه كأنها تعفّر الجبين، لتجمع العلامات مع الجهر والبسملة والزيارة وصلاة إحدى وخمسين..
تلوذ بي لأُعيذها من صروف الدهر ونوائب الزمان، وتطوف حولي، تستلم الركن منّي والمقام، لترقى أعلى سنام، وتبلغ قوائم العرش وتدرك غاية المرام..
وفدٌ يتلو الزيارة، وطائفٌ من الجنّ يطوف، وقبيلٌ من سكّان الملكوت يهبط وآخر يرقى، ورعيلٌ من الملائك يعقب رعيلاً..
في ليالي الجمعة كنت أشهد الأنوار تزهر، والزهراء تزور، والأنبياء سدَنَة لي وخدّام، والأولياء نظّارٌ وقوّام..
هل قصّرتُ يا ربّ، فأعقب التقصير حرمانٌ، حتى نُحيت وزويت؟!
أم أدركني العجز والهرم، ونالني الضعف والوهن؟
أم هي سنّة الله في خلقه، أن كتب الموت على كلّ شيء، ليبقى وجه ربّك، يتلقّى حُلّةً بعد حُلّة، وتُخلع عليه كسوة ويجلّله ضريح، حذر أن يخرّ الكليم صعقاً، ويندكّ الوجود ويصرع الموجود، إذا تجلى ذو الجلال والإكرام، وصار يُرى بين الأنام.. وتحين القيامة، ليعرف كلٌّ مقامَه، وأنا المقيم أبداً في هوى مولاي وإن رحلتُ وأُقصيت، فمُتّ وفُنيت..
كم طهّرتُ الأيدي المقصرة وكمّلتُ القاصرة، وداويت الشفاه الذابلة، وأصغيتُ لما بثّتني من تباريح الهوى ولواعج الغرام، وحكايات الآلام، وعرائض الحاجات والاسترحام، وزكّيت النفوس المضناة وكسرت الجمود، وبثثت في الأرواح عبر الأبدان إكسير الخلود..
آن لي الرحيل ...
ولو كُشف الغطاء لسمعتم لي ضجّةً وإعوالاً، يضاهي ما تلقّيتُ من آهات العاشقين وصرخات النادبين في هاتيك السنين السبعين، وأنيناً وحنيناً يكوي أضلعي، ويأبى لي عودة البناء والارتفاع والقيام صرحاً كذكرى في المتاحف..
آهٍ لفراقك يا حسين!
نسآلكم خآلص الدعآء ..
تحيااااااتي @