بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وحبيب رب العالمين نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
 
اخوتي اخواتي الكرام بما اننا في اليوم الثاني من محرم وهو موعد وصول الامام الحسين صلوات ربي عليه الى كربلاء أنقل لكم ماجرى مع امامنا في طريقه

حيث يروى ان الامام وهو في طريقه الى كربلاء
قام خطيباً موضِّحاً لأصحابه المصير الذي ينتظرهم، فقال(عليه السلام)
((إنّه قدْ نَزَل بنا من الأمر ما قد تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبَر مَعروفُها، واستمرّت حذّاء، ولم تبقَ منها إلاّ صبابة كَصبابة الإناء، وخَسيس عَيشٍ كالمَرْعى الوَبيل، ألاَ تَرَون إلى الحقِّ لا يُعمَل به، وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمنُ في لقاء ربِّه مُحقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً ـ أي مللاً ـ»
(1)

وقدالتقى الإمام الحسين(عليه السلام) في طريقه إلى كربلاء بالحر بن يزيد الرياحي، حيث كان مُرسلاً من قِبل عبيد الله بن زياد لعنة الله عليه ..والي الكوفة ـ في ألف فارس، وهو يريد أن يذهب بالإمام
عليه السلام) إلى ابن زياد


وقد كان كتاب ابن زياد:-

«أمّا بعد، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي، ويقدم عليك رسولي، ولا تنزله إلاّ بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء، فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري، والسلام
فلمّا قرأ الكتاب قال الحر لهم: «هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني كتابه، وهذا رسوله، وقد أمره أن لا يفارقني حتّى أنفذ رأيه وأمره»(2)، فأنزلهم أرض كربلاء.



في كربـــــلاء

عندما اضطر الإمام الحسين(عليه السلام) للوقوف في منطقة كربلاء حيث يروى انه لما دخل ارض كربلاء توقف فرسه فنزل وركب اخرى فلم تسر به ايضا فراح(عليه السلام) يسأل، وكأنّه بأبي وامي يبحث عن أرض كربلاء... فقال: «مَا اسْمُ هَذه الأرض»؟؟ فقيل له: أرض نينوى
فقال(عليه السلام): «هَلْ لَهَا اسمٌ غير هذا»؟ قيل: اسمُها كربــلاء، فقال(عليه السلام): «اللهمّ أعوذُ بك من الكَرْبِ والبَلاء
ثمّ قال(عليه السلام): «هَذا مَوضع كَربٍ وبَلاء، انزلوا، هَاهُنا مَحطُّ رِحالِنا ومَسفَكُ دِمائِنَا، وهَاهُنا مَحلُّ قبورِنا، بِهَذا حدّثني جَدِّي رسول الله(صلى الله عليه وآله)»(3)فنزلوا جميعاً.


وكان
تاريخ الوصول

2محرم من سنة 61 هـ

ونزل الإمام الحسين صلوات الله عليه أرض كربلاء، وضَرَب فِسْطَاطه، وراحَ يُعدُّ سِلاحه، ويصلح سَيفه، مُردِّداً(عليه السلام) الأبيات الآتية

يَا دَهْـرُ أُفُّ لَكَ مِن خَليلِ ** كمْ لك بالإشرَاقِ والأصيــلِ


مِن طَالــبٍ وصَاحبٍ قَتيل ** والـدّهْر لا يَنفَـعُ بالبَديــلِ


وكُــلّ حيٍّ سَالِكٌ سَبيـــــلِ ** مَا أقرَبُ الوَعْد مِن الرّحيل

وإنّما الأمــرُ إلى الجَليـــل


فلمّا سمعت السيّدة زينب(عليها السلام) تلك الأبيات، قالت: «يا أخي! هذا كلام مَن أيقَن بالقَتل»! فقال(عليه السلام) «نَعَمْ يا أُختَاه»، فقالت: «وَاثكْلاه، يَنعي الحُسَين إليّ نَفسَه»(4)

 
ـــــــــــــــــــ
سلام من الله عليك يبن رسول الله ويابن فاطمة الزهراء سيدة النساء
 
المصادر
ـ اللهوف في قتلى الطفوف: 48.(1)
ـ مقتل الحسين: 93.(2)
ـ اللهوف في قتلى الطفوف: 49.(4 ,3)


منقول