دراسة تؤكد تشابه الكوكب الشهير غليس مع الارض
تقترح دراسة جديدة أن الكوكب الفضائي الصخري غليس 851 د Gliese 58ld قد يكون اول كوكب خارج نطاق مجموعتنا الشمسية تتوفر فيه ظروف ملائمة للحياة كما نعرفها.
فقد وجد الباحثون في الدراسة أن هذا الكوكب الواقع في نطاق الكواكب القابلة لوجود حياة, يقع على بعد من نجمه بمسافة تلائم تماماً وجود مياه عليه, وبالتالي فالاحتمال كبير بأن توجد على الكوكب محيطات وغيوم وامطار. وتأتي نتائج الدراسة التي اعتمدت محاكاة للكواكب لتؤكد نتائج دراسات اخرى حديثة, لكنها لا تؤكد بالمطلق وجود مياه متدفقة على سطح الكوكب تساعد على ظهور الحياة.
وتفترض الدراسة ان هذا الكوكب الذي تبلغ كتلته سبعة اضعاف كتلة الارض, له غلاف جوي سميك يكثر فيه غاز ثاني اكسيد الكربون.
ويقول العلماء أن هذا الكوكب يدور حول النجم غليس 581 Gliese 58l وهو قزم احمر يقع على بعد 20 سنة ضوئية عن الارض, وقد امكن تحديد ستة كواكب تدور حوله, يحتمل ان تكون ظروف بعضها ايضاً ملائمة للحياة.
فالكوكب غليس 581 ج Gliese 58lg مثلاً, له كتلة تعادل ثلاثة اضعاف كتلة الارض, وهو غالباً صخري, وقد اثار اكتشافه في ايلول 2010م الكثير من الاهتمام لأنه يقع في وسط النطاق القابل لوجود حياة, مما يجعله المرشح الرئيس لوجود ماء عليه واحتمال وجود حياة كما نعرفها.
ويشار الى ان الكوكب غليس 581د يقع وراء غليس 581ج وعلى بعد من النجم ادى بداية لأن يعتقد العلماء انه بارد جداً بحيث لا يمكن ان تظهر حياة عليه. لكن هذا الاعتقاد الذي وجد مع اكتشاف الكوكب في عام 2007م, اخذ بالتلاشي مع الاعتقاد بأن ظاهرة دفيئة قوية قد تكون تسببت في دفء الكوكب, بما يكفي لوجود الماء السائل عليه, ويشكل هذا الاعتقاد محور الدراسة الجديدة.
ويقول العلماء الفرنسيون في الدراسة التي نشرت في مجلة الفيزياء الفلكية, ان الكواكب غليس 581د يستقبل من نجمه اقل من ثلث الطاقة الشمسية التي يستقبلها كوكب الارض من شمسنا. ويقولون ان المحاكاة الكمبيوترية المجسمة التي اجروها في دراستهم اظهرت ما سبق ذكره من خصائص.
ويشير العلماء أنه ليتم التأكيد بصورة قطعية ما توصلوا اليه, يفترض أن يكون الهدف دراسة الكوكب بصورة مباشرة, وهذا امر يتطلب تطوير تلسكوبات اكثر تقدماً من الحالية. بالمقابل فإن ارسال مركبات فضاء اليه امر مستبعد حالياً, اذ تحتاج المركبات المعتمدة على التكنولوجيات الحالية الى مئات آلاف السنين للوصول اليه.