3 رجب ذكرى استشهاد الإمام علي الهادي(عليه السلام)
سيّدي يا سليل الدوحة النبوية المباركة لقد قلت : « إنّ الله تعالى علم منّا أنّا لا نلجأ في المهمات إلا إليه ، ولا نتوكل في الملّمات إلا عليه ، وعوّدنا إذا سألناه الإجابة ، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا » .
ولقد قال عزّ وجلّ : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) .
سيّدي إنكم والله الوسيلة التي تأخذ بنا الى مظانّ الإجابة إذا سألناه تعالى منيبين .
اعماقٌ تشرق بأحاسيس الولاء لآل العصمة والطهارة عليهم السلام ومصائب عزاء بشهادة الإمام علي الهادي عليه السلام .
عظم الله أجورنا وأجوركم جميعاً بذكرى إستشهاد الإمام علي الهادي عليه السلام .
إن لأئمة أهل البيت عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مكانة لا يرقى إليها أي مخلوق عند شيعتهم ومواليهم . لأنهم الامتداد الطبيعي المباشر لجدهم الكريم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله . والأمناء على تبليغ رسالة السماء إلى البشرية والإنسانية كافة . وهم المتميزون على غيرهم علما ودراية وفقها وتقى وأخلاقا وحكمة . وهم الرواد لكل فضيلة . والرائد لا يكذب أهله . وقد ورثوا العلم والمكارم والصفات الحميدة كابرا عن كابر .
والإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام فرع من تلك الشجرة الطاهرة والدوحة العظيمة . ولا تمييز بين أحد منهم . ولقد أتي الإمام عليه السلام كما أوتي آباؤه الطاهرون من المكارم ما لم يؤت أحدا من العالمين بعد الأنبياء والمرسلين . وأنى لي وصف هذه المشكاة العظيمة والنور الباهر الذي يتحلون به .
الإمام علي ابن محمد الهادي هو الإمام العاشر . وأمه السيدة سمانة .
ولد بالمدينة المنورة خامس عشر ذي الحجة أو ثاني رجب سنة مائتين واثنتي عشرة . وتوفي مسموماً بسامراء في يوم الاثنين ثالث شهر رجب . سنة مائتين وأربع وخمسين ودفن هناك حيث مضجعه الآن .
وكان أفضل أهل زمانه وأعلمهم وأجمعهم للفضائل وأكرمهم كفاً وألينهم لساناً وأعبدهم لله وأطيبهم سريرة وأحسنهم أخلاقاً .
اسمه ونسبه(عليه السلام)
الإمام علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
كنيته(عليه السلام)
أبو الحسن، ويقال له(عليه السلام) أيضاً: أبو الحسن الثالث؛ تمييزاً له عن الإمام علي الرضا(عليه السلام)، فإنّه أبو الحسن الثاني... .
ألقابه(عليه السلام)
الهادي، المتوكّل، الفتّاح، النقي، المرتضى، النجيب، العالم... وأشهرها الهادي.
تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها
15 ذو الحجّة 212ﻫ، وقيل: 2 رجب 212ﻫ، المدينة المنوّرة، قرية صريا، تبعد ثلاث أميال عن المدينة المنوّرة.
أُمّه(عليه السلام) وزوجته
أُمّه السيّدة سُمانة المغربية، وهي جارية، وزوجته السيّدة سَوسَن، وهي أيضاً جارية.
مدّة عمره(عليه السلام) وإمامته
عمره 42 سنة، وإمامته 33 سنة.
حكّام عصره(عليه السلام)
المعتصم، الواثق، المتوكّل.
مكانته العلمية(عليه السلام)
لقد أجمع أرباب التاريخ والسير على أنّ الإمام(عليه السلام) كان علماً لا يجارى من بين أعلام عصره، وقد ذكر الشيخ الطوسي في كتابه (رجال الطوسي) مائة وخمسة وثمانين تلميذاً وراوياً، تتلمذوا عنده ورووا عنه.
وكان مرجع أهل العلم والفقه والشريعة، وحفلت كتب الرواية والحديث والمناظرة والفقه والتفسير وأمثالها بما أُثر عنه واستُلهم من علومه ومعارفه.
هيبته(عليه السلام) في القلوب
قال محمّد بن الحسن الأشتر العلوي: «كنت مع أبي على باب المتوكّل في جمعٍ من الناس ما بين طالبي إلى عبّاسي وجعفري، فتحالفوا لا نترجّل لهذا الغلام، فما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا ـ يعنون أبا الحسن(عليه السلام) ـ فما هو إلّا أن أقبل وبصروا حتّى ترجّل له الناس كلّهم، فقال لهم أبو هاشم: أليس زعمتم أنّكم لا تترجّلون له؟ فقالوا له: والله ما ملكنا أنفسنا حتّى ترجّلنا».
معجزاته(عليه السلام)
من خصائص الأئمّة(عليهم السلام) ارتباطهم المنقطع النظير بالله تعالى وبعالم الغيب، وذلك هو مقام العصمة والإمامة، ولهم ـ كالأنبياء ـ معاجز وكرامات، توثّق ارتباطهم بالله تعالى، كونهم أئمّة معصومين، وللإمام الهادي(عليه السلام) أيضاً معاجز وكرامات سجّلتها كتب التاريخ، منها:
1ـ في الثامنة من عمره الشريف(عليه السلام) تتوّج بالإمامة العامّة، وهذا منصب يعجز عنه الكبار فضلاً عن الصغار، إلّا بتأييدٍ من الله تعالى.
2ـ قدم خيران الأسباطي إلى المدينة المنوّرة، وجاء إلى الإمام الهادي(عليه السلام)، فسأله(عليه السلام) عن أخبار الواثق، فقال له خيران: خلّفته منذ عشرة أيام بخيرٍ وعافية، فقال له الإمام(عليه السلام): «لابدّ أن تجري مقادير الله وأحكامه، يا خيران، لقد مات الواثق وجاء المتوكّل بمكانه».
فقال خيران: متى، جُعلت فداك؟ فقال: «بعد خروجك بستّة أيّام»، وبالفعل لم يمض سوى عدّة أيّام حتّى جاء مبعوث المتوكّل وشرح الأحداث، فكانت كما نقلها الإمام الهادي(عليه السلام).
3ـ أمر المتوكّل بإحضار ثلاثة سباع، فجيء بها إلى صحن قصره، ثمّ دعا الإمام الهادي(عليه السلام)، فلمّا دخل أغلق باب القصر، فدارت السباع حول الإمام(عليه السلام) وخضعت له، وهو يمسحها بكمّه، ثمّ خرج فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة. فقيل للمتوكّل: إنّ ابن عمّك ـ أي الإمام(عليه السلام) ـ يفعل بالسباع ما رأيت، فافعل بها ما فعل ابن عمّك! قال: أنتم تريدون قتلي، ثمّ أمرهم ألاّ يتكلّموا بذلك.
من وصاياه(عليه السلام)
1ـ قال(عليه السلام): «من جمع لك ودّه ورأيه، فاجمع له طاعتك».
2ـ قال(عليه السلام): «من هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه».
3ـ قال(عليه السلام): «الدنيا سوق، ربح فيها قوم وخسر فيها آخرون».
4ـ قال(عليه السلام): «من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه»
5ـ قال(عليه السلام): «الهزل فكاهة السفهاء وصناعة الجهّال».
من احاديث الامام الهادي عليه السلام :-
1- قالَ (ع) لِبعضِ مواليهِ :عاتِبْ فُلانا وقلْ لَهُ : إنَّ الله إذا ارادَ بعَبدٍ خيراً إذا عوتِبَ قَبِلَ.
2- وكان المتوكلُ نذرَ ان بمالٍ كثيرٍ إنْ عافاه الله منْ علَّتهِ ، فلّما عُوفيَ سألَ العُلماء عنْ حدِّ المال الكثير فاختلفوا ولم يصيبوا المعنى ، فسألَ ابا الحسنِ (ع) عنْ ذلك ، فقال (ع) : يتصدّقُ بثمانينَ دِرهماً ، فسألَ عنْ عِلَّة ذلكَ ؟ فقال : إنَّ اللهَ قالَ لنبيِّهِ (ص) :( لقد نصركمُ اللهُ في مواطنَ كثيرةٍ ( فَعددنا مواطنَ رسولِ الله (ص) فبلغت ثمانين موطناً وسماّها اللهُ كثيرة ، فسرَّ المتوكلُ بذلك وتصدَّقَ بثمانين درهماً .
3- وقالَ (ع) : إنَّ للهِ بقاعاً يُحِبُّ اَنْ يُدعى فيها فيستجيبَ لِمَنْ دعاهُ والحَيْرُ منها .
4- وقالَ (ع) : مَن اتقى اللهَ يُتَّقى ، ومَنْ اطاعَ اللهَ يُطاع ، ومنْ اطاع الخالقَ لمْ يُبالِ سَخَطَ المخلوقينَ ، ومنْ اَسْخَطَ الخالقَ فَلْيَيْقَنْ اَنْ يَحِلَّ بهِ سَخَطَ المخلوقين.
5- وقالَ (ع) : إنَّ اللهَ لا يوصَفُ إلاّ بما وصفَ بِهِ نَفْسَهُ ؛ وَاَنَّى يوصَفُ الذي تعجِزُ الحواسُّ اَنْ تدرِكَهُ ، والاوهامُ اَنْ تنالَهُ ، والخَطَراتُ اَنْ تَحُدَّهُ ، والبصارُ عَنِ الإحاطة بهِ ؛ نأى في قُرْبِهِ ، وَقَرُبَ في نأيهِ ، كَيَّفَ الكيفَ بِغيرِ اَنْ يُقالَ : كَيْفَ ، وأَيَّنَ الأيْنَ بِلا أنْ يُقالَ : أينَ . هوَ مُنْقَطعُ الكيفية والاينيَّة ، الواحدُ الاحدُ ، جَلَّ جلالهُ وتَقدستْ اَسماؤهُ.
6- وقالَ الحسنُ بنُ مسعودٍ : دخلت على اَبي الحسن عليِّ بنِ محمد وقد نُكِبَتْ إصبعي ، وتلقّاني راكبٌ وصدمَ كِتفي ودخلْتُ في زحمةٍ فخَرَّقوا عَليَّ بعْضَ ثيابي ، فقلت : كفانيَ اللهُ شرَّكَ منْ يومٍ فما اَيشمكَ .
فقال (ع) لي:يا حسن هذا وانتَ تغشانا ترمي بذنبك مَنْ لا ذنْبَ له ، قالَ الحسنُ : فاَثابَ إليَّ عَقلي وتبيَّنتُ خطأي ، فقلْتُ : يا مولاي اََستغفرُ اللهَ ، فقالَ : يا حسن ما ذنب الايامِ حتى صرتم تتشئمون بها إذا جُزيتُمْ باَعمالكم فيها ، قالَ الحسنُ : اَنا اَستغفرُ اللهَ اَبداً وهيَ توبتي يا ابن رسولِ الله ؟ قالَ (ع) : واللهِ ما ينفعكم ولكنَّ اللهَ يُعاقِبُكُمْ بذمِّها على ما لا ذنمَّ عليها فيه ، اَما علمت يا حَسَنُ اَنَّ الله هوَ المُثيبُ والمعاقب والمجازي بالاعمال عاجلاً وآجلاً ؟ قُلْتُ : بلى يا مولايَ ، قالَ (ع) لا تَعْدُ ولا تجعلْ للايام صُنْعاً في حُكمِ اللهِ ، قالَ الحسنُ : بلى ؛ يامولاي .
7- وقالَ (ع) : منْ اَمِنَ مكْرَ اللهِ واَليمَ اَخذِهِ تَكبَّرَ حتى يَحِلَّ به قضاؤهُ ونافذُ اَمْرِهِ ، ومنْ كانَ على بيِّنةٍ منْ ربِّهِ هانتْ عليهِ مصائبُ الدُّنيا ولوْ قُرِضَ ونُشِرَ .
8- وقالَ داودُ الصَّرميُّ : اَمرني سيِّدي بحوائجَ كثيرةٍ فقال (ع) لي : قُلْ كيفَ تقولُ . فَلَمْ اَحفظْ مِثلَ ما قالَ لي ، فَمدَّ الدَّواةَ وكتبَ : بسم الله الرحمان الرحيم اَذْكُرُهُ إنْ شاء الله والامرُ بيدِ اللهِ ، فتبسمتُ ، فقالَ (ع) : ما لكَ ؟ قُلْتُ : خيرٌ ، فقالَ : اَخبرني ؟ قُلْتُ : جُعلتُ فداكَ ذكرْتُ حديثاً حدَّثني بهِ رجلٌ منْ اَصحابنا عنْ جَدِّكَ الرِّضا (ع) إذا امرَ بحاجةٍ كتبَ بسمِ اللهِ الرحمان الرحيم اَذكُرُ إنْ شاء اللهُ ، فتَبسمتُ، فقالَ (ع) لي : يا داود ولو قُلْتُ : إنَّ تارك التسميةِ كتارك الصلاة لكنتُ صادقاً .
9- وقال (ع) يوماً : إنَّ اَكْلِ البطيخِ يورثُ الجُذامَ ، فقيلَ له : اَليسَ قدْ اَمِنَ المؤمنُ إذا اَتى عليهِ اَربعون سنة من الجنون والجذامِ والبرصَ ؟ قالَ (ع) : نَعَمْ ؛ ولكن إذا خالفَ المؤمن ما اُمِرَ بهِ ممَّنْ آمنهُ لَمْ يامنْ اَنْ تُصيبهُ عقُوبةُ الخلاف .
10- وقالَ (ع) : الشاكرُ اَسعدُ بالشكرِ منهُ بالنعمةِ التي اَوجبتِ الشُّكْرَ ، لانَّ النِّعَمَ مَتاعٌ ، والشُكرَ نِعَمٌ وعقبى
11- وقالَ (ع) : إنَّ اللهَ جعلَ الدنيا دارَ بلوى والآخرةَ دارَ عُقبى ، وجعلَ بلوى الدُّنيا لِثواب الآخرة سبباً وثوابَ الآخرة منْ بلوى الدنيا عِوَضاً .
12- وقالَ (ع) : إنّ الظالمَ الحالِمَ يكادُ اَنْ يُعفى على ظُلْمِهِ بِحلمِهِ ، وإنَّ المُحِقَّ السفيهَ يكاد اَنْ يُطفيءَ نور حَقِّهِ بسفْهِهِ.
13- وقال(ع) : منْ جمع لمَ وُدَّهُ ورأيهُ فأجمع لهُ طاعتكَ.
14- وقالَ (ع): منْهانت عليهِ نَفسهُ فلا تأمنْ شَرَّهُ .
15- وقالَ(ع): الدُّنيا سُوقٌ ، ربحَ فيها قومٌ وخسِرَ آخرونَ.
16- وقالَ(ع):لا تعْدُ ولاتجعلْ للاياّمِ صُنْعاً في حُكْمِ الله.(تحف العقول ص 483)
17- وقالَ(ع):لوْ قُلْتُ إنَّ تاركَ التقيَّة كتاركِ الصلاة لَكُنْتُ صادقاً . (تحف العقول ص 483)
18- وقالَ(ع):الحَسَدُ ماحقُ الحسنات ، والزَّهوُ جالبُ المَقْتِ ، والعُجْبُ صارفٌ عن طلبِ العلمِ داعٌ الي الغمْطِ والبُخْلِ اَذَمُّ الاخلاق والطمَعُ سَجيةٌ سيِّئة.( مسند الامام الهادي ص302 )
19- وقالَ(ع) لرجلٍ وقداكثر من افراط الثناء عليهِ : إقْبِلْ على شأنكَ ، فإنّ كثرة المَلَقِ يهجُمُ على الظِّنةِ وإذا حَللتَ منْ اخيكَ في محلِّ الثقةِ ، فاعدلْ عَنِ الملقِ إلى حُسْنِ النِّيَّةِ .(مسند الامام الهادي ص 302)
20- وقالَ(ع):إذا كان زمانُ العدلِ فيهِ اَغلبَ منَ الجَوْرِ فحرامٌ اَنْ يظُنَّ باَحدٍ سُوءٍ حتى يعلَمَ ذلك منه ، وإذا كانَ الجوْرُ اَغلبَ فيهِ منَ العدلِ فليسَ لاَحدٍ اَنْ يظُنَّ باَحدٍ خيراً ما لم يعْلَمْ ذلكَ منهُ .( مسند الامام الهادي ص304)
21- وقالَ(ع): خيرٌ من الخيرِ فاعلهُ ، واَجملُ من الجميلِ قائلهُ ، واَرجحُ منَ العِلْمِ حاملهُ وَشرٌ من الشرِّ جالِبُهُ ، وَاَهولُ منَ الهَوْلِ راكبُهُ.(مسندالامام الهادي ص304)
22- وقالَ(ع):لاتطلُبِ الصَّفا ممَّنْ كَدَرْتَ عليهِ ، ولا الفاُ لِمنْ غدَرْتَ بهِ ، ولا النُّصْحَ ممَّنْ صرَفْتَ سُوءَ ظَنِّكِ إليهِ ، فإنَّما قلْبُ غَيْرِكَ كقًلْبِكَ لهُ.( مسند الامام الهادي ص305)
23- وقالَ(ع):اَلْقوا النِّعَمَ بِحُسْنِ مُجاوَرَتِها والتمسوا الزيادة فيها بالشُكرِ عليها ، واعلموا اَنَّ النَّفسَ اَقْبَلُ شيءٍ لِما اَعْطَيْتَ وَاَمنَعُ شيءٍ لِما مَنَعْتَ . ( مسند الامام الهادي ص305
24- وقالَ(ع):الغَضَبُ على مَنْ تَملِكُ لؤمٌ .(مسند الامام الهادي ص 304)
26- وقالَ(ع):العقوقُ ثَكْلُ منْ لَمْ يَثْكَلْ.(مسند الامام الهادي ص 304)
27- وقالَ(ع):إنَّ الرَّجُلَ لَيَكونَ قدْ بَقيَ منْ اَجَلِهِ ثلاثون سنةً فيكونُ وُصُولاً لِقرابتهِ وُصُولاً لِرَحِمِهِ ، فيجعَلُها اللهُ ثلاثةً وثلاثينَ سنةً ، وَإنَّهُ ليكونَ قدْ بقيَ منْاَجَلِهِ ثلاثٌ وثلاثون سنة فيكونُ عاقّاً لِقرابتهِ قاطِعاً لِرَحِمِهِ ، فيجْعَلُها اللهُ ثلاثَ سِنينَ.(مُسند الامام الهادي ص303)
28- وقالَ(ع):العقوقُ يُعَقِّبُ القِلَّةَ ويؤدي إلى الذِّلَّةِ .(مسند الامام الهادي ص303)
29- وقالَ(ع):اَلمُصيبةُ للصّابرواحدةٌ وللجازعِِ إثنان.( مُسند الامام الهادي ص304)
30- وقالَ(ع):الناسُ في الدنيا بالاموال وفي الآخرةِ بالاعمال. (مسند الامام الهادي ص 304)
31- وقالَ(ع):الهَزْلُ فَكاهةُ السُّفهاءِ وصَناعةُ الجُهّالِ. (مسند الامام الهادي ص304)
32- وقالَ(ع):اُذكُرْ مصْرَعَكَ بينَ يديْ اَهلِكَ ، ولا طبيبٌ يمنَعُكَ ولا حبيبٌ ينفعكَ. (مسند الامام الهادي ص 304)
33- وقالَ(ع):اَلْمِراءُ يُفْسِدُ الصِّداقةَ القديمةَ ويُحلِّلُ العُقْدَةَ الوثيقةَ وَاَقلُّ مافيهِ اَنْ تكونَ فيهِ المُغالبةُ اُسُّ اَسبابِ القطيعة.(مسند الامام الهادي ص 304)
34- وقالَ(ع):اَلْحِكمةُ لا تنجعُ في الطِّباعِ الفاسدة. (مستد الامام الهادي ص304)
35- وقالَ(ع):اَلسَّهَرُ اَلَذُّ للمَنامِ والجوعُ يَزيدُ في طيبِ الطعام .( مسند الامام الهادي ص 304)
36- وقالَ(ع):راكبُ اُلحَرونِ اَسيرُ نَفسهِ ، والجاهلُ اَسيرُ لِسانهِ .( مسند الامام الهادي ص 304)
37- وقالَ(ع):اُذْكُرْ حَسَراتِ التَّفريطِ بِاَخْذِ تقديمِ الحَزْمِ.( مسند الامام الهادي ص 304)
38- وقالَ(ع):العِتابُ مِفتاحُ الثِّقالِ ، والعتابُ خيرٌ منَ الحقدِ.( مسند الامام الهادي ص304)
39- وقالَ(ع):المقاديرُ تريكَ ما لا يخطُرُ ببالِكَ.( مسند الامام الهادي ص 303)
40- وقالَ(ع):منْ رَضِيَ عنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السّاخِطون عليهِ.( مسند الامام الهادي ص 303)
41- وقالَ(ع):الفَقْرُ شُرَّهُ النَّفسِ وشِدةُ القنوط.( بحار ج 78ص368)
42- وقالَ(ع):لوْ سلكَ النّسُ وادياً شُعَباً لَسَلَكْتُ واديَ رجُلٍ عَبَدَ اللهَ وحدَهُ خالِصاً.(بحار ج78ص245)
43- وقالَ(ع):منْ تركَ اللّحْمَ اَربعينَ صباحاً ساءَ خُلْقُهُ ومن اكل اللحمَ اَربعينَ صباحاً ساءَ خُلْقُهُ.( بحار ج 56ص326)
44- وقالَ(ع):لم يَزَلِ اللهُ وَحْدَهُ لا شيءٌ معهُ ، ثُمَّ خَلَقَ الاشياءَ بَديعاً واختارَ لِنَفْسِهِ اَحسنَ الاسماء.(بحارج57 ص83)
خصائص الامام (عليه السلام) الذاتيّة
الامام الهادي (ع) أحد أئمّة أهل البيت (ع) الّذين ورثوا أباً عن جد عن رسول الله (ص) الايمان والعلم والخلق والتقوى ، لذا ترك رسول الله (ص) فيهم وصيّته الخالدة :
«إنِّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا» .
وقال (ص) : « نحن أهل بيت لا يُقاس بنا أحد » .
لقد كان الامام عليّ الهادي (ع) قدوة في الأخلاق والزُّهد والعبادة ، ومواجهة الظلم ورفض الظالمين ، ومناراً للعلم والعمل والالتزام ، لذا فقد وصفه العلماء ورجال السياسة وأصحاب السير بما يستحق من صفات العلم والفضل والأدب ، قال أبو عبدالله الجنيد : (والله لهو خير أهل الأرض ، وأفضل من برأه الله تعالى ـ في عصره ـ ) .
ولوضوح شخصيّة الامام (ع) وجلاء عظمتها ، فإن ذلك لم يستطع إخفاءه حتّى أعداء الامام من أعوان السلطان ، الّذين هجموا على الامام ليلاً ، كما تحدّثنا عن ذلك كتب التاريخ :
(فهاجموا داره فلم يجدوا فيها شيئاً ، ووجدوه في بيت مغلق عليه ، وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصى ، وهو متوجِّه إلى الله تعالى يتلو آياً من القرآن) .
(وعلى هذا الحال حُمل إلى المتوكّل العبّاسي ، وأدخل عليه ، وكان المتوكّل في مجلس شراب ، وبيده كأس الخمر ، فناول الامام الهادي (ع) ، فردّ الامام :والله ما خامر لحمي ولا دمي قط ، فاعفني، فأعفاه ، فقال له : أنشدني شعراً ، فقال عليّ : أنا قليل الرواية للشعر ، فقال: لابدّ، فأنشده :
اُكِباتوا على قُلَلِ الأجْبال تَحْرِسُهُم *** غُلَبُ الرِّجالِ فما أغنَتْهمُ القُلَلُ
وَاستُنْزِلوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعاقِلِهمْ *** واُسْكِنوا حُفَراً يا بِئْسَ ما نَزَلوا
ناداهُمُ صارِخٌ مِنْ بَعْدِ دَفْنِهُمُ *** أينَ الأساوِرُ والتيجانُ والحُلَلُ
أينَ الوُجوه الّتي كانتْ مُنَعَّمَةً *** مِنْ دُونِها تُضرَبُ الأسْتارُ وَالكُلَلُ
فأفْصَحَ القَبْرُ عَنْهُمْ حينَ ساءَلَهُمْ *** تِلك الوجوه عليها الدُّودُ يَقتَتِلُ
قَدْ طالَ ما أكَلُوا دَهْراً وما شَرِبوا *** فأصْبَحُوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قَدْلوُا
فبكى المتوكّل حتّى بلّت لحيتَه دموعُه ، وبكى الحاضرون) .
إنّ الناظر المتأمِّل في هذه الوثائق التاريخيّة ، يستطيع أن يعرف مقام الامام الهادي (ع) وعبادته وورعه ، وتعلّق الناس به ، واحترام الجميع له ، فهو على كل حال ملازم للعبادة ، حليف للقرآن ، معرض عن الدُّنيا ، يعرف ذلك منه خاصّة الناس وعامّتهم ، ويشهد به أحباؤه وخصومه .
[FLASH="http://www.dorar-aliraq.net/ext/uploader/fileup/1307276717.swf"]width=0height=0[/FLASH]
عظم الله لنا ولكم الاجر