خارطة مسيرالسبايا من الكوفة إلى الشام
بعد مقتل الحسين (ع) أمر عمر بن سعد أن يُجَّهز القتلى من معسكره ثم صلَّى عليهم وثمَّ دفنهم ثم رحلوا وتركوا جسد الحسين (ع) ومن قُتل من أصحابه وأهل بيته دون تجهيز ودفن وظلَّ الجسد الطاهر ومن كان معه في صحراء كربلاء وهم أشلاء وبلا رؤوس يوماً أو أكثر على اختلاف الروايات حتى قيَّض الله لهم من يدفنهم.
أمر عبد الله بن زياد بحبس عائلة الحسين (ع) وفيهم الإمام السجاد (ع) وأمر بأن يُضيَّق عليهم في الحبس فحُبسوا في سجن وطُبِّق عليهم كما في عبارة الشيخ الصدوق.
ثم بعث ابن زياد إلى يزيد يستفتيه في شأن الرؤوس وعائلة الحسين (ع) فجاءه الجواب بأن يحملهم إلى الشام.
ذكر الطبري في تاريخه أن عبيد الله أمر بنساء الحسين (ع) وصبيانه فجِّهزن وأمر بعلي بن الحسين (ع) فغُلَّ بغلٍّ إلى عنقه ثم سرَّح بهم مع محفِّز بن ثعلبة العائذي ومع شمر بن ذي الجوشن فانطلقا بهم حتى قدموا على يزيد...)
وهذه خارطة تبين مسير سبايا أهل البيت (ع) من الكوفة إلى الشام ...
باب الساعات
اسم أحد أبواب دمشق الذي أُدخل منه سبايا أهل البيت ومعهم رأس الحسين ، في حين كان الناس مبتهجين ويقرعون الطبول ويرقصون فرحاً. وهو أحد الأبواب الشرقية لمدينة دمشق وينتهي إليه طريق حلب والكوفة. فحينما وصل سبايا أهل البيت إلى هذا الباب -باب الساعات(يرى البعض أن سبب هذه التسمية هو وجود ساعة خاصة فوقه.)- توقفت القافلة عنده لعدة ساعات بسبب شدة الازدحام إضافة إلى الاستعراض الذي كان يقوم به الجيش الأموي، ولذا أطلق الشيعة على هذا الباب اسم باب الساعات، ويسمى هذا الباب حاليا باسم (باب توما)، ولا زالت بعض آثار البوابة باقية إلى اليوم ويقع باب توما في الوقت الحاضر في محلّة يسكنها المسيحيون بمدينة دمشق. وتبدو أكثر قذارة وتخلفا من سائر أحياء المدينة.
جامع دمشق
هو المسجد الجامع أو المسجد الأموي في دمشق. وهو من أكبر المساجد في البلدان الإسلامية. وبناؤه العظيم (كان في السابق كنيسة) يعود إلى عهود قديمة قبل الإسلام. في داخله منبر يقال أنه يقع في نفس موضع المنبر الذي ارتقاه الإمام السجاد في بلاط الأمويين، وأورد خطبته المشهورة في مجلس يزيد. وفي موضع آخر من المسجد قبّة صغيرة تقوم على أربعة أعمدة تعرف بمقام زين العابدين، ويقال: أنّ هذا المكان هو الموضع الذي يستريح فيه الإمام السجاد . ويقع إلى جانب المنبر المذكور في القسم الشرقي من هذا المسجد "مقام رأس الحسين" وهو مزار الشيعة.
خربة الشام
بعد الخطبة التي ألقتها زينب وفضحت فيها يزيد وقلبت الأوضاع ضدّه، اضطر لوضع أهل البيت في خرابة لا سقف لها، ومكثوا فيها ثلاثة أيّام ينوحون ويلطمون على الحسين .
وفي هذا الموضع رأت رقيّة طفلة الإمام الحسين أباها في المنام فاستيقظت وطلبت رؤية أبيها فجاؤوها برأسه، ولمّا رأت ذلك المشهد فارقت روحها جسدها السلام (لم ترد هذه القضية في المصادر الأولى رغم ما لها من شهرة)، ودُفنت هناك حيث جعلوا لها ضريحاً فيما بعد. (هذه القضية موضع شكّ وترديد عند المحققين).
دارالإمارة
ويراد بها مقر الحاكم أو الأمير، وكانت تقام في أغلب المدن التي يوجد بها أمير أو وال إلى جانب المسجد، لكي لا تكون بعيدة عن موضع إقامة الصلاة وإلقاء الخطب، وفي الكوفة كانوا يطلقون على مقر إقامة ابن زياد، اسم دار الإمارة، أما الاجتماعات العامة فتقام في المسجد الجامع، وبعد مقتل الإمام الحسين جيء بسبايا أهل البيت إلى هذا الموضع في الكوفة، وجرى فيه ذلك الكلام بين ابن زياد والعترة الطاهرة.
تعتبر بناية دار الإمارة في الكوفة هي أقدم بناية حكومية شيدت في الإسلام. بناها سعد بن أبي وقاص: "وقد اندثرت معالمها كما اندثرت جميع معالم الكوفة ما عدا الجامع. وقد اهتمت مديرية الآثار العامة في العراق بالتعرف عليه فكشفت في مواسم مختلفة أسسه. وقد أظهرت نتائج الحفريات التي أجريت عليه أنه يتألف من سور خارجي يضم أربعة جدران تقريبا طولها 170 مترا ومعدل سمكها 4 أمتار، وتدعم كل ضلع من الخارج ستة أبراج نصف دائرية باستثناء الضلع الشمالي حيث يدعمها برجان فقط والمسافة 60/24 متر وارتفاعها حوالي 20 مترا أن البناء المحكم والهندسي لهذا القصر جعله محمي من كل غزو خارجي.
وتقع إلى جانب أبوابه الرئيسية غرف أعدت للسجن منه مطابخ القصر.
ديرالراهب (دير ترسا)
اسم لموضع في أرض الشام مرّ به سبايا أهل البيت، وكانت رؤوس الشهداء برفقة القافلة. وفي الطريق نزلوا في موضع يقال له "قنّسيرين" وعنده دير يتعبد فيه راهب، ولما وقع نظر الراهب وهو في صومعته على رأس الإمام الحسين رأى نورا يصعد منه إلى السماء.
فأعطى لحامل الرأس عشرة آلاف درهم ليبقي عنده الرأس تلك الليلة. وفي تلك الليلة رأى الراهب من تلك الرأس عجائب وكرامات أسلم على أثرها.ويقع هذا الدير حاليا على الطريق بين سوريا ولبنان، فوق مرتفع يشرف على الطريق.
سوق الشام
سوق كان في مدينة دمشق قرب المسجد الجامع فيها، وبقاياه يسمى اليوم بـ"سوق الحميدية". ومن المشهور أن ابن زياد ساق عيال سيد الشهداء من بعد واقعة كربلاء كسبايا وسيّرهم من الكوفة إلى الشام. وأمر يزيد بإضاءة وتزيين بلاد الشام، وأن يطاف بعائلة الإمام الحسين في الأزقة والأسواق. ومن جملة الأماكن التي سير فيها السبايا هو سوق الشام الذي احتشدت على جانبيه جموع غفيرة من الناس للتفرّج على سبايا آل الرسول .
يصل طول هذا السوق اليوم إلى خمسمائة متر وعرضه عشرة أمتار، ويتألف من طابقين، ويعود تأريخ بنائه إلى العهد العثماني. ويبتدئ سوق الشام من شارع عريض يقع إلى الغرب منه وينتهي بساحة تقع مقابل المسجد الأموي... والمسافة الفاصلة بين آخر عمود إلى الساحة المقابلة للباب الغربي للمسجد الأموي تقارب 30 مترا، ويبدو أن سبايا بيت العصمة والنبوة قد دخلوا المسجد من هذا الباب
للأمانة منقول