الشيخ رضا الحمداني



كانت بدايات المآتم الحسينيّة وما يُذكر فيها من أمور مأساوية جرت في كربلاء تحقّق أمرين ؛ تفريغ زخم اللوعة والألم الموجود في نفوس أهل البيت (عليهم السّلام) وشيعتهم ، ونشر الظلامة الحسينيّة وشحن النفوس على أثرها بالنقمة على أعداء الحسين (عليه السّلام) .

وهنا تحوّل إلى دور رسالي رائد ؛ ولهذا أصرّ أهل البيت (عليهم السّلام) على عقد المجالس بما يُستطاع ، فإنّه من جهة كانت تصنع الفرد الرسالي وتربيه ، وكانت أيضاً تهدف هدم صروح الظلم بالوسيلة المتيسّرة .

ومع أنّ هناك مَنْ ينتقد التعاطي مع الرثاء وجانب المصيبة في المجلس ، إلاّ أنّه لا بدّ من التعادل في الأمر ، فلا يصحّ التخلّي عنه من جهة ، كما إنّه لا ينبغي الإغراق فيه من جهة أخرى ، وإنّما نمسك العصا من وسطها فنقف بين المصرّين عليها وعلى توسعتها ، وبين المطالبين بحذفها والاستغناء عنها .

ويُقترح أن يتمّ التركيز على الشعر القريض والمنتقى ، والذي يتميّز بأداء حار ومستوى مرتفع ، بل حتّى في الشعر الدارج والعامي يوجد ما

هو عالي المضامين ، وجيد السبك ، وفيه ما هو هابط ، فليُنتخب ما هو في مستوى إعلاء شأن صاحب النهضة وأصحابه ونسائه .