إن من السمات البارزة في حركة الحسين (عليه السلام) هو حمله لهموم الأمة، وإلا فلو كان همه الوحيد التقرب الفردي إلى الله تعالى، فإن روضة جده المصطفي (صل الله عليه وآله الطيبين الطاهرين) كانت له نعم الصومعة، ليعكف على عبادة فردية إلى آخر عمره المبارك.. ومن المعلوم أن السلطة الحاكمة آنذاك لم تكن تتأثر بهذه الحركة، بل قد تشجعه عليه، لتأمن من هذه الوجود الذي كان يمثل قمة الامتداد لخط أهل البيت (عليه السلام).. ولكنه الحسين (عليه السلام) الذي لا يرى اثنينية بين العبادة في الخلوات، والجهاد في الجلوات، وهو تربية علي (عليه السلام)، حيث يقول عن خاصة أولياء الله تعالى طالبا منه تحقيق هذه الأمنية: (فناجيته سرا، وعمل لك جهرا).