أكد باحثون في معهد الأبحاث العلمية الفرنسي، لأول مرة في التاريخ ، أن سرعة الضوء ليست واحدة ، بل هي تتغير تحت تأثير الحقل الكهرومغناطيسي بحسب اتجاهها. وقام العلماء بقياس الفرق بين سرعة انتشار الضوء في اتجاهين متعاكسين لتأكيد هذه النظرية. وتفتح هذه النتائج الدقيقة جداً المجال واسعاً أمام الباحثين الذين يسعون إلى تطوير النموذج الذي يصف التفاعلات بين الجزيئات، وينتظر أن تسمح هذه الدراسة التي نشرت منتصف مايو في المجلة العلمية فيزيكال ريفيو لينرز،
باستعمال هذه النتائج في تطبيقات جديدة في مجال الضوء. وينتشر الضوء في الفراغ المطلق بسرعة ثابتة تساوي 299792458 متراً في الثانية، وكان العلماء يعتقدون أنه ينتقل بالسرعة ذاتها في كل الاتجاهات، إلى أن تم الإنجاز الأخير، فعكس ما هو معروف، توجد بعض الحالات الخاصة التي لم يتم التحقق منها، خصوصاً عند وجود حقل كهربائي أو حقل مغناطيسي.
واحد على مليار
هذه الحالات لم تتنبأ بها النظريات العلمية منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، رغم أن عدداً من العلماء لاحظوها في الفراغ، ولكن لم يتم التحقق منها تجريبياً لصعوبة تحقيق ذلك في المختبرت، ولكن اليوم، سمح التطور التكنولوجي بكشف هذه التأثيرات على الضوء، حيث استعمل الباحثون للتحقق من فرضية تغير سرعة الضوء غاز الأزوت والحقل الكهرومغناطيسي. لملاحظة العملية صمم باحثون من المعهد الفرنسي للأبحاث العلمية وجامعة بول ساباتبييه جهازاً خاصاً يسمح بانتقال الأشعة الضوئية عبر مغناطيس وأقطاب كهربائية تسمح بإنتاج حقل كهرومغناطيسي كثيف أكبر بـ 20 ألف مرة من الحقل الكهرومغناطيسي الموجود على الأرض. حاول الباحثون من خلال هذا الجهاز إثبات أن الضوء لا ينتشر بالسرعة نفسها في الاتجاه وعكسه ، وأيضاً في محيط فيه غاز وحقل كهرومغناطيسي. يصل الفرق في سرعة الضوء في مثل هذه الظروف إلى 1 على مليار متر في الثانية ، وهو فرق صغير جداً ولكنه تأكد نظرياً وتسبب فيه الحقل المغناطيسي والكهربائي. تفتح هذه النتائج آفاقاً كبيرة ، حيث إنها تسمح من جهة بدفع الدراسات التي تهتم بقياس تباين انتشار الضوء من خلال رفع حساسية جهاز القياس، مما سيساعد على تطوير النموذج المرجعي الذي يفسر ويشرح اليوم التفاعلات بين الجزيئات، كما تسمح من جهة أخرى بقياس تباين انتشار الضوء في وجود حقل كهرومغناطيسي.