سَأَلَتني وقَد رَجَعتُ إِلَيها .. وعلى مَفرِقي غُبارُ السِنينا
أَيُّ شَيءٍ وَجَدتَ في الأَرضِ بَعدي .. قُلتُ إِنّي وَجَدتُ ماءً وَطينا
جَمَعَ الحُسنَ والدَمامَةَ والإِقدامَ .. والخَوفَ والنُهى والجُنونا
والرَجاءَ الَّذي يَصيرُ بهِ لفُدفُدُ .. رَوضاً وَشَوكُهُ نِسرينا
والقُنوطَ الَّذي يُعَرّي مِنَ الأَوراقِ .. في نَشوَةِ الرَبيعِ الغُصونا
وَوَجَدتُ الهَوى كَما كانَ قِدماً .. ثِقَةً تارَةً وَطَوراً ظُنونا
وشَباباً سَكرانَ مِن خَمرَةِ الوَهمِ .. يَخالُ المُحالَ أَمراً يَقينا
فَإِذا شاخَتِ الرُأى وتَلاشَت .. وَصَحا باتَ جَزمُهُ تَخمينا
لا يَزالُ الإيمانُ نَوعاً مِنَ الرَهبَةِ وَالحُسنُ لِلغُرورِ خَدينا
لا يَزالُ الغَنِيُّ يَختالُ في الأَرضِ .. وَإِن كانَ جاهِلاً مَأفونا
كُلُّ مَن قَد لَقيتُ مِثلُكِ يا نَفسي .. في ما تُبدينَ أَو تُخفينا
فَاِنظُري مَرَّةً إِلَيكِ مَلِيّاً .. تُبصِري الأَوَّلينَ وَالآخَرينا
( ايليا ابو ماضي )