يانفس من بعد الحسين هوني ... وبعده ما كنتي ولا تكوني ..........................................
الانسان يتكون من جسد .. ونفس .... وروح .... الجسد مادي ارضي ومن طبيعته ان يكتفي بابسط الاشياء .. مثلآ اذا عطش عطشآ شديدآ فانه يكتفي بكوب او كوبين من الماء .... واذا جاع فانه بعض لوقيمات تسد جوعه وبعدها لا يستطيع ان ياكل شيئآ .... طبيعة الجسد البشري محدوده .... وذات نطاق ضيق ....
اما النفس فانها من عالم آخر عالم الغيب .. وبما انه عالم الغيب عالم غير محدود ... فالنفس طلباتها ورغباتها غير محدوده ... وكل ما تعطى من عالم الماده شيء فانه صغير بالنسبه اليها ولا يسد حاجتها وتطلب اكثر واكثر ولا تكتفي لان عالمها واسع ... لذلك فان طبيعة النفس البشريه غير محدوده .... وذات نطاق واسع ...
اما الروح فانها من عالم الامر ولا يعرف كنها او طبيعتها الا الله ( جل جلاله ) ...
هنا انا جعلت الروح شيء والنفس شيء اخر بمعنى فصلت بينهما .. لان بعضهم جعلها واحده .... المهم .... قول العباس لاخيه الحسين _ عليه السلام _ ( يانفس من بعد الحسين هوني ) ... ماذا خاطب العباس .. هل خاطب جسد الحسين _ عليه السلام _ ( رغم طهارة الجسد الشريف ) . طبعآ لا لان الجسد مادي ولا يرى فيه الا الطهاره .... هل خاطب نفس الحسين (عليه السلام ) طبعآ لا ( رغم طهارة نفس الحسين (عليه السلام وتزكيتها ) الموقف اعظم من ذلك لانه قال ( وبعده لا كنتي ولا تكوني ) وهذا امر ( لاكنتي ) عند اهل المعرفه له كلام طويل .. وبذلك فانه لايخاطب النفس .... اذآ خاطب العباس روح الحسين (عليه السلام ) وبما ان الروح هي من عالم الامر .. يعني ألآهيه .. ماذا برأيك يخاطب .. انه يخاطب الامر ألآهي ( لا اريد ان اتعمق اكثر ) .. الشريعه ألآهيه .. الدين ألآلهي الحنيف ... يخاطب روح طاهره مطهره تمثل الجانب ألآلهي في الارض .. ماذا قال عابس ( حب الحسين اجنني ) . ما هذا الحب الذي كان يراه في الحسين وما كانت تمثل روح الحسين في تلك اللحظات ..
الحب الآلهي الذي من خلال الحسين (عليه السلام ) يصل اليه .. الحسين الطريق الاقرب والاسرع للوصول للحب الآهي والقرب الآلهي ... فلنكن ممن يتخذ الحسين (عليه السلام ) طريقآ للحب الآلهي والقرب الآلهي ... ماذا كان يمثل الحسين (عليه السلام ) في تلك اللحظه القارىء اللبيب يعرف ذلك .. ما هذا العشق .. ما هذا الفداء . ما هذه التضحيه ... كيف صنعت تلك الملحمه البطوليه .. هناك امر خفي لايلحظه ويراه الا شله قليله من اثنان وسبعون مؤمن امتحن الله قلوبهم بالايمان ... والدليل على ذلك لم يخاطب العباس اخيه الحسين ( الا بسيدي ومولاي ) ... طيلت فترت المسير من المدينه الى مكه وصولآ الى كربلاء ... فقط خاطبه باخي الا في اللحظه التي سقط فيها العباس صريعآ في ساحة المعركه . ( ادركن ياخي يا حسين ) ... بعد ان اكمل المهمه الآلهيه وشعر بانه اطاع الله ورسوله وامامه .. رجع ليرى جسد الحسين(عليه السلام ) ونفس الحسين (عليه السلام ) فخاطبه بياخي ....
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اصحاب الحسين .....
والحمد لله رب العالمين...