العلماء ينتجون لحما صناعيا في المختبر
تنمية اللحم ليست فكرة جديدة ففي عام 1932 قال ونستون تشرشل ان الانسان سيتخلى عن الاسلوب السخيف الحالي بتنمية دجاجة كاملة من اجل اكل الصدر او الجناح ليقوم بتنمية هذه الاجزاء بصورة مستقلة في ظروف ملائمة.
والان، وبعد تأخير 30 عاما عن الموعد الذي قال به تشرشل بدأ العلماء فعلا بتنمية عضلات قابلة للاكل في المختبر، فيما يُسمى زراعة اللحم، وتبعا لما يقوله رائد زراعة اللحم الدكتور فلاديمير مايرونوف، فان الناس عند سماعهم لتعابير كهذه يتجهون بافكارهم الى تكنولوجيا هندسة الجينات لكن الواقع غير ذلك، اذ اننا لا نتعامل مطلقا مع مادة الوراثة هذه، وانما نقوم بعملية انتاج صناعي للطعام تماما مثل صناعة الخبز او اللبن، وبالطبع فان هذا لا يعني امكانية اجراء تعديل في مادة الوراثة اذا اردنا تحسين نوعية اللحم المنتج باكسابه صفات معينة لا توجد عادة في اللحم الطبيعي، ويقول ان التكنولوجيا المستخدمة في هذا المجال تماثل عملية النمو الطبيعي للكائن الحي، لكن دون الاضطرار لتنمية بقية اجزاء الجسم.
في تكنولوجيا زراعة اللحم يستخلص العلماء خلايا جذعية من حيوان حي ويحفزونها لان تنقسم وتنمو الى عضلات، وبالنسبة لما يقوم به مايرونوف الذي يعمل في جامعة ميديكال ساوث كارولينا في تشارلستون/ الولايات المتحدة، فانه استخلص الخلايا الجذعية هذه من الديك الرومي، واطلق على اللحم الذي انتجه الاسم Charlem اختصارا من لحم تشارلستون المهندس.
ولانتاج عضلات تماثل الحقيقية من الخلايا الجذعية، تتم تنمية هذه الخلايا على سقالات مع تعريضها لمؤثرات شد بما في ذلك توجيه صدمات كهربائية للنسيج المتكون بمعدل 10 فولت كل ثانية، ليأخذ النسيج النامي شكل العضلة وقدرتها على الانقباض والانبساط، وبالطبع يتم كل ذلك في ظروف بيئية ملائمة، بما في ذلك درجة الحرارة والبيئة المعقمة مع توفير الاكسجين والحموض الامينية والاملاح المعدنية والسكر.
ويقول العلماء انهم توصلوا الى انتاج رقاقات لحم بسمك 1ر0 – 3ر0 ملم، وانهم يعملون لتنمية شبكة اوعية دموية فيها لتأمين نقل مستمر للغذاء الى جميع الخلايا، ويقولون ان الانتاج التجاري لهذا اللحم يتطلب بالطبع مصانع كبيرة وكلفة عالية، وانهم سيبدأون بانتاج لحم للهمبرغر والنقانق مع امكانية اضافة أي مواد مرغوبة في اثناء زراعة اللحم ليكون اكثر قيمة غذائية وشهيا اكثر ومن ذلك مركبات اوميغا-3 ودهون غير مشبعة، بما يعني امكانية تناول هذا اللحم من قبل جميع الناس بشهية مع المحافظة على صحتهم ورشاقتهم.
ويشار في هذا الاطار الى ان جمعيات الرفق بالحيوان رحبت بانتاج اللحم الصناعي حتى ان جمعية حقوق الحيوان الاميركية PETA خصصت جائزة مقدارها مليون دولار لاول عالم يوفر لحما صناعيا للبيع في الولايات المتحدة بحلول 30 حزيران 2012م وبالرغم من ان احتمال فوز أي عالم بهذه الجائزة شبه معدوم بسبب الموعد المحدد الا ان العلماء يقولون انه في غضون 20 سنة سيكون اللحم الصناعي هو الشائع في الاسواق العالمية.
السؤال الي خطر في بالي ,, شرعا شنو حكم هذا اللحم هل جائز اكله ام محرم؟؟؟ وهل حكمة حكم اللحم العادي؟؟
تحياتي