السجود على الأرض !والديانات الأخرى ايزابيل بنيامين ماما اشوري
السجود على الأرض !
السيماء والسمة والختم. علامات مُنجية من نار الآتون العظيم بئر إبليس .
قد يستهين الانسان بالتراب ، ولكنه العنصر الأهم في عملية الخلق بعد الماء . وأصل التراب من الماء بعد أن مخضه الرب مخض السقاء حتى عب عبابه ورمى بالزبد ركامه فخلق السماوات والأرض ثمّ جمع سبحانه من حزن الأرض و سهلها ، و عذبها و سبخها ، تربة سنّها بالماء حتّى خلصت . و لاطها بالبلّة حتّى لزبت . فجبل منها صورة ذات أحناء و وصول ، و أعضاء و فصول : أجمدها حتّى استمسكت و أصلدها حتّى صلصلت لوقت معدود ، و أمد معلوم ، ثمّ نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها ، و فكر يتصرّف بها ، و جوارح يختدمها ، و أدوات يقلّبها ثم أمر الملائكة أن تسجد للأديم الذي خلق منه الإنسان فاستكبر إبليس من السجود على التراب وقال : انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين . فافترق الخلق منذ ذلك اليوم صنفين . قسم اذعن طائعا وسجد لله خانعا . وصنف متكبر متجبر لم يُطع الرب الله واستمر هذا الخط على عناده ويستمر إلى يوم الدين وعلامته أنه لا يسجد على التراب ولا يحمل ختم الرب.
فمن أسباب طرد ابليس من الجنة أن الرب أمره ان يسجد على بقايا التراب الذي خلق منه آدم . فاستكبر ان يسجد على التراب فأصابته اللعنة ، واستمر خط ابليس معاندا فكان من علامة أتباع إبليس انهم لايُباشرون التراب بجباههم ولا يسجدون على الأرض يترفعون عن ذلك ويجعلون حائلا بينهم وبينها وهي امهم الرؤوم التي حملتهم في بطنها اطوارا ويدخلونها زوارا .ولذلك عندما امر الرب اليهود ان يسجدوا على التراب ويطلبوا ان يحط عنهم ربهم ذنوبهم استنكفوا فأصابتهم اللعنة . وكذلك من المسلمين هناك امة كبيرة منهم لا تسجد على التراب بل تضع بينها وبين التراب انواع الأفرشة الثمينة من بسط وسجّاد فتسجد عليها وهي من متاع الدنيا الذي حُرم السجود عليه لأنه إما مأكول او ملبوس .وهذا ايضا استكبارا واشارة غير حميدة لهذه الفئة من المسلمين.
ففي الكتاب المقدس نرى التوراة وهي اقدم كتاب ديني موجود تذكر أن السجود على الأرض هو الاتضاع والخضوع للرب الله كما في سفر يشوع بن سيراخ 40: 3 ((من الجالس على العرش في المجد الى المتضع على التراب والرماد)) فقد كانوا لشدة تواضعهم لرب الأرباب انهم يسجدون على التراب والرماد . لابل أن المؤمنين لم يكونوا يسجدوا على التراب فحسب بل يحثون التراب قبل الصلاة على رؤوسهم كما في سفر المكابيين الأول 11: 71 ((وحثا التراب على راسه وصلى))
وبيّن كذلك بأن السجود يكون لله وحده كما في سفر نحميا 9: 6 ((أنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ))
ثم بيّن بعد ذلك أن كل من في الأرض هم المعنيون بالسجود فقال في سفر طوبيا 13: 13 ((جميع شعوب الارض لك يسجدون))
وقال في سفر المزامير 72: 11 ((وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ))
ثم بيّن أن السجود لا يكون إلا بوضع الوجوه على الأرض فقال في سفر إشعياء 49: 7 ((بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ)) سفر يشوع بن سيراخ 50: 19 ((ويخرون على وجوههم الى الارض ساجدين لربهم القدير لله العلي)) وهذا النص نفسه موجود في القرآن المقدس في سورة الإسراء .
وفي الإنجيل أيضا قال في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 25 ((وَهكَذَا يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ وَيَسْجُدُ للهِ))
ثم بيّن أن السجود يكون على التراب فقال في سفر المزامير 22: 29 ((وَسَجَدَ كُلُّ سَمِينِي الأَرْضِ. قُدَّامَهُ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ))
فمن الذي التزم بالسجود على التراب ؟
اليهود لايزال الكثير من منهم يسجدون . بعضهم يسجد على التراب وخالفت امة عظيمة منهم تسجد أيضا على البسط والسجاد. والمسيحية فقد اضاعت دربها فلا سجود ولا صلاة سوى اشارة تُرسم امام تمثال يسوع أو امساك الصليب وترديد صلاة الأبانا . واما المسلمون فجميعهم يسجدون ، ولكن فئة قليلة منهم تسجد على التراب ، وفئة عظيمة تسجد على السجاد والبسط والثوب .
ولكن ما فائدة السجود على الأرض دينيا فأنا هنا لا أناقش الفوائد الصحية للسجود على التراب .
لعله من ابرز فوائد السجود على الأرض هو أن الأرض تترك علامة على جبين المصلين تشهد لهم بأنهم كانوا يسجدون عليها ويُعانق جبينهم التراب فتكون سيماء التواضع والخشوع والامتثال لأمر رب العالمين الذي خلقهم فتواضعوا بأن سجدوا على الأصل الذي خلقهم الرب منه وبما أن التوراة والانجيل اجمعت على أن السجود على الأرض والتراب هو الأصل فقد ذكر القرآن ذلك وبين بأن علامة هؤلاء المؤمنين تكون في جباههم فقال في سورة الفتح آية 29 : ((تراهم ركعا سجدا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل)) فشهد الرب الله بأن هؤلاء أيضا مذكورين في التوراة والانجيل . فماذا يقول الكتاب المقدس عنهم ؟
قال الكتاب المقدس بأن الله وضع هذه العلامة على جباه الساجدين له ليعرف من هم خاصته الذين اطاعوه بالسجود له في الحياة الدنيا لكي يُكرمهم في الآخرة فيُدخلهم الجنة فقال في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 19 ((وَلكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هذَا الْخَتْمُ يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ)).
وقد قال القرآن المقدس بأن كل من لم يسجد على الأرض في الدنيا تواضعا لله فإنه لا يستطيع السجود يوم القيامة فيبقى واقفا . فيتخطف زبانية النار كل واقف ويرمون به في بئر الهاوية ويفرز الرب المؤمنين بأن يقعوا على الأرض ساجدين فتكون هذه هي العلامة .فقال القرآن في سورة القلم آية 42 : ((يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون)) كشف الساق أي نُشمّر ونجد في حسابهم ولا نكسل وندعوهم للسجود كعلامة بين الرب وبين عباده الحقيقيين الغير مزيفين فكل من كان لا يسجد على الأرض ويضع حائلا من فراش او سجاد . سوف يعجز عن السجود يوم القيامة فيكون مصيره النار. ودليل هذا اتفاق الكتاب المقدس مع القرآن على ذلك فيقول في سفر دانيال 3: 6 ((ــ يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون ــ وَمَنْ لاَ يَخِرُّ وَيَسْجُدُ، فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ يُلْقَى فِي وَسَطِ أَتُّونِ نَارٍ مُتَّقِدَةٍ))
فعلى جدار الميزة أو السراط أو الأعراف منطقة ما بين الجنة والنار هناك من يُشخّص هؤلاء فيسحبهم ويلقي بهم في آتون النار المشتعلة لأنهم استكبروا عن السجود للرب على الأرض . فلم يقبل هؤلاء بهم ويعرفونهم لأن السمة ليست على جباههم فيقول في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: 4 ((وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ))
ثم تستعرض الكتب المقدسة مصير هؤلاء المستكبرين الممتنعين عن السجود على الأرض لله الرب من الذين لايمتلكون السمة أو علامة السجود في جباههم أو ختم الرب فتقول الكتب المقدسة : ((((لاغوينهم اجمعين إلا عبادك منهم المخلصين إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وأن جهنم لموعدهم أجمعين. فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ فَفَتَحَ بِئْرَ الْهَاوِيَةِ فَصَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ كَدُخَانِ أَتُونٍ عَظِيمٍ وَقِيلَ لَهُ أَنْ لاَ يَضُرّ إِلاَّ النَّاسَ فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ)) (1) فالذين لا يحملون ختم الله على جباههم ولا يوجد سيماء على جباههم من اثر السجود هؤلاء سوف يُلقون في بئر الهاوية الآتون العظيم الذي يتضايق من دخانه ورائحته اهل النار جميعا.
سفر حزقيال 27: 30 ((وَيَصْرُخُونَ بِمَرَارَةٍ، وَيُذَرُّونَ تُرَابًا فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ،ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا)) . النبأ 40
بعض المصادر ـــــــــــــــ
1- سورة الحجر آية 39 ـ 40 و سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 9: 9 .
">ايزابيل بنيامين ماما اشوري