تراث ديواني شاخص بيت (طاگ خضوري)
يقع بيت (طاگ خضوري) كما يسمونه أهل الديوانية في شارع اورزدي القديم الواقع في الصوب الثاني مقابل نهر الديوانية، يعود تاريخ بناء هذا البيت الى سنة 1932 والذي قام ببنائه أحد التجار العراقيين اليهود الذين اشتهروا بتجارة الرز (التمن العراقي)
حيث كان يسكن جزء منهم (يهود العراق) مدينة الديوانية في بدايات القرن الماضي في حي معروف لدى أهل الديوانية باسم حي الجديدة.
تغير حال بيت (طاگ خضوري) بعد انقلاب 1963 حيث حولته سلطة الانقلاب انذاك الى بناية للبلدية، ويرتبط هذا التحول بالتهجير الثاني ليهود العراق في نهاية ستينيات القرن الماضي، ثم بعدها تحول الى مصنع لـ(لدوردرمه) وهي المثلجات بالدارجة العراقية،ادارته شخصية معروفة في مدينة الديوانية يدعى أبو حسن، بعدها قام بشراءه أحد مدراء بلدية الديوانية السابقين من بيت آل اشنين والذي يعتبر من اهالي الولاية..
ويقسم أهالي الديوانية سكنة مدينتهم الى طبقتين هما ( أهل ولاية، والقادم من خارج الولاية ) يدير أهل الولاية التجارة ويحتكر القادمون من خارج الولاية أدارة المناصب الادارية والسياسية وهذا يعود الى الفرق الملموس بين الكثافة السكانية لاهالي الولاية ولخارج الولاية والصراع بين المركز والاطراف وكما تطلق عليه العلوم الاجتماعية الصراع الحضري بين الريف والمدينة لاسيما أن مدينة الديوانية يغلب عليها الطابع الريفي الزراعي.
تعود ملكية البيت في الوقت الحاضر الى الحاج مجيد أل حجي حسن والذي يشرف على أدارته أحد أولاد بناته، يمتاز بيت (طاگ خضوري) بطراز بناءه فهو بيت كبير مربع الشكل يتكون من طابقين تتوزع فيهما عدة غرف وفيه سلمين يقود الصعود من خلالهما الى غرف الطابق الاعلى، التي شغلتها مكاتب المحامين اما من الخارج فتحول جزء من بناية (طاگ خضوري) الى مقهى ومطعم وكأن هذا التحول مؤشر حقيقي على التحولات الاجتماعية التي مرت بها مدينة الديوانية منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي والى اليوم.. يضاف الى ذلك التقابل والاختلاف الاجتماعي بين النمط الاجتماعي وطريقة الحياة لسكنة الصوب الصغير كما يسمونه أهل الديوانية وسكنة الصوب الكبير، فأهالي الصوب الصغير يرتبط عملهم بوجود شارع الاطباء والفنادق الموجودة ومعسكر الجيش الذي توجد فيه الفرقة الثامنة من فرق الجيش العراقي الجديد بعد 2003،على العكس من أهالي الصوب الكبير فيقوم نشاطهم الحياتي على المحلات التجارية التي تتنوع حسب حاجات سكنة المدينة وهنا نستطيع ان نكتشف معنى التقابل والاختلاف بين الصوبين (الصغير والكبير) فهو يكمن في تقابل وظيفتين هما العمل الخدمي والتجارة ويلمس من يلاحظ هذا التقابل عدم وجود روابط اتصال بين الوظيفتين فكلما إحتاج سكنة الصوب الكبير لخدمة طبية عبروا الى الصوب الصغير وعندما يحتاج اهل الصوب الصغير لشراء الحاجيات التي يحتاجونها من مواد منزلية وملابس فردية وعائلية عبروا الى الصوب الكبير وكأن العملية برمتها تقوم على التبادل بين تقديم الخدمة في مقابل الحصول على الحاجات الاساسية.
منقول