محاورة كلامية بين معاوية و( درامية الحجون )
حج معاوية سنة من سنيه ، فسأل عن امراءة من بني كنانة كانت تنزل بالحجون ، يقال لها (( درامية الحجون )) وكانت سوداء كثيرة اللحم ، فأخبر بسلامتها ، فبعث اليها فجيئ بها**********قال : ما حالك يابنة حام ؟قالت : لست لحام ان عبتني ، أنما انا امرأة من بني كنانة ، ثمت من بني ابيك ..*****قال : صدقت ، اتدرين لم بعثت اليك ؟قالت : لايعلم الغيب الا الله ..*****قال : بعثت اليك لأسألك ، علام احببت عليا وابغضتني ، وواليته وعاديتني؟قالت : او تعفني يا امير المؤمنين ..*****قال : لااعفك ؟قالت : اما اذا ابيت ، فاني احببت عليا على عدله في الرعية ، وقسمه بالسوية . وابغضتك على قتال من هو اولى منك بالامر ، وطلبتك ما ليس لك بحق . وواليت عليا على ما عقد له رسول الله من الولاء ،وعلى حبه للمساكين ، واعظامه لأهل الدين ، وعاديتك على سفكك الدماء ، وشقك العصا وجورك في القضاء ، وحكمك بالهوى .*****قال : فلذلك انتفخ بطنك ؟قالت : ياهذا ، بهند والله يضرب المثل في ذلك لابي .*****قال : ياهذه ، اربعي ، فانا لم نقل الا خيرا ، فرجعت وسكنت .فقال : ياهذه ، هل رأيتي عليا ؟فقالت : اي والله لقد رأيته .*****قال : كيف رأيته ؟قالت : رأيته والله لم يفتنه الملك الذي فتنك ولم تشغله النعمة التي شغلتك .*****قال : هل سمعت كلامه ؟قالت : نعم والله كان يجلو القلوب من العمى كما يجلو الزيت الصدأ ..*****قال : صدقت فهل لك حاجة ؟قالت : أو تفعل اذا سألتك ؟ قال : نعم .قالت : تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها .*****قال : تصنعين بها ماذا ؟قالت : اغذو بألبانها الصغار ، واستحي بها الكبار ، واكتسب بها المكارم ، واصلح بها بين العشائر .*****قال : فأن اعطيتك ذلك ، فهل احل عندك محل علي ؟قالت : ماء ولا صداء ، ومرعى ولا سعدان ، وفتى ولا كمالك .*****قال : أما والله لو كان علي حيا ما اعطاك منها شيئا .قالت : لا والله ولا وبرة من مال المسلمين .