أمير المؤمنين
" علـــــي بن أبي طالب عليه الســــلام " ..
السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا يعسوب الدين السلام عليك يا
أبا الحسن والحسين ( عليهما السلام ) السلام عليك يا كافل اليتامى ..
آه لو عرفوا قدرك ووصلوا الى عظمة شخصيتك بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم .. آه للبئر المُعطلة التي ابتعد عنها الناس بسبب حب الدنيا .. آه ٍ
للعلم وباب مدينة علم العالم بالعلوم الالهية كيف ابتعدوا عنه .. آه لزمان الانفتاح والتطور المزعوم وفيه يجهل
الغافلون ما علي وما مكانة علي سلام الله عليك سيدي ومولاي يا أمير
المؤمنين ..وقائد الغر المُحجلين
الصديقة الشهيدة فاطمــة الزهـــراء عليها السلام
مكان ولادة السيدة فاطمة الزهراء في بيت السيدة خديجة رضي الله عنهما
أي عظمة حملها هذا العملاق والثائر العظيم حتى أبكى جميع المخلوقات واحزن القلوب العارفة، عظمة أختص بها سيد الشهداء من خالقة الذي فضله وأحبه حتى اعز وقيمة تلك الدموع النازلة من أعين العارفين فجعل ثوابها عظيما وبها ومن خلالها يميز المؤمن العارف.
وقد ورد فضل البكاء على الحسين (ع) في أحديث النبي الاعظم (ص) وأهل بيته (ع) والتي جمعنا بعضها لنتعرف من خلالها على عظمة الدموع في كربلاء..
فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: كل عين باكية يوم القيامة إلاّ عيناً بكت على مصاب الحسين، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة.
وأما الإمام علي بن الحسين فبكى على أبيه الحسين (عليهما السلام) عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين! قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، وأعلم من الله مالا تعلمون إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.
وعن الإمام الصادق (ع) عن آبائه قال: قال أبي عبد الله الحسين: أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.
وعن الإمام علي بن موسى الرضا (ع): إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب والبلاء، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فلبيك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام.
مرقد الحسين (عليه السَّلام)
يوجد، حول مرقد سيد الشهداء الحسين (عليه السَّلام) مثوى عدة أبطال من أصحابه في نفس المكان الذي سقط الإمام على الأرض من الجواد ثم قتل، يسمى اليوم، المقتل، وأخذ جثمانه الطاهر من المقتل إلى المكان الذي دفن فيه بعد ثلاثة أيام في الضريح المقدس، وبجنبه مرقد نجله علي الأكبر، ويليه قبور الشهداء الإثنين والسبعين على رواية، وفي الرواق المتصل يوجد مرقد حبيب بن مظاهر الأسدي، وفي محاذاته تقريباً من الجانب الآخر قبر أحد أحفاد الإمام وهو إبراهيم المجاب، وفي جنوب البلد الموقع المسمى اليوم بمحلة المخيم، يوجد المحل الذي أُقيم فيه مخيم الحسين حيث كان المعسكر الحسيني بأهله وعياله، والمقتل: وصفه عبد الوهاب عزام في رحلاته المطبوعة بمصر سنة 1358 هـ يقول: (وقد دخلنا المسجد فإذا هو يدوي بالقارئين الداعين فزرنا الضريح المبارك، ومنعنا جلال الموقف أن نسرح أبصارنا في جمال المكان وما يأخذ الأبصار من زينة وحلوة ورواق، وفيه سرداب يهبط فيه نحو عشر درجات إلى مكان مغطى بشبكة من الحديد يسمونه (المذبح) ويقولون إن دم الحسين (عليه السَّلام) سال فيه عندما قتل في فاجعة كربلاء. والمشاهد على مدخل السرداب باب فضي مزين لم يعد منذ عهد قريب الدخول في هذا السرداب)، والذي سمعته من المشايخ في هذا البلد أن الدرج يبلغ الأربعين، لا كما وصفه الدكتور عزام وليس اليوم بوسع أحد أن ينزل هذا السرداب.
وروى صاحب الدر الثمين في تفسير قوله تعالى: « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ» أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي والأئمة صلوات الله عليه فلقّنه جبرئيل: قل ياحميد بحقّ محمد، ياعالي بحقّ عليّ، يافاطر بحقّ فاطمة، يامحسن بحقّ الحسن والحسين ومنك الإحسان، فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه وقال: ياأخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي؟ قال جبرئيل: ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب. فقال: ياأخي وما هي؟ قال: يقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصر ولا معين، ولو تراه ياآدم وهو يقول واعطشاه واقلة ناصراه حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان فلم يجبه أحد إلاّ بالسيوف وشرب الحتوف فيذبح ذبح الشاة من قفاه وينهب رحله أعداؤه وتشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان ومعهم النسوان كذلك سبق في علم الواحد المنان، فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثكلى(4).
إن هذا اليقين المطلق عند الإمام الحسين(ع) بالانتصار المعنوي في مقارعة الظالمين وتحريك الأمة بالاتجاه الصحيح مهما حاول الطغاة سحق إرادتها هو الذي دفعه إلى التضحية ,رغم علمه انه يخسر المعركة ماديا ولكنها سيربحها معنويا لتكون دماؤه الطاهرة وأهل بيته وأصحابه منارات تنير الدرب لكل الأحرار في الأرض. وهذا ماحصل . إن الأمة التي حاول الطغاة سحق إرادتها لايمكن أن تستفيق من غفلتها والخروج من استرخائها إلا بالتضحية ,لان التضحية تمثل الوقود الدائم في مواجهة الطغاة وإعادة القيم الإلهية إلى واقع الحياة . ...
الإمام الحسين وثورته الخالدة خلود ثورة الإمام الحسين (ع) التي أطاحت بالدول ودكت عروش الظلمة وحوّلت الهزيمة في معركة غير متكافئة إلى نصر ,البعض يقول هزم الحسين ,إذا كان قد هزم في معركة حربية أو خسر قضية سياسية، فلم يعرف التاريخ هزيمة كان لها الأثر الصالح المهزومين كما كان لدى الحسين (ع) فلقد أثار مقتله ثورة ابن الزبير وخروج المختار، ولم ينقض ذلك حتى انقضى الأمر إلى ثورات أخرى إلى أن زالت الدولة الأموية بعد أن أصبحت ثارات الحسين هي الصرخة المدوية لتدك العروش وتزيل الدول،
عند رجوع الحسين عليه السلام الى الخيمه
الحسين عليه السلام يحمل بين ذراعيه ولده عبد الله الرضيع
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين و على أصحاب الحسين و على أولاد الحسين وعلى رضيع الحسين
سلام إلى الجموع الزاحفة والقلوب العارفة ...سلامُ إلى السائرين في طريق ِالحسين ع وهم يجوبون ويقطعون البراريَ والقِفار...سلامُ إلى من تحدى زؤام الموت, وعواصفَ الحقد, وغدر الشياطين. سلامُ إلى الهمم التي أستعدت, والاقدام التي سارت, والصدور التي لطمت, والوجوه التي إغبرّت والحناجر التي صرخت لبيك يا حسين لبيك يا حسين ...بأبي أنتم وأمي يا شعب الحسين ع ...يامن زحفتم راجلين بمسيرات مليونية إلى حيث الرفعة والكمال, إلى قبلة الأحرار وكعبتهم, لتجديد عهد البيعة والولاء إلى فارس كربلاء, ذلك الذي اعتلى سنام المجد ممتشقا ً سيف الرفض والإباء، سلامُ إلى ذلك الشعب المحمدي الحسيني الذي أذهل العالم بقوة إرادته, وتمسكه بعقيدته التي رسمتها له السماء ورب السماء, وتحديه للظلم والقهر والإستبداد والإرهاب.
إنها مدرسة العشق الإلهي, وذلك المُعلم الذي خرّجت مدرستهُ جيلاً بعد جيل من أُباة الضيم, تلك المدرسة التي علمت الناس كيف يختارون الموت مع العزّ وتحت ضِلال السيوف على الحياة مع الذُل والهوان.
مرقد الامام علي ابن طالب كرم الله وجهه الشريف
الحسن والحسين عليهم السلام
صور تجسد معركة الطف الاليمة
[IMG]http://tn3-2.***************/fs13/300W/f/2007/018/e/c/We_are_lost_without_you___by_Darcos.jpg[/IMG]
قصة مقتل الحسين
كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي واختلفت القصص في ذلك ، ونورد في هذه الرسالة القصة الحقيقية لمقتل الحسين - رضي الله عنه – ، ولكن قبل ذلك نذكر توطئة مهمة لا بد من معرفتها.
توطئة :
قال الحافظ ابن كثير : فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين رضي الله عنه، فانه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله التي هي أفضل بناته، وقد كان عابداً وسخيا وقد كان أبوه علي كرم الله وجهه الشريف قتل وهو يصلي صلاة الفجر
مقتل الحسين :
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر رضي الله عنهم اجمعين ، انهم لا يريدون إلا عليا وأولاده ، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب.
عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ، ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ، ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين ولم يأمره بقتل الحسين ، فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة .
فخرج مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ، وذلك في الظهيرة . فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط . وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد. فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له عبيد الله ،وهذا نص رسالته : ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة ، وكان مسلم بن عقيل قبل ذلك قد أرسل إلى الحسين أن اقدم ، فخرج الحسين من مكة يوم التروية .وقال عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني). (رواه يحيى بن معين بسند صحيح) .
وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث : أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده (لأنه يعلم أنه لا يحب قتله) أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة) أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله. (رواه ابن جرير من طريق حسن) . فقالوا: لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد. فلما سمع الحر بن يزيد ذلك (وهو أحد قادة ابن زياد) قال : ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه. فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتلهم، فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه (ابن جرير بسند حسن) .
ولا شك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد، فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد، ولكنها الكثرة ،وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنىَّ لو غيره كفاه قتل الحسين حتى لا يبتلي بدمه (رضي الله عنه)، حتى قام رجل خبيث يقال له شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً . ويقال أن شمر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم. ولا شك أنها قصة محزنة مؤلمة وفاجعة كبيرة ، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه في الدنيا والاخرة . وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان وخلود الجنان من الله ومنا الدعاء و الترضي.
من قتل مع الحسين في كربلاء:
من أولاد علي بن أبي طالب : أبو بكر – محمد – عثمان – جعفر – العباس.
من أولاد الحسين : أبو بكر – عمر – عثمان – علي الأكبر – عبد الله.
من أولاد الحسن : أبو بكر – عمر – عبد الله – القاسم.
من أولاد عقيل : جعفر – عبد الله – عبد الرحمن – عبد الله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبد الله بن جعفر : عون – محمد
وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل (رضي الله عنهم أجمعين)
يقول ابن كثير عن ذلك: ((( وذكروا أيضا في مقتل الحسين رضي الله عنه أنه ما قلب حجر يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط وأنه كسفت الشمس واحمر الأفق وسقطت حجارة ولا شك أنه يوم عظيم ....
كربلاء الشهادة
- أمهات الشهداء
كانت أمهات تسعة من شهداء كربلاء حاضرات يوم عاشوراء ورأين استشهاد أبنائهن وهم :
عبد الله بن الحسين وأُمّه رباب / عون بن عبد الله بن جعفر وأمّه زينب / القاسم بن الحسن وأمّه رملة
عبد الله بن الحسن وأمّه بنت شليل الجليلية / عبد الله بن مسلم وأمّه رقية بنت علي (ع)
محمد بن أبي سعيد بن عقيل وأمه عبده بنت عمرو بن جنادة / عبد الله بن وهب الكلبي وأمّه أُم وهب
وعلي الأكبر (وأُمّه ليلى كما وردت في بعض الأخبار ولكن هذا غير ثابت
- الشهداء غير البالغين
استشهد في كربلاء خمسة صبيان غير بالغين وهم :
عبدالله الرضيع / عبدالله بن الحسن / محمد بن أبي سعيد بن عقيل القاسم بن الحسن / وعمرو بن جنادة الانصاري
خمسة من شهداء كربلاء كانوا من أصحاب رسول الله (ص) وهم :
أنس بن حرث الكاهلي / حبيب بن مظاهر / مسلم بن عوسجة / هانئ بن عروة / وعبد الله بن بقطر العميري
- الغلامان والعبيد
استشهد بين يدي أبي عبد الله 15 غلاماً وهم :
نصر وسعد (من موالي علي عليه السلام) / مُنجِح (مولى الإمام الحسن (ع))
أسلم وقارب (من موالي الإمام الحسين (ع)) / الحرث (مولى حمزة)
جون (مولى أبي ذر) / رافع (مولى مسلم الأزدي) / سعد (مولى عمر الصيداوي)
سالم (مولى بني المدينة) / سالم (مولى العبدي) / شوذب (مولى شاكر)
شيب (مولى الحرث الجابري) / واضح (مولى الحرث السلماني)
هؤلاء الأربعة عشر استشهدوا في كربلاء أما سلمان (مولى الإمام الحسين (ع)) فقد كان قد بعثه إلى البصرة واستشهد هناك.
- الأسرى من أصحاب الإمام
أُسر اثنان من أصحاب الإمام الحسين (ع) ثم استشهدوا, وهما :
سوار بن منعم / منعم بن ثمامة الصيداوي
- استشهدوا بعد الإمام
استشهد أربعة من أصحاب الإمام الحسين (ع) من بعد استشهاده وهم :
سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف / وسويد بن أبي مطاع (وكان جريحاً)
ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل
- استشهدوا بمحضر من آبائهم
علي الأكبر / عبد الله بن الحسين / عمرو بن جنادة / عبد الله بن يزيد
مجمع بن عائذ / وعبد الرحمن بن مسعود
- خمس نساء أردن القتال
خرجت خمس نساء من خيام الإمام الحسين (ع) باتجاه العدو لغرض الهجوم أو الاحتجاج عليه وهن :
أمة مسلم بن عوسجة / أم وهب زوجة عبد الله الكلبي / أم عبد الله الكلبي / زينب الكبرى / وأم عمرو بن جنادة
- استشهاد امرأة
المرأة التي استشهدت في كربلاء هي أم وهب (زوجة عبد الله بن عمير الكلبي)
- النساء في كربلاء
زينب / أم كلثوم / فاطمة / صفية / رقية / وأم هانئ (هؤلاء الستة من بنات أمير المؤمنين)
وفاطمة وسكينة (بنتا الإمام الحسين (ع) )
ورباب / عاتكة / أم محسن بن الحسن / بنت مسلم بن عقيل / فضة النوبية
جارية الإمام الحسين / أم وهب بن عبد الله
سلام الله عليك يا أبا عبد الله!..
وهنيئا للذين كانوا تحت خدمتك, واستشهدوا في ظلالك الطاهر
معركة الطف الخالدة في كربلاء
استشهاد الامام العباس عليه السلام
العباس اخو الحسين سلام الله عليهم اجمعين
الإمام الحسين عليه السّلام يُخبر أصحابَه بالشهادة
روي عن أبي حمزة الثمالي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت عليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السّلام يقول: لمّا كان اليوم الذي استُشهد فيه أبي عليه السّلام جمعَ اهله واصحابه في ليلة ذلك اليوم : يا أهلي وشيعتي، اتخذوا هذا الليل جملاً لكم وانجوا بأنفسكم، فليس المطلوب غيري، ولو قتلوني ما فكروا فيكم، فانجوا رحمكم الله، فأنتم في حلٍّ وسعةٍ من بيعتي وعهدي الذي عاهدتموني.
فقال إخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد: والله يا سيدنا يا أبا عبدالله، لا خذلناك أبداً، والله لا قال الناس: تركوا إمامهم وكبيرهم وسيدهم وحده حتّى قُتل، ونبلو بيننا وبين الله عُذراً ولا نخليك أو نُقتل دونك!!
فقال لهم: يا قوم إني في غَدٍ اُقتلُ وتُقتَلون كُلكُم معي ولا يَبقى مِنكم واحدٌ، فقالوا: الحمدُ للهِ الذي أكرمَنا بنصرِكَ وشرّفَنَا بالقتل معك، أوَ لا ترضى أن نكون معكَ في درجتِكَ يا ابن رَسولِ اللهِ ؟
فقال عليه السّلام: جزاكم الله خيراً. ودعا لهم بخير، فأصبح وقُتل وقُتلوا معه أجمعون.
فقال له القاسم بن الحسن عليه السّلام: وأنا فيمن يُقتل ؟ فأشفق عليه، فقال له: يا بُني، كيف الموت عندك ؟ قال: يا عمّ، فيك أحلى مِنَ العسل، فقال: إي واللهِ فداك عَمُكَ، إنك لأحد من يُقتل من الرجال معي بعد أن تبلو ببلاءٍ عظيم، ويُقتل ابني عبدالله.
فقال: يا عم، ويصلون إلى النساء حتّى يُقتل عبدالله وهو رضيع ؟ فقال: فداك عمك (يُقتل ابني عبدالله إذا جفت روحه عطشاً وصرت إلى خيمنا فطلبتُ له ماءً ولبناً فلا أجد قط فأقول: ناولوني ابني لأُشربه مِنْ فيَّ) ، فيأتوني به فيضعونه على يديَّ فأحمله لأُدنيه من فيَّ فيرميه فاسقا اسمه حرملة بسهم فينحره وهو يناغي فيفيض دمه في كفي فأرفعه إلى السماء وأقول: اللهم صبراً واحتساباً فيك، فتعجلني الأسنة منهم، والنار تسعر في الخندق الذي في ظهر الخيم، فأكرُّ عليهم في أمرّ أوقاتٍ في الدنيا، فيكونُ ما يُريد الله. فبكى وبكينا وارتفع البكاءُ والصُراخ من ذراري رسول الله صلّى الله عليه وآله في الخيام ....
ما رأته زينب عليها السلام اول ما نزلت في كربلاء من معارضة الحر بن يزيد الرياحي وإجبار أخيها (عليه السلام) على النزول.
وما شاهدته من القلة في أصحاب أخيها وكثرة جيوش الأعداء .
وما شاهدته من تفرق من كان مع أخيها وذهاب الأكثر ممن تبعه حين خطبهم بخطبته المشهورة بعد ما بلغه خبر قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (رضي الله عنهما) فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً حتى لم يبق الا الذين قتلوا معه
وما كانت تشاهده من اضطراب النساء وخوفهن حين نزلوا كربلاء.
وما شاهدته من عطشها وعطش أهل بيتها عندما منعهم القوم الماء.
وما كانت تقوم به من مداراة الأطفال والنساء وهم في صراخ وعويل من العطش.
وما كانت تنظر اليه من الانكسار في وجه أخيها الحسين (عليه السلام).
وحين شاهدت إخوانها وبني إخوانها وبني عمومتها وأصحاب أخيها يبارزون ويقتل الواحد منهم تلو الواحد
وما شاهدته من مقتل ولديها.
وحين شاهدت أخاها الحسين (عليه السلام) وحيداً فريداً لا ناصر له ولامعين وقد أحاط به الأعداء من كل جانب ومكان
وحين شاهدت رأس أخيها على الرمح دامي الوجه خضيب الشيب.
وحين ازدحم القوم على رحل أخيها ومناديهم ينادي: (احرقوا خيام الظالمين).
وحين احرق القوم الخيام وفرت النساء والأطفال على وجوههم في البيداء.
ومروّرها على مصرع أخيها ورؤيتها جسده الشريف ملقى على الأرض تسفي عليه الرياح.
ولما اركبوها النياق المهزولة هي والعيال والأطفال
ومداراتها الامام زين العابدين (عليه السلام) وهو من شدة مرضه لا يطيق الركوب وقد قيدوه من تحت بطن الناقة.
وهناك مصائب أخرى من اشدّها انها كانت تنظر الى قتلة أخيها وأصحابه وهم يسرحون ويمرحون والسياط بأيديهم يضربون الأطفال والنساء وهم في غاية الشماتة بها وبأهل بيتها.
ويجدر هاهنا ان نذكر تفصيل بعض ما ورد من مصائبها (عليها السلام) قال السيد رضي الدين ابن طاووس (قدس سره):
ورد الحسين (عليه السلام) كربلاء في اليوم الثاني من المحرم فلما وصلها قال: ما اسم هذه الأرض ؟
فقيل: كربلاء.
فقال (عليه السلام): اللهم اني أعوذ بك من الكرب والبلاء
ثم قال: هذا موضع كرب وبلاء انزلوا، هاهنا محط ركابنا وسفك دمائنا وهنا محل قبورنا، بهذا حدثني جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ٌفنزلوا جميعاً ونزل الحر وأصحابه ناحية وجلس الحسين (عليه السلام) يصلح سيفه ويقول:
يا دهــــرُ اف ٌ لكَ من خليلِ *كم لكَ بالإشراقِ والأصيلِ
من صاحـــبٍ اوطالبٍ قتيل ِ*والدهر لا يقــــنع بالبديــلِ
وكــــلُ حَـــيٍ سالكٍ سبيلي * ما اقرب الوعدَ من الرحيل
وانما الأمرَ الى الجليل ِ
قال: وبكين النسوة ولطمن الخدود وشققن الجيوب وجعلت ام كلثوم تنادي: وامحمداه.. واعلياه.. وا اماه.. وا اخاه.. وا حسيناه.. واضيعتنا بعدك ابا عبد الله
قال السيد (رحمه الله): بعد ان ذكر نزول الجيوش المقاتلة للحسين(عليه السلام) مع أميرهم عمر بن سعد في كربلاء وتضييقهم على الحسين (عليه السلام) حتى نال منه العطش ومن أصحابه، قام الحسين (عليه السلام) واتكأ على قائم سيفه ونادى بأعلى صوته فقال: أنشدكم بالله هل تعرفوني قالوا: نعم انت ابن رسول الله وسبطه.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون ان جدي رسول الله ؟
قالوا: نعم
قال: أنشدكم الله هل تعلمون ان امي فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
قالوا: نعم
قال: أنشدكم الله هل تعلمون ان ابي علي بن ابي طالب
قالوا: نعم
قال: أنشدكم الله هل تعلمون ان جدتي خديجه بنت خويلد اول نساء هذه الأمة إسلاماً؟
قالوا: اللهم نعم
قل أنشدكم الله هل تعلمون ان سيد الشهداء حمزة عمي؟
قالوا: اللهم نعم
قال: أنشدكم الله هل تعلمون ان جعفر الطيار في الجنة عمي؟.
قالوا: اللهم نعم
قال: أنشدكم الله هل تعلمون ان هذا سيف رسول الله انا متقلده؟
قالوا: اللهم نعم.
قال أنشدكم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنا لابسها؟.
قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون ان علياً (عليه السلام) كان اول القوم اسلاماً وأعلمهم علماً وأعظمهم حلماً وانه ولي كل مؤمن ومؤمنة؟.
قالوا: اللهم نعم
قال: فبم تستحلون دمي وأبي الذائد على الحوض يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادر عن الماء ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة؟
قالوا: قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشاً!!
فلما خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخته زينب كلامه بكين وندبن ولطمن وارتفعت أصواتهن، فوجه (عليه السلام) إليهن أخاه العباس (عليه السلام) وعلياً ابنه وقال لهما: أسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن
وقال المفيد (طاب ثراه) في الإرشاد: قال علي بن الحسين (عليه السلام): (اني جالس في تلك العشية التي قتل ابي في صبيحتها وعندي عمتي زينب تمرضني اذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جون مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه، وأبي يقول:
يا دهــــر اف لك من خليل * كم لك بالإشراق والأصيل ِ
من صاحـــبٍ اوطالبٍ قتيلِ *والدهر لا يقــــنع بالبديــلِ
وكــــل حـــي سالك سبيلي *ما اقرب الوعد من الرحيلِ
وانما الأمر الى الجليل
فأعادها مرتين او ثلاثاً حتى فهمتها وعرفت ما أراد، فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت، وعلمت ان البلاء قد نزل، واما عمتي فانها سمعت ما سمعت وهي امرأة ومن شأن النساء الرقة والجزع فلم تملك نفسها ان وثبت تجر ثوبها وانها لحاسرة حتى انتهت اليه فقالت: واثكلاه ليت الموت اعدمني الحياة، اليوم ماتت امي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن (عليهم السلام) يا خليفة الماضي وثمال الباقي.
فنظر اليها الحسين (عليه السلام) فقال لها: يا اخية، لا يذهبن بحلمك الشيطان، وترقرقت عيناه بالدموع
فقالت: يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصاباً فذاك أقرح لقلبي واشد على نفسي، ثم بكت بكاء ً شديدا فخرت مغشياً عليها..
فقام إليها الحسين (عليه السلام) فصب على وجهها الماء وقال لها: اختاه اتقي الله وتعزي بعزاء الله، واعلمي ان أهل الأرض يموتون، أهل السماء لا يبقون، وان كل شيء هالك الا وجه الله الذي خلق الخلق بقدرته ويبعث الخلق ويعيدهم وهو فرد وحده، جدي خير مني، وأبي خير مني، وامي خير مني، وأخي خير مني، ولي ولكل مسلم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أسوة فعزاها بهذا ونحوه).
قال في اللهوف: ولما راى الحسين (عليه السلام) حرص القوم على تعجيل القتال وقلة انتفاعهم بمواعظ الفعال والمقال، قال لأخيه العباس (عليه السلام) ان استطعت ان تصرفهم عنا في هذا اليوم فافعل، لعلنا نصلي لربنا في هذه الليلة، فانه يعلم اني احب الصلاة له و تلاوة كتابه.
قال: فسألهم العباس (عليه السلام) ذلك، فتوقف عمر بن سعد وقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي: والله لو انهم من الترك والديلم وسألونا مثل ذلك لاجبناهم فكيف وهم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأجابوهم الى ذلك، فكان لهم في تلك الليلة دوي كدوي النحل من الصلاة والتلاوة.
محاورة زينب الحوراء عليها السلام مع ابن زياد واحتجاجها عليه
* فجلست زينب ابنة علي متنكرة ، فسأل عنها ، فقيل : هذه زينب ابنة علي .
فأقبل عليها وقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم !!!
فقالت : إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا .
فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟
فقالت : ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ ، هبلتك أمك يابن مراجانة .
قال الراوي : فغضب .
فقال له عمرو بن حريث : أيها الأمير إنها إمرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
فقال لها ابن زياد : لقد شف الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك !!!
فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فان كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت
ضريح السيدة زينب (ع)
خطبة السيدة زينب (ع) في الكوفة
لقد أوضحت ابنة أمير المؤمنين (عليه السلام) للناس خبث ابن زياد ولؤمه في خطبتها، بعد ان أومأت الى ذلك الجمع المتراكم فهدؤوا حتى كانّ على رؤوسهم الطير.
وليس في وسع العدد الكثير ان يسكن ذلك اللغط او يرد تلك الضوضاء لولا الهيبة الالهية والبهاء المحمدي الذي جلل عقيلة آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
فيقول الرواي: لما أومأت زينب ابنة علي (عليه السلام) الى الناس فسكنت الأنفاس والأجراس، فعندها اندفعت بخطابها مع طمأنينة نفس، وثبات جاش، وشجاعة حيدرية، فقالت (صلوات الله عليها):
(الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الاخيار، اما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر، أتبكون فلا رقأت الدمعة، ولا هدات الرنة، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم، الا وهل فيكم الا الصلف والنطف، والعجب والكذب والشنف، وملق الاماء، وغمز الأعداء او كمرعى على دمنة، او كقصة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم، وفي العذاب انتم خالدون.
أتبكون وتنتحبون، اي والله فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها ابداً، وأنى ترحضون، قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة ومدرة حجتكم، ومنار محجتكم، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم. وسيد شباب أهل الجنة الا ساء ما تزرون.
فتعساً ونكساً وبعداً لكم وسحقاً، فلقد خاب السعي، وتبت الايدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله ورسوله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
ويلكم يا أهل الكوفة، أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟
وأي كريمة له أبرزتم؟
وأي دم له سفكتم؟
وأي حرمة له انتهكتم؟
لقد جئتم شيئاً اداً، تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هدّاً!
ولقد أتيتم بها خرقاء، شوهاء كطلاع الأرض، وملء السماء، افعجبتم ان مطرت السماء دماً، ولعذاب الآخرة اخزى وهم لا ينصرون، فلا يستخفنكم المهل، فانه لا يحفزه البدار، ولا يخاف فوت الثار، وان ربكم لبالمرصاد)
فقال لها الإمام السجاد (عليه السلام): (اسكتي يا عمة، فأنت بحمد الله عالمة غير معلمة، فهمة غير مفهمة)
فقطعت (العقيلة) الكلام، فأدهشت ذلك الجمع المغمور بالتمويهات والمطامع، واحدث كلامها أيقاظا في الأفئدة ولفتة في البصائر وأخذت خطبتها من القلوب مأخذاً عظيماً وعرفوا عظيم الجناية فلا يدرون ما يصنعون!!
قول رجل مسيحي في الامام علي عليه افضل الصلاة والسلام
أن علي بن أبي طالب لم يُعرف من أكثر الناس لا في زمانه ممن صحبه وعاشره ولا بعد شهادته سواء كانوا من أعدائه أو شيعته.
فيبقى علي بن أبي طالب هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
ويبقى الإمام علي صوت العدالة الإنسانية
كما قال عنه جورج جرداق الرجل المسيحي الذي عنون موسعته في علي عليه السلام بهذا العنوان :
هو البكاء في المحراب ليلا هو الضحاك اذا اشتد الضراب
علي الدر والذهب المصفى وباقي الناس كلهم تراب
مرقد سيدنا الحسين عليه السلام
واحسيناه وإماماه
( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا )
قال الحسين عليه السلام :
لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد
إني عذت بربي وربكم أن ترجمون ، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب
أنا الحسين بن علي __ آليت أن لا أنثني
أحمي عيالات أبي __ أمضي على دين النبي
الموت أولى من ركوب العار __ والعار أولى من دخول النار
ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، ألا واني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر ، ثم انشد أبيات
فإن نُهْزم فهزامون قدماً __ وإن نهزم فغير مُهزَّمينا
وما أن طبّنا جبن ولكن __ منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا __ سيلقى الشامتون كما لقينا
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين واهله واصحابه عليهم السلام
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا )
( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )
إجتمعت في العباس كل صفات العظمة، من بأس وشجاعة وإباء ونجدة من جهة، وجمال وبهجة ووضاءة وطلاقة من جهة أخرى، ولما تطابق فيه الجمالان الخَلقي و الخلُقي، قيل فيه (قمر بني هاشم ) وقد عاش (ع) مع أبيه أمير المؤمنين (ع) أربع عشرة سنة ,وحضر معه حروبه، ولكنه لم يأذن له أبوه بالنزال فيها. وقتل مع أخــيه الحسين (ع) بكربلاء وعمره 34سنة وكان حامل لوائه .
ولقد شهدت الأمة بطولة العباس (ع) ومواقفه مع اخيه الحسين (ع) يوم الطف، واستماتته في الدفاع من اجله، حتى أن الحسين خاطبه قائلاً: (بنفسي أنت) فأقامه مقام نفسه الزكية، وهذا شرف له لم يبلغه أحد من الناس.
ويقع مرقد العباس (ع) في كربلاء المقدسة على مسافة بسيطة من قبر الحسين (ع)، ويلاحظ أن مرقده الشريف منفرد عن مرقد الحسين والشهداء، ويبعد عن مرقد الحسين (ع) اكثر من خمسين متراً. وقد اقيمت فوقه قبة من الذهب شبيهة بقبة الحسين (ع).
شهادته :
وذكر الخوارزمي، ما نصه: (ثم خرج العباس بن علي، وأمه أم البنين وهو السقا، فلم يزل يقاتل حتى قتل جماعة من القوم ثم قتل. فقال الحسين (ع): الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي.
أما المقرم فقد اورد في مقتله ذلك باسهاب وقد اتفق مع الخوارزمي على أن مصرعه (ع) كان متأخراً. وهذا نصه:
قال العباس (ع): قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين وأريد أن آخذ ثاري منهم. فأمره الحسين (ع) أن يطلب الماء للاطفال، فذهب العباس (ع) ووعظهم وحذرهم غضب الجبار فلم ينفع، فنادى بصوت عال: يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته، وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى فاسقوهم من الماء، فقد احرق الضمأ قلوبهم وهو مع ذلك يقول: دعوني أذهب إلى الروم أو الهند وأخلي لكم الحجاز والعراق. فأثّر كلام العباس (ع) في نفوس القوم حتى بكى بعضهم ولكن الشمر صاح بأعلى صوته: يابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة، الا أن تدخلوا في بيعت يزيد.
ثم انه ركب جواده وأخذ القربة، فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم وأخذ يطرد أولئك الجماهير وحده، ولواء الحمد يرفرف على رأسه، فلم تثبت له الرجال ونزل إلى الفرات مطمئناً غير مبال بذلك الجمع. ولما اغترف من الماء ليشرب تذكر عطش أخيه الحسين (ع) ومن معه فرمى الماء وقال:
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحســين وارد المنون وتشــربين بارد المعين
تالله ما هذا فعال ديني
ثم ملأ القربة وركب جواده وتوجه نحو المخيم فقطع عليه الطريق وجعل يضرب حتى أكثر القتل فيهم وكشفهم عن الطريق وهو يقول:
لا ارهب المـوت إذا الموت رقى حتـى أوارى في المصاليت لقى
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقى إني أنا العبـاس أغدو بالسقــا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى
فكمن له زيد بن الرقاد الجهني من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه فبراها فقال (ع):
والله إن قطعتـم يمينـي إني أحامي أبدا عن ديني
وعن إمام صادق اليقين سبط النبي الطاهر الأمين
فلم يعبأ بيمينه بعد أن كان همه إيصال الماء إلى أطفال الحسين وعياله، ولكن الحكيم بن الطفيل الطائي كمن له من وراء نخلة، فلما مرّ به ضربه على شماله فقطعها فقال:
يا نفس لا تخشي من الكفار وابشري برحمـة الجبـار
مع النبي السيـد المختـار مع جملة السادات والأطهار
قد قطّعوا ببغيـهم يساري فأصلهـم يا رب حرّ النـار
وتكاثروا عليه وأتته السهام كالمطر فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها، وسهم أصاب صدره وضربه رجل بالعمود على رأسه ففلق هامته، وسقط على الأرض ينادي: عليك مني السلام أبا عبد الله. فأتاه الحسين وقد استشهد.
لم يبق الحسين (ع) بعد أبي الفضل الا هيكلاً شاخصاً معرىً عن لوازم الحياة وقد أعرب سلام الله عليه عن هذه الحال بقوله: الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي.
لوحة قديمة اثرية تجسد معركة الطف الخالدة
لاتنسوني في الدعاء