وفقا للديك "مايك" فإن فقدان الرأس ليس بالخطورة التي يعتقدها البعض، إذ تمكن هو من العيش أربع سنوات دون رأس وأصبح بذلك أشهر حيوان على وجه الأرض.
فقد مايك رأسه في العاشر من أيلول (سبتمبر) من عام 1945 بعد أن قطعه مالكه، لويد أولسن من فرويتا بكولورادو، عندما أراد طبخه لوجبة العشاء. وخلال عملية الذبح قطع أولسن الرأس دون المساس بالمناطق الحيوية للديك، فأصبح مايك بدون رأس ولكنه على قيد الحياة. فانفطر قلب المالك على ديكه وقرر الاعتناء به ومعالجته لبقية حياته، وكان يطعمه عن طريق الحقن حتى زاد وزنه واسترجع قواه.
شعر الديك "مايك" بالضياع في الفترات الأولى من علاجه، ولكنه سرعان ما تعود على حياته الجديدة ومارس حياته بشكل طبيعي وكأن شيئاً لم يكن.
لمعرفة سر عدم نفوق الديك عند ذبحه، اتجه أولسن بالحيوان إلى جامعة ولاية يوتاه حيث اندهش العلماء لمظهر الديك فاقد الرأس، وبعد فحصه اكتشفوا أن تجلطاً في الدم منع مايك من النزيف حتى الموت.
ولحسن حظه لم يفقد الديك أذنه اليسرى وجزءاً كبيراً من دماغه وكانت هذه الأجزاء كافية لتبقيه على قيد الحياة.
ويرى العلماء أن ردود الفعل عند الدجاج تكمن في جذع الدماغ وهذا ما يفسر قدرة "مايك" على الغناء والصياح رغم إعاقته.
وسرعان ما اشتهر الديك ذو الخمسة أشهر ونصف، ولقب بـ "الديك ذو الرأس المقطوع".
كما جال البلاد لتقديم عروض يظهر فيها وهو يتجول بدون رأس أمام حشد من الجمهور مقابل 25 سنتا للشخص الواحد. وكان مالك مايك يجني 4500 دولار في الشهر من وراء تلك العروض.
ووصل سعر الديك المعجزة إلى 10 آلاف دولار أميركي، فضلا عن الأموال التي كان يجنيها من وراء المقابلات الصحفية مع أشهر المجلات.
عندما وصل الديك إلى أوج الشهرة، توفي في غرفة فندق بعدما عجز أولسن عن العثور على القطارة التي يستخدمها لمسح مريء مايك المفتوح.
وبعد وفاة النجم، ادعى اولسن انه باع الديك، مما فتح المجال أمام الإشاعات التي تردد أن "مايك" لا يزال يقدم عروضاً في مختلف أنحاء البلاد.
قصة "مايك" وأولسن ألهمت أشخاص آخرين، بقطع رؤوس الدجاجات في محاولة لإعادة معجزة الرأس المقطوع. بعض الدجاجات تمكنت من العيش فعلا بعد قطع رأسها ولكن لفترة قصيرة.
قصة مايك هي فريدة من نوعها، ولذلك تم الحفاظ على جثته في مؤسسة بمسقط رأسه، كما يتم الاحتفال به سنويا في بلدته خلال يوم "مايك.. الديك ذو الرأس المقطوع"، إذ يحتفل الجمهور بهذا اليوم من خلال الانخراط في الأنشطة الترفيهية المختلفة مثل سباق الدجاج المقطوع الرأس"، وحرب البيض"، و"قرعة الدجاج"، حيث يختار الدجاج بأنفسهم الأرقام عن طريق النقر عليها".
كما خصص للمهرجان موقعا إلكترونياً، يسرد تاريخ "مايك" ويعرض ملابس للبيع تحمل صوره ومعلومات عن المهرجان ومعرض للصور وغيرها.