بسم الله الرحمن الرحيم
في كيفية وصول الآلام الى النفوس الشريره بعد مفارقة اجسادها :
وتكون من جنود ابليس وحزب الشياطين !!!!
ان الانسان العاقل , اذا سمع اوامر الشرع ونواهيه ووعيده وزواجره ,, ثم لم ياتمر بحدوده ولم ينقد لاحكامه ,, او سمع العلوم الحكميه ,, فلم يقم بواجبها ,, ثم اهمل امر نفسه واعرض عن النظر في مصالحها بعد مفارقتها الجسد ,, بل جعل اكثر عنايته في اصلاح شان هذا الجسد واهتمامه في تربيته ,, واشتغل الليل والنهار بما يصلح الجسد من االماكولات والمشروبات واللبس والمركب والمسكن وجمع المال والاثاث وزينة الدنيا ,, واستغرق في الشهوات الجسمانيه ,, وغاص في اللذات ,, لايفكر في غيرها ولا يهمه سواها ,, وتمنى الخلود في الدنيا ,, مع انه على يقين بانه لا يترك ها هنا ,, وافنى عمره كله ساهيآ ولاهيآ الى الممات ,,
ثم جاءته سكرة الموت بالحق التي هي مفارقة النفس الجسد على كره منها واجبار منها ,, وتلك شربه لابد من شربها لكل من دخل في عالم االاجساد ,, وبقيت عند ذلك نفسه بلا جسد وقد سلبت آلات الحواس التي كانت تنال بها اللذات الجسمانيه وقد اعتادتها على طول حياتها في الدنيا ,, فانطبع في همتها النزول اليها ,, ولا وصول لها الا بهذا الجسد واعضائه ,, وقد منعت ذلك لكون مثلها عند ذلك كمثل من سلت عيناه ,, وصمت اذناه ,, وشلت يداه ,, وقطعت رجلاه,, وخرس لسانه ,, وشد منخراه ,, وعمي قلبه ,, وفارقته احبابه ,, وجفاه اصدقاؤه ,, وتركه اخوانه ,, وهجره جيرانه ,,, وظفر به اعداؤه ,, وشمت به حساده ,, وما بقي معه الا الروح في الجسد معذبآ ,,
فلا هو حي يلذ بالعيش ,, ولا ميت يستريح من العذاب كما قال الله تعالى { لا يموت فيها ولا يحيا } ,, فتبقى تلك النفوس عند ذلك تائهه هائمه بهمومها في طلب ما قد فاتها بما اعتادته من لذات هذه المحسوسات ,, وقد منعت الوصول اليها والعود,, فعند ذلك تتمنى وتقول بهمتها ... ياليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ... ياليتني كنت تراب ... فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ؟؟
ثم يقول الله سبحانه { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } فعند ذلك تبقى بحسرتها وندامتها متالمه بذاتها ,, معذبه من سوء عاداتها ,,, عمياء في جهالاتها ,, سائحه في قعر الاجسام المدلهمه ,, هائمه هاويه في عالم الكون والفساد مع ابناء جنسها من الامم الخاليه اخوان الشياطين وجنود ابليس اجمعين ,, كما ذكر الله تعالى { كلما دخلت امه لعنت اختها } الى اخر الايه .. وهم متعلقون بابناء جنسها من النفوس المتجسده بالوسوسه لها الى ما في طباعها من شهوات اللذات المحسوسات ,, ضالين مضلين في جهنم خالدين ,, كما ذكر الله تعالى { فكبكبوا فيها هم والغاوون } ..وذلك هو العقاب والعذاب الاليم والجزاء للنفوس الشريره الجاهله والغافله عن الحقائق والعلوم الشرعيه ... والحمد لله رب العالمين —