يحتفل اليوم ابناء شعبنا المندائين بعيد البرونايا او عيد الخليقة و يسمى البنجة ( اي رقم بنج بلكردي) فنقدم لهم التهنئة بمناسبة عيدهم هذا فشاركوني اخواني بتهنئة ابناء هذه الطائفة الوفية و المسالمة لهذا العراق ... و احب بهذه المناسبة ان اقدم لكم معلومات عن هذا العيد المندائي
البنجة: هي ذكرى الايام التي بلغ بها الخلق تمامه
بعد ان تكلم الخالق ونطق بصوته ومن كلماته وصوته صنعت السماوات وانبعثت الحيات وظهرت للوجود, وبعد ما ظهرت الارض في الوجود بما امتلأت به من حيوان ونبات, ظهر على مسرح العمل الانسان الاول آدم الذي هو تاج كل اعمال الخالق والذي لاجله اعدت الارض وأعطي له السلطان على كل ما وقع عليه نظره
وقال الله في (الكنزا ربا):"أباثر اد اتنفد رقيها وأباثر اد اتمسيت آرا أباثر اد أثا شامش واباثر اد سر إتكلي كلبي لبغراد اد آدم" (بعد ان مدت السماء
,وبعد ان تصلبت الارض وبعد ان اشرقت الشمس وبعد ان بزغ القمر, خلق آدم).
هذه هي الايام الخمسة الكبيسة البيضاء (برونايا), ايام الخليقة او (البنجة), فيها يقام اكبر عيد تعميد, تتطابق فيه مع يوم العيد الصغير السابق لها وتاتي بعد دخول تسعة اشهر من بداية السنة المندائية لتعلن ولادة الخليقة بامر الخالق العظيم, ويحتفل سكان السماء وسكان الارض بذكرى هذا الحدث العظيم, ويكرس كل يوم من الايام الخمسة لكائن نوراني حيث تفتح ابواب عالم الانوار في (البرونيا) نهارا و ليلا, وهذا يمكن اقامة المراسيم والصلوات في الليل ايضا, اذ لا يمكن اقامة المراسم والصلوات في الليل ايضا, اذ لا يمكن اقامة اية صلوات بعد غروب الشمس في سائر ايام السنة الاخرى.
و(البرونايا) احتفال ديني اكثر مما هي عيد وفيها يقدم المندائييون من اماكن اورشليم و اريحا و حران و طيب و ماثا و بغداد أو المهجر الى كهانهم للتعميد بقدر ما تسمح لهم ضروفهم
ويشاركون في اللوفاني في الذكرى (دخرانا) من اجل المتحررين من اجسادهم و يرسم (يطرس) الكاهن المندا في اليوم الاخير من هذا العيد,
اما الانفس الغير مرتاحة التي تعود لأولئك الذين تلكؤا في الطريق الى عالم الانوار بسبب من تحررهم تحررا غير طاهر اي في مبطل مثلا او بدون اجرء مراسم دفن و لباس ديني (قماشي), فيمثلون بمن ينوب عنهم في احتفالات(هاود اد مانيا) حيث يرتدي هؤلاء الملابس الدينية و يتعمدون, وبهذا يساعدون تلك الأنفس على الصعود في طريقها خلال المطهر (مطراثا). وفي ايام البنجة يجب على كل مؤمن حقيقي ان يرتدي الملابس البيضاء
عيد الخمسة ايام او عيد البرية, تدعى ايام هذا العيد بايام الذكرى وهي ذكرى الايام التي بلغ بها الخلق تمامه, وهي ايام مضيئة لانها تمثل فجر الحياة المكتمل. .وفي اللغة المندائية يسمى هذا العيد بعيد (براونايا) والذي يعرف بالعامية بعيد البنجة (البنجة كلمة فارسية وتعني الرقم خمسة نسبة الى عدد ايام العيد) وهو عيد برودة الارض واكتمال نضوجها بعد ان كانت كتلة ملتهبة بعد انفصالها عن الشمس وتكوين مخلوقات الدنيا على سطحها , ويتمثل العيد باكتمال النبتة التي تاتي بثمارها في فصل الخريف وباكتمال الجنين في رحم الام.
وبحسب اعتقاد المندائيين ان ايام البنجة انزلت في السنة الزمنية التي عددها 365 يوما وربع اليوم ومن عمر البشرية والكائنات الحية الاخرى ونسبة الى التقويم المندائي لا توجد سنة كبيسة فيها لذا فإن من ياتي من الارواح الشريرة الى عالم النور دون ان تعترضها الارواح الشريرة لتعطيلها , ولا حسابيقام لها لان الله اختار انتقالها الى عالم النور بهذه الايام لطهارتها.
وعند قدوم عيد البنجة يؤجل المندائيين سفرهم قبل عدة ايام اذا كانوا عازمين على السفر ويلتحق باهله من كان بعيدا ليكون معهم في هذه المناسبة .
وعند قدوم عيد البنجة يقوم المندائييون بارسال الاواني النحاسية الى الصفارين لكي تطلى من جديد وذلك احتراما الى هذا العيد الكبير كي تصبح جميع الاواني جديدة وكان طلي القدور جزأ من تقاليد المندائييون حتى زمن قريب اذ كان يشترط طهي الطعام بأواني جديدة أو مطلية من جديد على الاقل.
ويعتبر المندائييون بان ايام البنجة الخمسة تمثل الخلق العظيم الاول (البداية) وهي كيوم واحد, اي ليس هناك فرق فيها ما بين الليل والنهار من حيث العبادة وممارسة الطقوس الدينية, وانها ايم نور لمن يتوفى فيها لذلك فإنها مناسبة مهمة جدا, حيث ورد في كتابنا المقدس "الف وتريسار شيالا" النص الاتي : أنها ايام (الاحتفال بالذكرى) ايام النور والإشراق, لا ظلام فيها ولا مكان له, الخمسة ايام هي كيوم واحد, لا يقسمها الليل.
وحسب ما تطرقنا سابقا, ان المندلئييون ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر حيث منهم من يصطبغ ومنهم من يعمل اللوفاني على ارواح الموتى من اقاربهم ومن يسرع لعمل القماشي لذويه الذين توفوا دون ارتداء الحلة النورانية(كاملة) وقت الوفاة ومنهم "الشوليا" (المرشح للكهانة) يحتفل بطراسة المندي لغرض استخدامه في ختام طراسته ومنهم من ينتظر طراسة المندي لغرض إجراء (أو طلب إجراء) طقوس المسخثا لأحد موتاه.
لذا فإننا نرى طابع الحب والتسامح وعمل الخير وطلب النظافة والابتعاد عن النجاسة والخطيئة ونبذها يسيطر على المندائيين جميعا في هذه الايام المقدسة..
ايام البنجة طبقا للتقويم المندائي تقع بعد شهر أيلول المندائي (شمبلتا) وقبل شهر تشرين (قينا) لذلك فان هذه الايام الخمسة لا تحتسب ضمن التقويم ولكنها تدخل فقط في احتساب الاسم المندائي (الملواشة) للطفل الذي يولد في هذه الايام وعلى هذا الاساس فان نصف هذه الايام يضاف على شهر شمبلتا وأما النصف الاخر فيضاف على شهر قينا. وحيث ان شهر قينا هو الشهر التاسع طبقا للتقويم المندائي لذلك فإن المندائييون يعتقدون ايضا بان هذه المناسبة تمثل على المستوى الدنيوي "اكتمال الجنين في رحم الام.
ظهرت هذه المناسبة طبقا للمعلومات المتوفرة من خلال الدراسات والابحاث ان المصريين القدماء منذ اكثر من سبعة الاف سنة كانوا يحتفلون احتفالا كبيرا بولادة الالهة ولمدة خمسة ايام. وفي بلاد الرافدين فقد ظهر احتفال مطابق قبل اربعة الاف سنة مع ما يمارسه المندائييون في الوقت الحاضر من طقوس في عيد البنجة