غرفة النوم هي أهم جزء في المنزل حيث يجد فيها كلا الزوجين الراحة والاسترخاء بالإضافة إلى قضاء أهم اللحظات التي تضفى السعادة والحنان والحب على الحياة بينهم. لذلك فإن أفضل أساس لغرفة النوم هو البساطة والقليل من الأغراض حتى لا تتحول إلى ما يشبه المخزن المزدحم وهو ما لا يريح الأعصاب.. كما يفضل أن تكون مدهونة بألوان هادئة تروق لصاحبها.. يفضل أن يكون الأبيض هو الأساس على أن تكسر برودته بإكسسوارات بألوان دافئة.
إذا كان البيت هو مملكة الإنسان، فإن غرفة نومه هي واحته وملاذه. فهذه الغرفة ليست للنوم وحده، بل يمكن أن تكون أيضا للتأمل والخلود للراحة بعيدا عن الجلبة والعيون في الوقت ذاته. لكن للحصول على هذه الأمور لا بد من تهيئة الغرفة حتى تتوافر فيها كل عناصر الراحة.
القليل أفضل: تقول مهندسة الديكور الألمانية نيكول مالوف "في الواقع.. يستطيع أي شخص فعل ما يحلو له في شقته، لكن في غرفة النوم.. تضيع أحلام السلام والدعة بسرعة". فالغرفة عندما تزدحم بقطع الأثاث التي تفقد كل مقومات الراحة. وبعكس الغرف الأخرى، ينبغي أن تقل قطع الأثاث في غرفة النوم قدر المستطاع، وأن تحتوي على ما قل ودل فحسب. فكلما كانت بسيطة كان المشهد هادئا ومشجعا على النوم. تقول نيكول إنه يمكنك الاكتفاء بحشية فراش بسيطة ومنضدة صغيرة بجوار الفراش.
ويوافقها الرأي المصمم والمؤلف البريطاني تيرينس كونران، مؤكدا أنه "ينبغي أن تضع أقل عدد ممكن من القطع فيها. ففي الغرفة الهادئة المفتوحة يمكنك إراحة حواسك والاسترخاء استعدادا ليوم جديد بشكل أسهل عما إذا كنت تنام في بيئة مزدحمة بأشياء غير أساسية"، حسب ما ورد بصحيفة "الشرق الأوسط".
عندما تكون المساحات صغيرة وثمينة لدرجة تستدعي استغلال كل متر مربع في المنزل، تتحول غرفة النوم لغرفة العمل وترتيب الملابس ومرح الأطفال.
تقول كاثرينا دوبرتن، مهندسة الديكور الداخلي الألمانية "عليك أن تفكر في الغرض الحقيقي من غرفة النوم..هل ستشاهد التلفزيون فيها؟ هل ستتناول إفطارك في السرير؟ وما شابه ذلك من أسئلة. فلكي تمارس عاداتك هذه أحيانا ما يتطلب الأمر أكثر من مجرد حشية فراش ومنضدة صغيرة".
معظم غرف النوم تحتوي على خزانة ملابس، لا بأس، لكن مالوف تنصح باختيار خزانة واحدة بسيطة ووضعها بالقرب من الفراش بقدر الإمكان لكن ليس في موضع يمكن أن يجعلك تصطدم بأحد أبوابها إذا فتح عرضا. كما تنصح بأن تضم الغرفة مقعدا قديما أو مقعدا بلا ظهر أو ذراعين كي تضع عليه الملابس، لأنه، حسب قولها واستنادا لخبرات شخصية، نادرا ما يضع المرء سراويله أو قمصانه أو حتى ستراته في موضعها بعد خلعها مباشرة.
ما الذي نتركه في الخارج: الكومبيوتر وكل ما يسبب فوضى، وهذا خطأ، لأنه من غير المريح والمؤرق أن يكون آخر ما تقع عليه عيناك قبل النوم كومة من ملفات العمل لم تهتم بترتيبها طوال اليوم.
قدر ضئيل من الإضافات الكمالية: القواعد التي تطبق في غرفة النوم تطبق أيضا على الكماليات التي يمكن إضافتها هنا. فقدر ضئيل يكفي قد يكون على شكل سجاد صغير وزوج من الشموع لتضفيا إضاءة دافئة، وبعض الوسائد والأغطية. هذه الأشياء هي كل ما يلزم في الواقع. تقول دوبرتن إنه من المهم أيضا أن تكون للسرير خلفية، إما لوح من الخشب أو دهان لافت على الحائط خلف السرير بلون مختلف أو تغطيته بورق حائط، فذلك من شأنه أن يخلق خلفية باعثة على الاطمئنان والهدوء.
إضاءة مناسبة ولون مناسب: خلق جو يشيع الاسترخاء والتناغم في غرفة النوم، يعتمد أيضا على الاختيار الدقيق للون والضوء. تنصح مالوف بالدرجات الخفيفة مثل الرمادي والأزرق الفاتح، خصوصا أنها كلما كانت فاتحة أعطت انطباعا باتساع المساحة.
وتنصح مالوف أيضا بأن تكون مصادر الضوء في الغرفة قليلة وبقدر يسمح بتوافق الضوء مع حالات مزاجية مختلفة. ويحذر كونران من الإضاءة العلوية المباشرة في كل الأحوال: "فهذا النوع من الإضاءة يجعلك لا تستطيع الرؤية إذا كنت مستلقيا على ظهرك في السرير". ويكفي استخدام مصابيح على الجدران أو زوج من المصابيح المتماثلة التي توضع على المناضد المجاورة.
قلعة الحب
ينصح الخبراء كل زوجة بأن تبذل قصارى جهدها لجعل هذه غرفة النوم مثل " قلعة الحب " التي يشعر بداخلها الزوج بأنه قد انفصل عن العالم المليء بالصخب والضوضاء ودخل جنة الراحة والاسترخاء.
ولتحقيق هذه المميزات تابعي معنا السطور القادمة حيث نقدم لكِ فيها خطوات مهمة قد تبدو سهلة وبسيطة فى مظهرها لكن تأثيرها قوى وعميق فى جوهرها ، ومن هذه الخطوات :
قد يحتاج زوجك في بعض الأوقات للنظر إلى مناظر طبيعية تريح الأعصاب وتساعد على الاسترخاء ، لذا استبدلي الصور الشخصية المعلقة على حوائط غرفة النوم بلوحات فنية طبيعية ، فبالرغم من رغبة الجميع فى تعليق صور العائلة على حوائط المنزل إلا أن تأثيرها فى غرفة النوم غير مرغوب فيه وذلك لأن وجود صور الأطفال على سبيل المثال قد يسبب تشتيت الانتباه والتفكير فى شؤون الأسرة والأولاد وما يتعلق بهما من مشكلات دراسية ومتطلبات لا تنتهي .
وهذه الأفكار سوف تنزع الراحة وتحرم الزوج من صفاء الذهن حتى فى غرفة نومه التى يسعى الى الوصول إليها بعد قضاء يوم شاق في العمل.
على العكس تقوم الصور الفنية وخاصة المناظر الطبيعية الرقيقة بدور المهدئ السحري الذي يضفى على الغرفة الجمال والاسترخاء وذلك لأن مجرد النظر إلى الطبيعة الغناء يسرى فى النفس السعادة والحب مع الميل إلى الرومانسية.
كرسي مزدوج للاسترخاء
ولتجعلين غرفة نومك أكثر متعة وجاذبية في نظر زوجك ضعي كرسي مزدوج يتناسب مع حجم الغرفة، فمن الرائع أن تزودي حجرة النوم بكرسى مزدوج يتناسب مع حجم الغرفة ، ويمكنك كذلك استخدام أي نوع تفضلينه وتعتقدين أنه سينال إعجاب زوجك. حيث يمكن لكِ أنت وزوجك قضاء وقت ممتع فى مشاهدة التلفاز أو القراءة أو الاستلقاء لبعض الوقت أو تناول مشروب مفضل لكما دون الرغبة فى النوم .
وهذا سوف يمنح غرفة نومك مكان أكثر متعة وجاذبية ، ويجعل كلا منكما يعتاد على استخدام غرفة النوم ليس للنوم فقط بل لقضاء أسعد الأوقات.
ولتضفي جو من البهجة والسعادة على الغرفة ، ينصحكِ الخبراء بضرورة تزيين غرفة نومك بالزهور الرقيقة ذات الألوان المريحة للأعصاب.
وعلي الزوجة أن تجعل من غرفة نومها حديقة مزدهرة بالورود وأوراق الشجر الرقيقة لكن يجب أن تكون الورود صناعية حتى لا تمتص الأكسجين من الغرفة ، كما يجب أن تضعي نبتة خضراء بسيطة وطبيعية حتى تنقى جو الغرفة من الهواء الملوث.
ومن المهم أن تختاري ألوان الورود الهادئة التي تمنح زوجك الهدوء والسعادة مثل زهور البنفسج والزهور البيضاء التي تجعل الشخص أسير لجمالها عند النظر إليها.
موسيقي ومفارش ملونة
ويمكنكِ أن تضفى على الغرفة مزيد من الرقة ببعض الموسيقى الهادئة ، واعلمي عزيزتي الزوجة أن للموسيقى تأثير رائع على الحالة المزاجية لأي إنسان.
فإن نغمات الآلات الموسيقية من المؤثرات التي تدخل إلى القلب بدون أى تنبيه ، لذلك عليكِ أن تمتعي زوجك ببعض من الموسيقى الهادئة التي يفضلها عند دخوله إلى غرفة النوم حتى يشعر بالراحة ويرقص قلبه مع نغماتها الرقيقة التي تجعله يعبر عن ما يجول داخل قلبه من حب ورومانسية تجاهك.
لا تبالغين في وضع المفارش فيمكنكِ استخدام البطانية أو المفارش ذات الألوان القوية مع البساطة في ألوان الوسادات ، ويجب أن تتميز ألوان المفارش بالقوة والحيوية مع الاحتفاظ بالألوان الهادئة للحاف والوسادات.
وإذا كنتِ من الذين يرغبون في المبالغة في ديكور الغرفة فإن هذا قد يزعج زوجك أو يجعله يرى أن تلك المبالغة غير مناسبة أو غير مريحة، لذا يجب أن تحرصي على اختيار الألوان التي يفضلها زوجك والتي تشعره بالراحة والاستجمام.
فكوني حريصة أن تكون ألوان المفارش والوسادات والستائر هادئة ومتناسقة حتى تضفى على غرفة نومك البساطة والجاذبية.
اللون والحالة النفسية
ولأن الألوان تلعب دوراً مهماً على الحالة النفسية والمزاجية للزوج ، يذكر الدكتور محمد عويضة ـ أستاذ الطب النفسي بكلية طب الأزهر ـ أنه يمكننا أن نطلق على غرفة النوم لقب " الغرفة الذكية " في حال تم اختيار ألوانها بشكل يستجيب ويراعي متطلباتنا النفسية والحياتية ، وهذا ما يغفل عنه الكثيرون عند الإقدام على تأثيثها.
ويوضح د. محمد أن الاتجاه السائد لدينا هو الاهتمام بجودة أخشاب الأثاث ونوعية المفروشات ، بينما نهمش دور الألوان وننظر إليها على أنها مجرد تكميل للأساسي، رغم أنها الخلفية التي تسترخي عليها الأفكار والعواطف ، لذا يجب أن نعي معنى التأثير السيكولوجي للألوان وقدرتها على تغيير الأمزجة والعواطف والاستجابات الجسدية.
ويستطرد عويضة من أهم خصائص غرفة النوم توافر السكينة والهدوء بها، ولذلك يجب أن نختار من الألوان ما هو قادر على إيصال تلك الأحاسيس ، وأنا كمعالج نفسي أنصح بعض مرضى الاكتئاب والأرق بتغيير ألوان غرفة النوم أو مفروشاتها وستائرها في حالات كثيرة.
لذا ينصح د. عويضة الزوجة بضرورة اختيار ألوان مميزة لغرفة النوم من البداية ، ويقدم مجموعة من النصائح لاختيار ألوان غرف النوم فيقول:
- الأحمر: من الألوان المهمة لإثارة مراكز الانتباه في المخ، لأنه يزيد من اليقظة والتحفز، ولذلك يناسب من يشعرون بالخمول، ولكن القليل منه يكفي حتى يكون هناك مجال للاسترخاء.
- الأخضر الزمردي : يمد النفس بالحيوية خصوصاً إذا مزج مع الأبيض، وهناك اعتقاد خاطئ يجب الانتباه له وهو أن اختيار اللون الأبيض وحده يساعد على الشعور بالراحة، لكنه مرهق للعين، لذلك يفضل مزجه مع ألوان أخرى كالأخضر الزمردي أو البيج الكريمي.
- الأزرق : من أفضل الألوان لغرف النوم ، لأنه يرفع الروح المعنوية ويضفي على الأجواء شعورا بالراحة والاسترخاء .
اجعليها غرفة خاصة
والآن عزيزتي الزوجة بعد أن تقومي بتنفيذ الخطوات السابقة وتحددين ألوان الغرفة التي تضفي عليكِ وعلي زوجك السعادة والسرور ، لا تنسي أن هذه الغرفة لها خصوصية عن بقية الغرف ، لذا لا تجعليها كغرفة المعيشة التي تتبادلين فيها الأحاديث عن كل شيء ، فلا مناقشة فيها لمشاكل الزوج والزوجة ولا مشاكل الأطفال مع بعضهم بعضاً ولا مشاكلهم مع مدرسيهم ، إنما يخصص لذلك مكان آخر غير غرفة النوم .
ويوصيكِ خبراء العلاقات الزوجية بأن تجعلي غرفة النوم مكاناً لتبادل كلمات الحب والتقدير والإعظام ومن الزوجة لزوجها ولتبادل الزهور والهدايا وبث الأشواق والعواطف الجياشة من الزوج لزوجته ، وأن تكون هذه الغرفة مكان للاحتفالات الخاصة بين الزوج وزوجته .
فإذا كانت اللغة المسيطرة على هذا المكان هي لغة العواطف و لغة المشاعر و لغة العيون والقلوب والحنان فلا شك أن هذا المكان سيكون أشبه ما يكون بواحة غنّاء ، وروضة فيحاء ، وحديقة تحتوي من الخضرة والبهاء ما ترتقي إليه الأنفس وتشتهيه الأعين.