تشكل الجدران عنصراً مهماً في وضع أسس التصميم الداخلي، فهي الخلفية، والأساس الذي تبنى عليه محتويات المكان، ولابد من انتقاء المساحة اللونية الملائمة التي تتوافق وتنسجم مع طبيعة النشاط القائم في هذا المكان، حتى تكون بيئة مثالية يجد فيه المرء الأجواء التي يمارس فيها نشاطه بكل راحة ومتعة، في بيئة جاذبة وأنيقة.
الانتقاء العشوائي لألوان الجدران وطريقة تركيب الرفوف فيها يحول المكان إلى بيئة طاردة يصعب على المرء الجلوس فيه دون أن ينتابه نوع من الانزعاج وعدم الارتياح. وإذا وقفنا على أعتاب غرف الطعام المكان الذي يتردد عليه الأفراد بصورة مستمرة، فلابد أن تكون حوائطها ملائمة للغرض الذي أنشأت من أجله، وأن تتوافق مع نمط المنزل، حتى يخلق تأثيراً واضحا على المرء، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على نفسيته ونشاطه. فالألوان التي تكسو جدران غرف الطعام، لابد أن تكون باعثة على فتح الشهية، مثل اللون الأحمر النبيذي، والزيتي، التي تكون مثالية لتطلى بها حوائط هذه الغرف.
ووفق علم الفينج شوي يفضل استخدام الألوان الدافئة في غرف الطعام كونها تساعد على فتح الشهية، كما أن دمج اللون الأصفر الذي يوحي بالنشاط مع اللون الأحمر في غرفة الطعام يؤدي إلى السرعة والرغبة الشديدة في الأكل. واختارت المصممة هنا اللون النبيذي في طلاء جدران غرف الطعام الذي جاء متناغماً مع الأثاث الماهوجني، وكما نجد مجموعة من المعلقات التي تألقت وبرزت كأوسمة على سطح الجدران مما خلق نوعاً من الفخامة بين ثناياه. وعموما تنتشر تقنية الأصباغ بشكل واسع ومتنوع، وتتراوح في تكاليفها حسب مقدرة كل شخص.
هناك علاقة نفسية بين الألوان ودرجة الحرارة، فالألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر تشعِر الناس بالدفء، ولعل ذلك يرجع إلى اقترانها بلون الشمس ولون النار.
الأحمر، الوردي، البرتقالي، الأصفر.. الألوان التي ترافق شروق الشمس وضوء لهب النيران.. هي فعلاً الألوان الدافئة.. التي تخلق الجو المريح.. فإذا اختيرت هذه الألوان الدافئة لغرفة ما، جعلتها تبدو أكثر دفئاً واصغر حجماً.
جدران دافئة بلون الخوخ.. ستائر وردية اللون.. صدى اللون الأحمر على السجاد.. كومة الوسائد الوردية.. وتأثيرات الأحمر والأصفر جميعها أضفت روح المرح على هذه الغرفة. عند التخطيط لمخطط لوني دافئ تذكر انه كلما اقتربنا من اللون الأحمر او الأصفر زادت قوة اللون.. والكميات الكبيرة من هذه الألوان قد تصعب الحياة معها إذا استخدم اللون الوردي والخوخي والأصفر الفاتح على مساحات واسعة واقتصار الألوان القوية كتأثيرات بسيطة في المكان يقينا من الوقوع في قوة وحرارة الألوان القوية والحارة.
اللون الأحمر:
اللون الأحمر يعتبر بالذات لون دافئ وقوي، ممتع أو مثير، وفي الحقيقة له تأثير فسيولوجي على معظم الناس ويزيد اللون الأحمر من ضغط الدم وسرعة دقات القلب ويعطي اللون الأحمر شعوراً بالمودة والنشاط والعاطفة وهو أيضاً يثير شهية الطعام وهذا يفسر لماذا تستخدمه المطاعم ولماذا يعد خياراً موفقاً في دهان صالة الطعام.
اللون البرتقالي:
يعتبر اللون البرتقالي من أكثر الألوان زهواً ودفئاً ويعبر عن الطاقة الانفعالية والروح المتفائلة عند الإنسان وهو لون غير حاد التأثير ويعطي سعة وترحيب لذلك يستخدم في دهان صالات الاستقبال والمعيشة ويمكن استخدامه في دهان غرف نوم الأطفال.
اللون الأصفر:
يعطي اللون الأصفر الفاتح إحساساً بالمرح والإشراق والشعور بالابتهاج والتفاؤل وهو يوحي بالضوء أكثر من غيره من الألوان ويجلب الانتباه لذلك يستخدم في التصميم الداخلي للمبني في البهو والمدخل ويستخدم في غرف كبير السن وذلك كونه يمنحهم شعورا بالسعادة أكثر من أي لون آخر ، أما الأصفر الناصع يعمل على تهييج المشاعر والذي يقلق نفسياً كبار السن والقاصر والشاب.