نوّر قلبك فيه تألقك ..
قال الامام الصادق - عليه السلام _ : (( اعراب القلب على اربعة انواع : رفع وفتح وخفض ووقف , فرفع القلب في ذكر الله , وفتح القلب في الرضا عن الله , وخفض القلب في الاشتغال بغير الله , ووقف القلب في الغفله عن الله )) .
هذه العبارات من الامام الصادق _ عليه السلام _ تتضمن معاني عميقه لها دور كبير في نجاح وسعادة الانسان . ولعل من اهم المعاني التي يشير اليها الحديث تبيان الطريقه التي يتنور القلب بها وتبيان الطريقه التي يظلم القلب بها .
لذلك سنحاول ان نبين كلا المفهومين بشيء من الايجاز .
الامام _ عليه السلام _ يشير الى وجود مفهومين يسببان تنوير القلب الا وهما : الرفع والفتح اي ذكر الله تبارك وتعالى , والرضا عنه عز وجل , فتعال معي لنعرف شيئآ عنهما :
اولآ : اهمية الذكر الالهي :
ذكر الله سبحانه من العوامل الرئيسيه لتنوير القلب لانه يسبب المحبه الالهيه للعبد الذاكر , فعن رسول الله _ صل الله عليه واله _ : (( من اكثر ذكر الله احبه الله ومن ذكر الله كثيرآ كتبت له براءتان : براءه من النار وبراءه من النفاق )) .. فالذكر سبب في جلاء الصدأ عن القلوب ولذلك نجد حثآ كبيرآ في الايات المباركه والنصوص الشريفه على اهية الذكر قال تعالى : (( يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرآ كثيرآ وسبحوه بكره واصيلآ )) .
ويروى ان النبي موسى على نبينا واله وعليه السلام كان يعض بني اسرائيل وكانوا يبكون من مواعظه _ عليه السلام _ فقام رجل من شدة الوعظ في حالة بكاء فشق قميصه , فنزل الوحي على موسى _ عليه السلام _ يخبره بانه يا موسى قل لهذا الرجل ان لا يشق قميصه بل يفتح قلبه بالموعظه والذكر والرضا عن الله عز وجل )) ..
لما كان ذكر الله سبحانه يحي القلوب فان ترك الذكر يسبب موت القلوب وقساوتها , فقد ورد في الحديث القدسي : (( يا موسى لا تنسني على كل حال فان نسياني يميت القلب )) .
لذلك على الانسان الذي يريد ان يحي قلبه وينيره ان يسعى في دوام الذكر بشتى اقسامه فان ذلك مما يسبب نجاحه ونجاته في الدنيا والاخره ..
هذا الطريق الاول لانارة القلب اما الطريق الثاني في الدرس القادم ان شاء الله .
والحمد لله رب العالمين