اختراق لوكهيد مارتن يسلط الضوء على عالم الجاسوسية الإلكترونية
اف 35
اظهر الهجوم الإلكتروني الذي استهدف شركة لوكهيد مارتن الأميركية العملاقة لصناعة السلاح مؤخرًا أن التجسس الإلكتروني نشاط آخذ في التطور ويمكن أن يصبح تهديدًا خطيرًا لأمن الحكومات والشركات على السواء.
وكانت لوكهيد مارتن، اكبر متعهدي البنتاغون، تعرضت الأسبوع الماضي إلى هجوم الكتروني وصفته بـ"الكبير والمتواصل". وقالت الشركة إنها اكتشفت الهجوم فور وقوعه تقريًبا وتمكنت من وقفه قبل سرقة أي معلومات حساسة.
ولاحظ مراقبون أن الهجوم ربما كان محدود التأثير على وزارة الدفاع الأميركية ولكنه يشير إلى تطور التجسس الإلكتروني وإمكانية تحوله إلى خطر حقيقي على الحكومات والشركات. وكتب المعلق المختص بأمن الكومبيتر توني برادلي ان الهجوم يبدو مدبرا برعاية دولة أو من تنفيذ قراصنة لديهم موارد مالية كبيرة بهدف بيع ما يمكن استخراجه من معلومات الى حكومات أخرى. واضاف أن الفيروسات تطورت من مصدر ازعاج ثانوي يمارسه شبان عابثون إلى نشاط اجرامي منظم، والآن إلى أداة تجسسية بيد الشركات والحكومات لإستهداف معلومات محدَّدة بدقة.
وقالت إذاعة أوروبا الحرة إن وزارتي الدفاع والأمن الداخلي تعملان على تحديد سعة الهجوم والبحث عن السبل الكفيلة بمنع تكراره في المستقبل. وأكدت شركة لوكهيد مارتن في بيان صحفي ان الهجوم لم ينجح في سرقة معلومات عن زبائنها أو برامجها أو كوادرها. وان فرقها تعمل على مدار الساعة لتمكين العاملين من الدخول على شبكتها مع الحفاظ على اقصى درجات الأمن.
وباستثناء الاعتراف بوقوع الهجوم في 21 ايار/مايو لم تقدم لوكهيد مارتن أو الحكومة الاميركية أي تفاصيل عن الحادث ولا يُعرف حتى الآن من أين كان مصدره بل أن خبراء في أمن الانترنت لديهم علاقات بالحكومة الأميركية يقولون انهم لا يملكون معلومات تُذكر عن الهجوم.
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن محللين أن المهاجمين ربما اخترقوا منظومة لوكهيد مارتن مستخدمين مفتاحًا من إنتاج القسم الأمني لشركة إي أم سي المختصة بأمن الانترنت. وكانت الشركة اعلنت في آذار/مارس الماضي أن قراصنة هاجموا منظوماتها ذات العلاقة بالمفاتيح الأمنية. وتستخدم وكالات ودوائر حكومية وشركات هذه المفاتيح لتأمين سلامة معلوماتها.
وكان قراصنة اخترقوا منظومة لوكهيد مارتن في عام 2009. وافادت تقارير في حينه انهم اخترقوا كومبيوترات تحوي معلومات عن برنامج انتاج الطائرة المقاتلة من طراز أف ـ 35، كما افادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية. وتقدر كلفة البرنامج بأكثر من 380 مليار دولار وسيكون أغلى صفقة تسلحية تعقدها وزارة الدفاع الاميركية.
وعادت قضية أمن الانترنت إلى الواجهة منذ اختراق شبكة العاب بلاي ستيشن من شركة سوني في نيسان/ابريل الماضي وسرقة المعلومات الشخصية لأكثر من 100 مليون مستخدم. وكلف ذلك الاختراق شركة سوني وشركات بطاقات الائتمان من 1 الى 2 مليار دولار.
المزيد في
مجموعة الدفاع الاميركية لوكهيد مارتن تتعرض لهجوم إلكتروني